استدعى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني ناصيف حتّي، اليوم الثلاثاء، سفير ألمانيا الاتحادية جورج بيرغلين، واستوضح منه بشأن حظر وزارة الداخلية الألمانية، في 30 إبريل/نيسان الماضي، أنشطة "حزب الله" اللبناني بالكامل، وذلك تنفيذاً لطلب الـ"بوندستاغ" (البرلمان)، الذي صوّت بالأغلبية على ذلك في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأشار السفير الألماني إلى أنّ القرار متخذ منذ فترة ودخل حيّز التنفيذ أخيراً، وقد وضع بعض المسؤولين في صورة محتواه. ولفت إلى أنّ القرار "لا يصنف حزب الله إرهابياً إنّما يحظر نشاطاته على الأراضي الألمانية".
ووافق البرلمان الألماني، في ديسمبر الماضي، على اقتراح يحث حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على حظر جميع أنشطة "حزب الله" على الأراضي الألمانية، وهو ما أرجعه إلى "أنشطته الإرهابية"، خاصة في سورية.
وستتمثل أبرز القيود التي ستفرض على "حزب الله" في منع أي نشاط له في ألمانيا، أي منعه من تنظيم المسيرات أو المظاهرات المؤيدة للحزب، والتي عادة ما تخرج سنوياً في برلين بمناسبة يوم القدس، علماً أنه تم إلغاؤها هذا العام بمبادرة من المنظمين أنفسهم.
كما أنه، وفي حال عدم التقيد بهذا الحظر، ستفرض عقوبات بالسجن، تصل إلى 12 شهراً، على كل من يحمل علم الحزب أو يضع أي ملصق أو إعلانات أو يحمل يافطة تأييد له، وذلك وفق ما ذكرته صحيفة "بيلد" الألمانية، متحدثة كذلك عن إمكانية مصادرة ممتلكات، إذا ما ثبت أن أصحابها ناشطون محسوبون مباشرة على الحزب.
بدوره، أكّد وزير الخارجية اللبناني أنّ موقف لبنان مبدئي من اعتبار "حزب الله" مكونا أساسيا في لبنان، ويمثل فئة واسعة من الشعب اللبناني وهو جزء من البرلمان اللبناني.
ووضع الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في كلمة متلفزة، أمس الاثنين، قرار ألمانيا حظر "حزب الله" في سياق" الحرب الأميركية – الإسرائيلية على حركات المقاومة في المنطقة". وشدد على أن القرار الألماني هو سياسيٌّ ويعبّر عن خضوع الحكومة الألمانية للضغوط الأميركية، وما هو إلّا إرضاء لإسرائيل.
وأشار نصر الله إلى أنّ "اللبنانيين الموجودين في ألمانيا هم الأكثر التزاماً بالقانون الألماني، وكل أنشطتهم هي علنية وليس لديهم أي شيء مخفيّ"، مؤكداً أن حزب الله "لم يعد يتحرك لإيجاد تنظيمات له في أي دولة"، مضيفاً: "نحن صادقون بادعائنا أننا لا نملك تنظيماً في ألمانيا، وعلى الحكومة اللبنانية، وفي مقدمتها وزارة الخارجية، حماية مواطنيها هناك".
وتقدّر المخابرات الداخلية الألمانية وجود "1050 شخصاً من الجناح المتطرف التابع للتنظيم اللبناني (في ألمانيا)، وهم يقومون بطريقة غير رسمية بجمع الأموال للحزب في البلاد، كما أن هناك على الأقل أربع جمعيات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحزب لدرجة أنها تعتبر منظمات فرعية، وهي مركز (الإمام المهدي) في مدينة مونستر، وجمعية ومسجد (الإرشاد) في برلين، وجمعية (المصطفى) في بريمن، وجمعية (المهاجرين اللبنانيين)، في دورتموند".