"كتيبة عقبة" تتبنى الهجوم على جنود تونسيين وخبراء يحذرون

30 اغسطس 2016
الهجوم هو الثاني خلال أسبوعين (فتحي نصري/Getty)
+ الخط -


تبنت "كتيبة عقبة بن نافع"، اليوم الثلاثاء، الهجوم الذي استهدف وحدة عسكرية في جبل سمامة، مؤكدة أنها قامت برصد ونصب كمين لمدرعتين من نوع "كاربي"، كانتا في مهمة بالجبل، قبل أن تنفجر عبوة مضادة للمدرعات في المدرعة الأولى، التي كان على متنها 15 جندياً، ما أدى لانشطارها إلى نصفين.

وأضافت الكتيبة الإرهابية أنه تم الاشتباك، بعد ذلك، مع الجنود والاستيلاء على 3 أسلحة من نوع "شطاير".

من جهته، قال وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، إنّ "الهجوم الإرهابي على الوحدات العسكرية في منطقة أولاد بن نجاح بجبل سمامة هو الثاني في غضون أسبوعين". 


وأكّد الحرشاني، في تصريحات إعلامية أثناء زيارته لقاعدة الغوص "جرجيس" في بنزرت، أنّ تصدي وحدات الجيش كان عنيفاً وكثيفاً، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، موضحا أنّ لغما قوياً هو الذي أدى إلى مقتل 3 جنود وسقوط 7 جرحى.

في غضون ذلك، حذر خبراء أمنيون تونسيون من الهجمات الإرهابية في المستقبل، مؤكدين أن استهداف الوحدة العسكرية، اليوم، هو رسالة إلى الحكومة والشعب التونسي، وخاصة أن العملية تزامنت مع تسلم حكومة الشاهد لمهامها في قصر الضيافة بقرطاج، حسب رأيهم.

وقال الخبير الأمني، والعقيد المتقاعد من الحرس الوطني، علي زرمدين، لـ"العربي الجديد"، إنّ الهجوم "تضمن رسائل مشفرة إلى الحكومة الجديدة التي أعلنت الحرب على الإرهاب، ورسائل الى الشعب التونسي بأن الحرب لم تنته بعد".

وأوضح زرمدين أن "هذه المجموعات المسلحة، وخلال فترة طويلة من الركود، ظلت تبحث عن عملية يكون لها صدى واسع، وتسيطر على اهتمام الرأي العام"، معتبراً أن هذا الأمر "طبيعي بعد عمليات المحاصرة والمطاردة الطويلة التي طاولتها في الأشهر الماضية".

وأضاف المتحدث أن العملية تعتبر "عادية ولا يجب منحها حجماً أوسع، لأنها تمت في مكان يعرفه الإرهابيون جيداً، وله عدة خفايا بالنسبة لهم"، مؤكداً أنها "جاءت بعد عدة نجاحات حققتها الوحدات العسكرية والأمنية، والغاية منها القول إن الإرهاب متواصل وقادر على الضرب في أي مكان وزمان".

وأشار إلى أنه رغم الخسائر المؤلمة التي طاولت الجنود التونسيين، ورغم الإصابات، "إلا أن الجنود كانوا يقظين"، معتبراً ان اختيار التوقيت، وتزامنه مع تسلم الحكومة الجديدة لمهامها، "يأتي في إطار الحرب النفسية التي تقودها هذه المجموعات، ولإعطاء الحدث قيمة وصدى إعلامياً كبيراً".

وحذّر الخبير الأمني من هجمات أخرى مستقبلاً "في مواقع أخرى وبتقنيات مختلفة"، معتبراً أن الوضع الإقليمي غير مستقر، وكذلك والوضع الداخلي، وأن الحرب على الإرهاب لم تنته، ولا بد من المحافظة على المكاسب التي تحققت.

من جهته، قال رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، والعميد السابق في الجيش الوطني، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخسائر التي تكبدتها المجموعات الإرهابية منذ فترة، وتمكن الجيش والأمن التونسيين من إحباط عديد المخططات، دفع تلك المجموعات للعمل على رد الفعل والضرب في أي وقت".


وأكّد بن نصر أن المجموعات الإرهابية "كانت ترغب في تعطيل أشغال الطريق الذي كانت تؤمّنه الوحدات العسكرية في جبل سمامة"، مبيناً أن تشييده "كان سيجعل المراقبة أكبر، والحركة أيسر، وبالتالي ستكون هذه المجموعات ملاحقة، الأمر الذي سيضيّق الخناق عليها، وبالتالي فإن استهدافها للوحدات العسكرية كان مقصوداً".

واعتبر أن تواجد تلك المجموعات في ذلك المكان دليل على أنها ما زالت تتلقى الدعم اللوجستي والمؤونة، وهو "الأمر الذي مكّنها من الصمود"، داعياً إلى مزيد من الحذر واليقظة.