وذكر التقرير أن الخبراء العسكريين في وزارة الدفاع أكدوا لكارنباور أنه يمكن للجيش توفير 2500 جندي للمهمة المحتملة، وهو ما يمكن أن تعرضه برلين على الشركاء الأوروبيين بخصوص إنشاء منطقة حماية دولية في سورية.
ويفترض سيناريو الجيش أنه من الممكن أن تقسم المنطقة إلى قطاعات بعرض 40 وعمق 30 كيلومتراً، على أن يتولى الألمان قيادة دولية وتقديم ثلاث كتائب قتالية. وتحدثت المجلة عما أسماه الخبراء العسكريون في الجيش الألماني "الحزمة الكاملة"، وتتضمن المشاركة بقوات خاصة وعربات مدرعة وأسلحة ثقيلة ومدافع وكاسحات الألغام، وكذا سلاح الجو.
وبالنسبة لمدة المهمة، اقترح الخبراء العسكريون أن تحذو ألمانيا حذو الهولنديين، وأن يحصر الجيش توجيه وتحديد الالتزام من البداية بمدة عامين، على أن يحصل التفويض أولاً من البرلمان.
ويشارك الجيش الألماني حالياً بحوالي 3200 جندي في مهمات خارجية، موزعين بين أفغانستان ومالي والعراق والبحر الأبيض المتوسط، وهو ما يشكل عبئاً على القوات العسكرية الألمانية في السنوات الأخيرة، في ظل الكثير من الشكاوى المتكررة من تلك البعثات، خاصة في أفغانستان، حيث يسود تذمر من النقص في الإمدادات والأسلحة وعدد الجنود.
في المقابل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم السبت، إن تركيا لا ترى أن اقتراح ألمانيا لمنطقة دولية "آمنة" في شمال شرق سورية واقعي.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، قال جاووش أوغلو إن تركيا لن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في شمال شرق سورية وستحقق في أي مزاعم، وفق "رويترز".
تفاعل حذر لشركاء الحلف الأطلسي
وتتفاعل العديد من الدول الغربية بحذر مع مقترح قوة الحماية الدولية في سورية، ولم يتم دعم الخطة بوضوح من منطلق أن الاقتراح يحتاج إلى مناقشة التفاصيل قبل اتخاذ القرار، ولوجود الكثير من التحديات، وفق ما قال أخيراً الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ.
واعتبر ممثلو حلف الأطلسي في بروكسل في اجتماعهم يومي الخميس والجمعة أن الحل الأفضل لسورية يتمثل في قوة حماية تابعة للأمم المتحدة، في ظل الوضع الميداني، وذلك لتشكل مصالح معينة لأطراف النزاع، وهذا ما يزيد الوضع تعقيداً، لا سيما وأن تركيا تستند في تدخّلها على أنها مهددة من "وحدات حماية الشعب" الكردية، والدول الغربية تقول إنها تسعى إلى القضاء على فلول تنظيم "داعش" الإرهابي.
أما روسيا فلها مصلحة في استعادة وحدة الأراضي السورية مع نظام بشار الأسد المتحالفة معه والمساندة له. وبالتالي، فإن موسكو لن ترضى بتفويض الأمم المتحدة لنشر قوات في المنطقة، على الرغم من أنها تجسد الحيادية والمصداقية اللازمتين.
وفي السياق، اعتبرت صحيفة "تاغس شبيغل"، أن على ألمانيا وقبل إجراء التصويت في الأمم المتحدة على المهمة أن تستخدم مقعدها الحالي غير الدائم في مجلس الأمن لتشجيع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على التوسط السياسي جنباً إلى جنب مع الدول الأوروبية الممثلة في المجلس، مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا وبولندا، وأن يتم كذلك دعم اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأجل وشامل للجميع بين تركيا وروسيا وسورية وبما في ذلك الأكراد.
ويأتي ذلك في ظل الحديث عن أن غوتيريس سيزور تركيا أواخر الشهر الجاري لحضور مؤتمر إسطنبول للوساطة، وبالتالي ستكون فرصة ممتازة للتباحث في الاتفاقات الدولية الأولية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.