قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، إن مسؤولَين في الحزب الديمقراطي الأميركي اقترحا ترشيح ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك لكبح تقدم بيرني ساندرز الذي تبدو فرصته كبيرة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمواجهة دونالد ترامب في الانتخابات القادمة.
ويأتي هذا الاقتراح بالرغم من أن ميشيل أوباما عبرت في أكثر من مناسبة عن عدم اهتمامها بالمناصب السياسية، ونقلت الصحيفة عن وليام أوين، عضو المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، قوله عن ميشيل أوباما "إنها الشخص الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه لتوحيد الحزب ومساعدتنا على الفوز.. هذه الانتخابات تدور حول إنقاذ التجربة الأميركية كجمهورية، وتتعلق أيضًا بإنقاذ العالم، هذه ليست انتخابات عادية".
ويعتقد الديمقراطيون أن فوز ساندرز بترشيح الحزب يعني فوزاً مؤكداً لترامب وتعرض الحزب لهجوم شرس من قبل الجمهوريين حيث سيستغلون آراء ساندرز الاشتراكية لتصوير الحزب الديمقراطي كحزب متطرف يساري وهي الصفة التي طالما استخدمها ترامب أثناء مهاجمته للديمقراطيين.
ويأتي خوف مسؤولي الحزب الديمقراطي من نجاح ساندرز بالفوز بترشيح الحزب بعد أن استطاع الفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب في ولاية نيفادا وولاية آيوا، حيث يشكل الفوز في نيفادا، انتصاراً متعدد الأوجه لساندرز، فمن جهة، أثبت هذا المرشح أنه تمكّن من توحيد التيار اليساري داخل الحزب حوله، بعدما كان الاعتقاد سائداً أن المرشحة الليبرالية إليزابيث وارن ستنافسه عليه، فيما لا تزال أصوات التيار الوسطي مشتتة بين المرشحين المنافسين، وعلى رأسهم جو بايدن وبيت بوتيدجيج، ما يخدم حملة ساندرز، من جهة أخرى، يُعدّ اختبار نيفادا الأول للمرشح الاشتراكي في ولاية تتسم بالتنوع العرقي، وتمثل ديمغرافيتها انعكاساً للولايات المتحدة ككل، ما يعني أن ساندرز، الذي كانت فازت عليه المرشحة الرئاسية السابقة، هيلاري كلينتون، في عام 2016 في تمهيديات الحزب في هذه الولاية (52 في المائة من الأصوات مقابل 47 لساندرز)، قد نجح في تحسين موقعه بين الناخبين غير البيض.
ويعطي ذلك إشارة قوية لصالح هذا المرشح أيضاً في الولايات الأكبر، خصوصاً في الغرب والغرب الوسط الأميركي، حيث التمثيل النموذجي للحزب الديمقراطي، أما الانتصار الثالث، وهو ما أقرّته نتائج هذه التمهيدات، فيتمثل في تمكن خطاب ساندرز اليساري، من جذب قسم من الناخبين الوسطيين، الذين بدأت تستهويهم طروحاته الليبرالية، حول الطبابة المجانية خصوصاً، وبشكل عام إحداث التغيير الجذري في واشنطن.
ووفق الصحيفة البريطانية، فإن حالة التخبّط التي يعيشها اليوم الحزب الديمقراطي بشكل عام، بدأت تتعمق مع فوز ساندرز في نيفادا، خصوصاً لجهة منظومة الحزب التقليدية التي ترى في استمرار صعوده خطراً على الحزب بشكل عام، ونكسة للجهود الرامية إلى التخلص من دونالد ترامب.