"يتسهار"... غول الاحتلال الإسرائيلي الذي افترس 1000 دونم في 90 يوماً

04 ديسمبر 2019
يقطن في "يتهسار" المستوطنون الأشد حقداً وعنصرية(جعفر أشتية/فرانس برس)
+ الخط -

عملية التجريف التي شرعت بها آليات لمستوطنة "يتسهار" المقامة على قمة جبل يقع جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، لشق طريق جديد يسلكه المستوطنون على حساب الأراضي الفلسطينية، ليست إلا حلقة في مسلسل طويل من الاعتداءات والانتهاكات التي يشنّها المستوطنون وتطاول كلّ ما هو فلسطيني.


المستوطنة التي أنشأتها حركة "غوش أمونيم" العنصرية الاستيطانية عام 1983، على قمة جبل سلمان الفارسي جنوب نابلس، فوق أراضي قرية بورين، امتدت حالياً على مسافات واسعة، على حساب أراضي الفلسطينيين في جنوب وجنوب غرب نابلس مثل بلدة حوارة وقرى مادما، وعوريف، وعينابوس، وعصيرة القبلية، وللمستوطنة عدة مداخل، ومحاطة بسياج أمني يسرق المزيد من الأراضي.
كذلك ترتبط مستوطنة "يتسهار" بعدة شوارع ضخمة، وبطرق التفافية، يمنع على الفلسطينيين المرور منها، أو حتى الوصول إليها، نظراً لوجود آليات عسكرية إسرائيلية عليها، على مدار الساعة.
ومن هنا، برزت خطورة عملية التجريف التي شرعت بها جرافات تتبع للمستوطنة، فالهدف هو شق طريق جديد على حساب أراضي المزارعين الفلسطينيين، وفق رئيس المجلس القروي لبورين يحيى قادوس، الذي أكد في حديث لـ"العربي الجديد" أن ما يجرى هو توسعة في حدود المستوطنة الشمالية، وفتح شارع يمتدّ مئات الأمتار يُسهل على المستوطنين القادمين من جهة مستوطنات مثل "براخا" المقامة على الجبل المقابل لـ"يتسهار" ومستوطنة "ألون موريه" شرق نابلس، الدخول إلى "يتسهار" فوراً، بدلاً من الالتفاف من الجهة البعيدة.
ووفق قادوس، فإن "المنطقة المستهدفة تعرضت خلال السنوات الماضية لهجمات عنيفة من المستوطنين، أدت إلى حرق مئات أشجار الزيتون فيها، وكان الهدف هو تصحير الأرض لتسهيل السيطرة عليها، وهو ما جرى اليوم بالفعل، وظهر المخطط على حقيقته للعلن".
جاء هذا بعد ثلاثة أشهر فقط على شق المستوطنين طريقاً موازياً للشارع الذي جرى شقه اليوم، "وبالتالي، فإن ألف دونم من الأراضي الفلسطينية سرقت ونهبت خلال تسعين يوماً فقط بسبب الشارعين"، يقول قادوس.
ولا يقف الأمر عند ذلك، بل إن الاحتلال يصادر المزيد من الأراضي على امتداد الشارع الجديد كمنطقة أمنية، وقد يقيم سياجاً أو يضع العراقيل التي يدّعي أنها لحماية المستوطنين من الهجمات الفلسطينية، وفق قادوس، الذي يدلل على ذلك بقوله: "قبل نحو خمسة عشر عاماً، شقت سلطات الاحتلال الطريق الالتفافي الذي يربط ما بين مستوطنات شرق قلقيلية، بمستوطنات جنوب نابلس، حيث زاد طول الطريق على خمسة كيلومترات، ما تسبب حينها بمصادرة ونهب عشرات آلاف الدونمات الزراعية، كما عزلت تلك الطريق منازل فلسطينية وحاصرتها، نظراً لأنها مقامة على يمين الطريق الجديدة، وبات أصحابها في مهب الريح، وعرضة دائمة لهجمات المستوطنين".
ويقطن في "يتهسار" المستوطنون الأشد حقداً وعنصرية تجاه العرب والفلسطينيين، وخلال السنوات العشر الأخيرة شكّلت المستوطنة حاضنة لما يعرف بـ"شبيبة التلال"، وهي المجموعات التي تشنّ عمليات "دفع الثمن"، بحق البلدات والقرى الفلسطينية المجاورة، حيث تحرق المساجد والمركبات، وتخطّ شعارات عنصرية تدعو لقتل العرب على جدران منازلهم.


كما أن أولئك المستوطنين كانوا ينزلون إلى الطرق التي تسلكها مركبات الفلسطينيين ويرشقونها بالصخور والحجارة الضخمة، ما تسبب بإصابة العديد من الفلسطينيين بجراح، واستشهدت السيدة الفلسطينية عائشة الرابي (45 عاماً) بعد إصابتها بحجر في رأسها مباشرة، رشقه مستوطنون على السيارة التي كانت تركب بها برفقة زوجها جنوب نابلس، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.

المساهمون