وفد المعارضة لأستانة: وجوه عسكرية وسياسية راسخة في الثورة

19 يناير 2017
علوش يرأس وفد المعارضة إلى أستانة (دوني باليبوز/فرانس برس)
+ الخط -

تتنوع شخصيات وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر أستانة، بين سياسية وعسكرية، وسيكون على رأسه محمد علوش، إضافة إلى وجوه بارزة أدت أدواراً مهمة في سياق الثورة السورية وحتى اليوم. وفي ما يلي نبذة عن أبرز أعضاء وفد المعارضة.


رئيس الوفد المفاوض محمد علوش: سياسي وإعلامي سوري، يُعتبر أحد مؤسسي "جيش الإسلام" العامل بشكل أساسي في الغوطة الشرقية، إلى جانب قائده الراحل زهران علوش. عُيّن كبيراً للمفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف في يناير/ كانون الثاني 2016 حتى استقالته من الوفد نهاية مايو/ أيار 2016.
وُلد علوش عام 1970 في مدينة دوما بريف العاصمة السورية دمشق. أكمل المرحلة الثانوية من تعليمه في مدرسة دوما للبنين، ودرس مدة عام في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ثم أكمل دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، حيث حصل على إجازة جامعية من كلية الدعوة وأصول الدين عام 1993.

عمل علوش بعد تخرجه من الجامعة في العاصمة السعودية الرياض في مجال النشر، حيث ترأس دار النفائس للنشر، وأصبح مديراً لشركة صبا الإعلامية. نال درجة الماجستير في تخصص العلوم المصرفية من قسم الدراسات الإسلامية في جامعة بيروت الإسلامية عام 2009، لكنه لم يكمل تعليمه العالي (الدكتوراه) بسبب التحاقه بالثورة السورية. ساهم في تأسيس "تنسيقية دوما" و"مجلس قيادة الثورة"، ثم أصبح عضواً في المكتب السياسي للهيئة العامة للثورة، ومثّل الحراك الثوري في المجلس الوطني السوري المعارض قبل أن يؤسس مع زهران علوش "جيش الإسلام"، فكان عضواً بارزاً في المكتب السياسي لهذا الجيش، وأنشأ "منظمة عدالة" الحقوقية لتوثيق انتهاكات النظام في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
انتُخب عضواً في الهيئة التفاوضية العليا في 20 يناير/ كانون الثاني 2016، ثم اختارته قوى المعارضة ليكون "كبير المفاوضين" في مفاوضات جنيف مع وفد النظام السوري.


عضو الوفد الاستشاري القانوي أسامة أبو زيد: ولد أبو زيد في مدينة داريا، قرب دمشق، عام 1986. اسمه الأصلي أسامة معترماوي، ويتحدر من مدينة إدلب. درس في كلية الحقوق في دمشق، ووصل إلى السنة الرابعة، لكنه لم يتخرج من الجامعة. شارك في الثورة منذ انطلاقتها. وعيّن مفاوضاً عن أهل مدينة داريا لإيصال طلباتهم للنظام السوري عبر ضباط كان يتواصل معهم. وبسبب ظهوره البارز تمّ اعتقاله لمدة أكثر من عام. بعد إطلاق سراحه عام 2013، شكّل مع العديد من شباب المدينة المجلس المحلي في داريا، والذي حقق سمعة جيدة. كان من الناجين من مجزرة داريا الكبرى التي ارتكبتها قوات النظام لدى اقتحامها مدينة داريا، في شهر أغسطس/ آب عام 2012، والتي راح ضحيتها أكثر من 500 مدني.
غادر أبو زيد المدينة قبل إحكام قوات النظام حصارها في عام 2013. وعمل في المكتب الإعلامي للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في إسطنبول، ثم كمستشار قانوني للجيش السوري الحر، وخضع لدورات في القانون الدولي، وحصل على شهادة من المنظمة الدولية "جنيف كول"، وشارك في تدريب المقاتلين في الجيش الحر على القانون الإنساني الدولي. في 29 ديسمبر/ كانون الأول، ظهر كمتحدث باسم فصائل المعارضة كافة، بعد أن وقّع هو وعدد من قياديي المعارضة اتفاقاً مع موسكو برعاية تركية، يقضي بوقف شامل لإطلاق النار في كل الأراضي السورية.


