جيش الاحتلال الإسرائيلي.. مشتكى عليه وإليه في تعذيب طفلين

25 يونيو 2015
الأطفال ضحية انتهاكات جيش الاحتلال (الأناضول)
+ الخط -

قدمت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فرع فلسطين، شكايتين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالنيابة عن طفلين من نابلس وطولكرم تعرّضا للتعذيب أثناء اعتقالهما في شهر مايو/ أيار الماضي.

وتتلخّص إفادة الطفلين اللذين تعرّضا للتعذيب في ساعات الاعتقال الأولى، بتلقيهما ضربات قاسية من أحذية الجنود الإسرائيليين وكعوب بنادقهم، وحرمانهما من شرب الماء أو الذهاب إلى المرحاض، وعصب أعينهما، ورميهما تحت أشعة الشمس لساعات طويلة.


وقال إياد مسك، محامي الحركة، في اتصال مع "العربي الجديد"، إن "الشكاوى ترفع عادة لجهات إسرائيلية مختصة في متابعة هذه القضايا، ويكون لكل جهاز أمني إسرائيلي جهة مسؤولة عنه في ذلك، بمعنى أن للجيش جهة مختصة نشتكيه عندها، وللشرطة جهة أخرى، ولمصلحة السجون جهة تخصها، وهكذا".

وعلى كثرة هذه الجهات المختصة في متابعة القضايا التي ترفع ضد أجهزتها، لم يحصل أن حوكم جندي واحد من جيش الاحتلال على تعذيبه طفلاً فلسطينياً، وهذا الأمر يؤكده مسك قائلاً: "للأسف، حتى الآن لم يحصل شيء إيجابي من وراء الشكاوى التي نقدمها للجهات الإسرائيلية المختصة، ولم يسبق أن حاسبت هذه الجهات جنود الاحتلال على انتهاكاتهم بحق الأطفال الفلسطينيين".

وقال أحد الطفلين في إفادته للحركة، إن "جنود الاحتلال اعتدوا عليّ بالضرب المبرح لحظة اعتقالي في الخامس عشر من أيار (مايو) الماضي، بأيديهم وأرجلهم وأعقاب بنادقهم لحوالي 10 دقائق، قبل أن يكبّلوا يدي بمرابط بلاستيكية ويشدوها بشكل قوي، ويعصبوا عيني".

وأضاف الطفل، الذي تتحفظ الحركة عن ذكر اسمه، تماشياً مع سياستها في الحفاظ على خصوصية الأطفال: "ركلني جندي عدة مرات بحذائه العسكري على مختلف أنحاء جسدي، ومن ثم داس بكلتا قدميه على رجلي اليمنى فجرحت ونزفت الدماء منها".

اقرأ أيضاً: الاحتلال يقصف منطقة فارغة شمالي قطاع غزة

وبيّن أن جنديين قذفاه بقوة إلى داخل الجيب العسكري على أرضيته الحديدية، وبعدها قام الجنود الجالسون حوله بركله بأرجلهم، واستمر الاعتداء عليه طوال الطريق دون إعلامه إلى أين سيأخذوه. وقال: "طلبت من الجنود ماءً للشرب، فصفعني أحدهم على وجهي وقال: لا يحق لك شرب الماء".


وتقدم الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين من 10 إلى 15 شكوى سنوياً ضد جيش الاحتلال على تعذيبه لأطفال فلسطينيين أثناء الاعتقال، وهذا الرقم لا يعني أن 15 طفلاً فقط يتعرضون لانتهاكات وتعذيب، ففي عام 2014 عذبت إسرائيل 1216 طفلاً فلسطينياً أسيراً أثناء اعتقالهم.

وقال عايد أبو قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، لمراسل "العربي الجديد": "واضح أن سياسات الاحتلال في تعذيب الأطفال مستمرة بنفس الوتيرة الصادمة، مع العلم أن مصادر إسرائيلية ادعت قبل فترة قصيرة، في وسائل إعلام عالمية، أن هناك تعديلات في ما يخص المحاكم العسكرية للأطفال، لكن ذلك لا يتعدى الدعاية الكاذبة لتلميع وجهها أمام العالم".

وينفخ الفلسطينيون في قربة مثقوبة عندما يشتكون جيش الاحتلال أمام جهات الاحتلال ذاته، وكل القضايا المرفوعة بغية محاسبة مرتكبي جرائم تعذيب الأطفال أمام المحاكم الإسرائيلية لا تتعدى كونها خسارة ورق وحبر.

لكن، قد تفكر الحركة العالمية التي تقدم تقارير سنوية لهيئات الأمم المتحدة عن انتهاكات الاحتلال لأطفال فلسطين، في تجهيز ملف يخص الأطفال ويُرفع إلى محكمة الجنايات الدولية.

اقرأ أيضاً: إسرائيل وعمليات "الذئاب الوحيدة": عقوبات محدودة بأهداف متعددة

المساهمون