ارتياح مغربي بعد إعفاء جون بولتون

12 سبتمبر 2019
تخوّف مغربي من تعيين بولتون ممثلاً أممياً للصحراء (Getty)
+ الخط -

خلّف إعفاء مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون من منصبه ارتياحاً كبيراً في المغرب، باعتباره رمزاً للمعسكر المناوئ لمصالح المملكة في ملف الصحراء، لكن ذلك لم يمنع بعض الأوساط الدبلوماسية من التعبير عن تخوفاتها من احتمال عودة بولتون إلى ردهات الأمم المتحدة، في حال تم تعيينه مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة إلى الصحراء، خصوصاً أن هذا المنصب يعتبر شاغراً منذ أن استقال منه الرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، في شهر مايو/ أيار الماضي.

وانعكس الارتياح المغربي في عناوين عدد من الصحف، إذ خصصت صحيفة "الأحداث المغربية" موضوعها الرئيس في عدد اليوم لإقالة بولتون، وكتبت: "صوت مزعج للمغرب خارج البيت الأبيض"، فيما نقلت صحيفة "أخبار اليوم" عن الخبير في الشؤون الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، قوله إن جون بولتون "لعب دوراً محورياً في تقليص ولاية بعثة المينورسو (المنتشرة في الصحراء) من سنة كاملة إلى ستة أشهر، لممارسة الضغط على أطراف النزاع للوصول إلى حل سياسي متوافق عليه، كما سعى إلى خفض مساهمة الولايات المتحدة المخصصة للبعثة الأممية في الأقاليم الصحراوية".

ومنذ تعيين جون بولتون مستشاراً للرئيس الأميركي دونالد ترامب في شؤون الأمن القومي في إبريل/ نيسان 2018، بات المغرب في مواجهة واحد من صقور الإدارة الأميركية المناوئين لمصالحه في ملف الصحراء، وأحد المقرّبين من خصومه في جبهة البوليساريو.

وسارع ممثل البوليساريو في نيويورك، سيدي محمد عمار، إلى التغريد معبراً عن أسفه لخروج بولتون من البيت الأبيض، ومؤكداً أن بولتون كان يرجّح كفة الطرح الانفصالي، وقال عمار في تغريدته: "عندما سُئل ذات مرة عن المصالح الأمنية للولايات المتحدة الأميركية في الصحراء الغربية، قال بولتون: ما كنا نقوم به كان يرتكز على مبدأ أميركي أساسي، وهو أننا كنا نريد أن يقرر شعب الصحراء الغربية مستقبله".

وتعود علاقة بولتون بالموقف الانفصالي في الصحراء إلى فترة توليه منصب المندوب الأميركي لدى مجلس الأمن الدولي، في عامي 2005 و2006، وهي الفترة التي واجه فيها المغرب ضغوطاً أميركية كبيرة.

وبعد انتهاء مهامه الدبلوماسية داخل الأمم المتحدة، كشف بولتون في كتابه "الاستسلام ليس حلاً"، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن، كانت تحدّ من تحركاته الرامية إلى الضغط أكثر على المغرب في ملف الصحراء.

واحتفظ جون بولتون بموقفه طيلة ما يزيد عن عشر سنوات، وكشف عنه من جديد عقب تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، في منصب مستشار الأمن القومي.

وفي لقاء نظمته مؤسسة Heritage Foundation منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول 2018 في واشنطن؛ تحدّث بولتون بنبرة شديدة عن نزاع الصحراء، معتبراً أنه طال أكثر من اللازم، وأن واشنطن باتت تستعجل حلّه وستمارس الضغوط اللازمة لحله.

المساهمون