سعيد نقرش
: عضو الوفد الرئيسي وممثل عن لواء "شهداء الإسلام". النقيب سعيد نقرش يتحدر من مدينة الضمير، شرقي دمشق. وهو في العقد الرابع من العمر. انشق عن جيش النظام في وقت مبكر ليتولى مع زملاء آخرين تشكيل لواء "شهداء الإسلام" العامل في مدينة داريا، وتولى قيادته. خاض هذا اللواء معارك عديدة في مواجهة قوات النظام خلال حصار المدينة لمدة أربعة أعوام قبل تهجير أهلها ومقاتليها في سبتمبر/ أيلول العام الماضي. عُرف عن نقرش خلال قيادته للواء، الانضباط وحسن التدبير وإدارة الموارد الضئيلة بشكل جيد.
بعد خروج مقاتلي اللواء إلى مدينة إدلب، حرص نقرش وقيادة اللواء على الحفاظ على هيكليته واستقلاله ورفض عروض الاندماج مع الفصائل الأخرى، وشارك في العديد من المعارك في حلب وحماة. تسلّم نقرش العلاقات الخارجية في اللواء، وحل مكانه في قيادة اللواء أبو وائل حبيب.


يحيى العريضي
: عضو الوفد الاستشاري. كان يحيي العريضي من الوجوه الإعلامية البارزة للنظام السوري قبل انشقاقه عن النظام في الشهر الخامس من عام 2013. شغل قبل انشقاقه مناصب عدة، مثل مدير القناة الثانية في التلفزيون السوري، ثم مديراً للمركز الإعلامي السوري في لندن ومذيعاً في التلفزيون السوري وعميداً لكلية الإعلام في جامعة دمشق، إضافة إلى علاقة شخصية كانت تربطه مع رئيس النظام بشار الأسد. عمل بعد الثورة كمستشار إعلامي للمعارضة السورية، وله حضور دائم على محطات التلفزيون كمحلل سياسي.



هشام مروة
: عضو في الوفد الاستشاري وهو من مواليد مدينة قطنا، قرب دمشق، عام 1962. يحمل شهادة الدكتوراه في مجال القانون المقارن، ويعمل في مجال القانون منذ عام 1993. له العديد من الكتب والمقالات في المجالات القانونية والعدالة الانتقالية والديمقراطية والدولة المدنية في العالم الإسلامي. يُعتبر مروة من الأعضاء المؤسسين للمجلس الوطني السوري والائتلاف الوطني ويعمل في اللجان القانونية لكل منهما، وانتُخب نائباً لرئيس الائتلاف الوطني في الخامس من يناير/ كانون الثاني 2015، وله حضور دائم على المحطات التلفزيونية كمتحدث باسم الائتلاف والثورة السورية، وهو يقيم في السعودية. يرى مروة أن دوره كمحامٍ وكنائب رئيس الائتلاف الوطني يتمثل في تمثيل وحماية المبادئ الأساسية للثورة السورية في المنصات الدولية والمفاوضات السياسية.


عبد الحكيم بشار
: عضو في الوفد الاستشاري ممثلاً للمجلس الوطني الكردي. من مواليد مدينة عامودا، في محافظة الحسكة، سنة 1958، وهو من خريجي جامعة دمشق ـ كلية الطب البشري المختص بأمراض الأطفال. عمل كسكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) منذ عام 2007 وحتى إبريل/ نيسان 2014، وهو من مؤسسي "إعلان دمشق"، وشارك في أول مؤتمر للإعلان في العاصمة السورية دمشق.
شغل منصب عضو في العلاقات الخارجية للمجلس الوطني الكردي، وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في سورية، كما يُعتبر أول رئيس منتخب للمجلس الوطني الكردي. انضم إلى الائتلاف الوطني السوري بعد دخول المجلس الوطني الكردي ضمن صفوف الائتلاف، وشارك في مؤتمر جنيف 2 ضمن وفد القيادة والتوجيه.


