تفاعلت قضية التهديدات بالقتل التي تلقاها البرلمانيان جيم أوزدمير وكلاوديا روث من حزب الخضر الألماني نهاية الأسبوع الماضي، من جماعة يمينية متطرفة تقيم في الولايات المتحدة، بعدما ندد الوسط السياسي بشدة بما حصل، معتبراً ذلك اعتداء على حرية التعبير، والديمقراطية.
روث، التي تشغل منصب نائبة رئيس البرلمان، قالت في حديث مع مجموعة "فونكه" الإعلامية إن التهديد بالموت يندرج في قائمة طويلة من محاولات الترهيب ضد السياسيين المحليين والمجتمع المدني وضد اليهود والمسلمين والأشخاص من أصحاب الخلفيات المهاجرة.
وتلقى أوزدمير مع روث رسالتي بريد إلكتروني من جماعة تحمل اسم "قسم الأسلحة النووية ألمانيا" مقيمة في الولايات المتحدة، وبحسب التقارير فإن الجماعة نظمت نفسها في السجون وتواصل أعضاؤها مع بعضهم البعض عبر الشبكة العنكبوتية داعين إلى الكراهية والعنصرية.
وجاء في الرسالة الخاصة لاوزدمير: "نخطط كيف ومتى سنعدمك، هل في المظاهرة المقبلة، أم سنترصدك أمام منزلك".
وقال وزير الداخلية الاتحادي، هورست زيهوفر، في حديث مع صحيفة "زود دويشته تسايتونغ"، اليوم الاثنين "بشكل عام، نحن نعاني من إشكالية قساوة شديدة في مجتمعنا"، محذراً من زيادة العنف والتخويف في النقاش العام.
من جهته اعتبر رئيس كتلة اليسار، ديتمار بارتش، في تعليق له اليوم لصحيفة "تاغس شبيغل" أن التهديدات أتت نتيجة لمناخ اجتماعي مسموم، قائلاً "لقد تم التقليل من الخطر الذي تشكله الشبكات اليمينية من قبل الأجهزة الأمنية لفترة طويلة، يجب محاربتها بكافة الوسائل".
أما نائب كتلة الحزب الليبرالي الحر، شتيفان توميه، فقال للصحيفة ذاتها إنه "لا ينبغي الاستهانة بالإهانات والتهديدات على الإنترنت. لم يعد القبول بمثل هذه الوحشية".
في السياق، اعتبر نائب زعيم كتلة الحزب المسيحي الديمقراطي، تورستن فراي، في حديث مع "دي فيلت" أنه "سيتم بذل الجهد لضمان تمرير مشاريع القوانين ضد الكراهية والتطرف اليميني في البرلمان، وبعدما بات لا يمر يوم دون أن يتعرض ممثلو الدلولة للإهانة أو التهديد".
وبالإضافة إلى حزمة التدابير طالب فراي بمزيد من الصلاحيات في المجال الرقمي لرجال الأمن، موضحا أنه "لا يمكننا أن نجعل سلطاتنا صماء ومكفوفة عن الشبكة وفي الوقت نفسه نعتقد أننا سننجح في مكافحة التطرف المنظم".
ومضى قائلا إن "محاولات الترهيب التي يقوم بها المتطرفون يجب أن تقابل بعزم كامل وصلابة". وحيال ذلك قال السياسي عن الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرز، "دعونا لا ندع ديمقراطيتنا يتم العبث بها"، قبل أن يوضح أن "التهديدات ضد سياسيي الخضر هو هجوم جبان على مجتمعنا الليبرالي الديمقراطي".
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الألمانية وضعت أخيراً حزمة إجراءات سيتم العمل على إقرارها، بينها تقديم الدعم ورصد ميزانية وتجهيزات خاصة للأجهزة الأمنية للوصول إلى ملاحقة ومعاقبة منفذي جرائم الكراهية على الإنترنت، وإدراج إلزامية مقدمي الخدمات من إبلاغ السلطات بدون طلب مسبق عن المحتوى الإجرامي لا سيما عندما يتعلق الأمر بالقتل والتحريض، وصولاً إلى تشديد قانون حيازة الأسلحة، فضلاً عن رفع مستوى التواصل بين مكاتب الاستخبارات لمكافحة اليمين المتطرف.
بدوره حث السياسي عن حزب الخضر، ريناته كوناست، الائتلاف الحاكم عل التركيز أكثر على التهديدات اليمينية المتطرفة، لافتا عبر "دي فيلت" إلى أن المحسوبين على اليمين المتطرف يطبقون تهديداتهم بالقتل على أرض الواقع، وبات يتعين أن يتم العثور على مطبقي هذه التهديدات ومعاقبتهم بكل الوسائل.