ياسر عبد الرحيم
: عضو الوفد الرئيسي عن "فيلق الشام" و"غرفة عمليات فتح حلب". هو قائد "غرفة فتح حلب"، ويُعتبر من الضباط البارزين المنشقين عن النظام السوري وهو ضابط مختص بالمدفعية. شارك في العديد من المعارك في ريف حماة وحلب وإدلب وتعرض لأربع إصابات كادت إحداها أن تكون قاتلة. ترأس في وقت سابق غرفة عمليات "قادمون" بالتزامن مع معركة القصير عام 2013، وتعرض حينها لإصابة بليغة أقعدته عن العمل العسكري لمدة عام وثلاثة أشهر.
شغل عبد الرحيم في حلب منصب قائد "غرفة فتح حلب"، وفي إدلب قائد "فيلق الشام". خصص النظام نصف مليون دولار لمن يقتله. كما وُزعت إحداثيات المنزل الذي تقطنه عائلته في إدلب وأوقات وجوده فيه ليتم قصفه. وفي تصريحات صحافية، قال عبد الرحيم إن النظام طلب منه قبل انشقاقه قصف المناطق المأهولة في حلب بالراجمات والمدفعية، وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعه للانشقاق عن هذا النظام والانضمام للثورة السورية.

 

نصر الحريري: عضو الوفد الاستشاري. وُلد الحريري في مدينة درعا عام 1977، تخرج من كلية الطب وحصل على الماجستير في الأمراض الباطنية والقلبية. تنقل الحريري قبل الثورة السورية في مواقع وظيفية عدة، إذ شغل منصب رئيس الأطباء في مستشفى الأسد الجامعي في دمشق، ورئيس الأطباء في مستشفى درعا الوطني. وبعد الثورة اعتُقل أكثر من 20 مرة بتهم التمويل وإضعاف الشعور القومي وتصوير الشهيد حمزة الخطيب وبث ذلك. شارك في الحراك الثوري السلمي منذ انطلاقة الثورة، وأسس نقابة الأطباء الأحرار في درعا ثم تولى إدارة العيادات السعودية في مخيم الزعتري، ثم مدير المكتب الإقليمي للهيئة الطبية السورية. وهو عضو في الائتلاف الوطني السوري، وشغل سابقاً منصب الأمين العام للائتلاف.


خالد شهاب الدين: عضو الوفد الاستشاري. وُلد القاضي خالد شهاب الدين في حلب في 22 مايو/ أيار 1978، وحصل على الإجازة في الحقوق عام 2001، وعمل في مهنة المحاماة في فرع حلب مدة ثلاث سنوات، قبل تخرجه من المعهد القضائي، وتعيينه قاضياً في منطقة عفرين، ثم عُيّن رئيساً لمحكمة الزربة في حلب عام 2011، وكان أول قاضٍ ينشق عن النظام عام 2012.
عمل بعيد انشقاقه على تشكيل نواة مجلس القضاء السوري الحر. أصدر مذكرات توقيف واعتقال عدة بحق كل من رئيس النظام السوري بشار الأسد وأكثر من ألف شخصية متهمة بارتكاب جرائم حرب من قيادات النظام. كما أصدر مذكرات اعتقال بحق أشخاص آخرين خارج سورية، مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. شارك في تأسيس التجمّع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية، وفي 15 مارس/ آذار 2014 تم انتخابه عضواً في المكتب التنفيذي للتجمّع وكلّف بمكتب التواصل مع الداخل السوري. وفي السابع من مارس 2015 أصبح نائباً لرئيس التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية.

مأمون حاج موسى: عضو الوفد الأساسي إلى مفاوضات أستانة، وممثل لفصيل "صقور الشام" المعارض. من مواليد مدينة حلب، درس هندسة تقنيات الحاسوب في جامعة حلب وانضم إلى صفوف الثوار منذ بدايات الثورة السورية عام 2011، وكان من مؤسسي مركز حلب الإعلامي، ثم انضم إلى فصيل "صقور الشام" بعد عسكرة الثورة. يشغل حالياً منصب المتحدث باسم الفصيل، الذي ينتشر خصوصاً في محافظة إدلب، وخاض العديد من المعارك مع النظام السوري.

دلالات
المساهمون