تعيينات لحسم معركة عدن وإحباط حيلة الحوثيين

26 يونيو 2015
مقاتلون من أنصار هادي بضواحي عدن (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

تشهد عدن سباقاً محموماً بين محاولة الحوثيين ومناورات حليفهم علي عبد الله صالح إيجاد حليف على الأرض لتسليم المدينة له، ومساعي الشرعية والتحالف حسم الأمور على الأرض. وتحشد قوات الشرعية باتجاه عدن ومأرب ليتم تحريرهما بالكامل، ومنهما ينطلق تحرير جميع المناطق سواء الشمالية أو الجنوبية. وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أنه تم تكليف قيادات لكل جبهة في عدن، وأُوكلت مهمة تحرير المدينة لقيادات جنوبية مقرّبة من الرئيس عبدربه منصور هادي، وتم تسليم ملف عدن لأربع قيادات عسكرية بدأت عملها العسكري على الأرض بعد تدريب الآلاف من "المقاومة الشعبية" في مناطق داخل عدن والسعودية، ويجري العمل للزج بهم في عدن، وباتت الخطة شبه جاهزة وتترافق مع تحريك جبهتي مأرب وتعز. ويقود جبهة مأرب قائد الأركان العامة اللواء علي محمد المقدشي وهاشم الأحمر، فيما يقود جبهة تعز قائد المجلس العسكري العميد صادق سرحان وقائد "المقاومة الشعبية" حمود المخلافي.

وتُعدّ جبهة عدن الأهم، وكشفت المصادر لـ"العربي الجديد" عن تجهيزات كبرى من قبل الحكومة لجهة تزويد المقاتلين بالسلاح والعتاد والكادر البشري، لا سيما في ظل التحركات السريعة في دمج "المقاومة" في عدن مع القوات التي تم تدريبها في الخارج، في ظل الحديث عن وصول قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء سيف البقري إلى الرياض وتكليف العميد ناصر بارويس قائداً جديداً للمنطقة العسكرية الرابعة. والأخير هو واحد من القيادات الأربعة التي تم تسليمها ملف تحرير عدن، إلى جانب ثلاث قيادات بينها وزير الداخلية الأسبق اللواء حسين عرب. على الجانب الآخر، يحشد الحوثيون وصالح قواتهم جنوباً ويشنون هجمات في محاولة لإحداث اختراق في جبهات المواجهة، لا سيما اختراق جدار عدن وردفان والضالع، وركزوا منذ يوم الأربعاء على تأمين خط إمداد لهم وتحديداً خط إمداد تعز-لحج، والذي تسعى "المقاومة" لقطعه وفرض حصار على المليشيات في الجنوب خصوصاً عند قاعدة العند. وتدور شمال العند معارك عنيفة لا سيما في جبهة بله، بعد محاولة المليشيات وقف تقدّم "المقاومة"، فضلاً عن محاولتها إحداث اختراق باتجاه ردفان لمحاصرة الضالع، وفق مصادر في "المقاومة" لـ"العربي الجديد"، أكدت تمكّن "المقاومة" من إفشال هذا المخطط. كما حاولت المليشيات في لحج بعد وصول تعزيزات لها، إعادة فتح جبهة جعولة للدخول منها إلى عدن وكسر الحصار الذي تفرضه "المقاومة" على الطرف الآخر داخل عدن، لكنها فشلت على الرغم من المعارك الضارية التي تدور منذ مساء الثلاثاء. وعززت "المقاومة" تواجدها بشكل كبير في جبهات المواجهة، فيما بدأ الضغط عليها، لا سيما في عدن، ومطالبتها باقتحام لحج لتأمين عدن.

اقرأ أيضاً: الثورة.. ومآسي الحرب

وتأتي مساعي الحوثيين وقوات صالح في سبيل وقف محاولات الشرعية والتحالف لتحرير عدن، لذلك يسعى الحوثيون وصالح إلى إحداث شرخ في الشارع الجنوبي وتشتيت "المقاومة" من خلال التواصل مع أطراف جنوبية بحجة تسليمها عدن.

وقال مصدر سياسي قيادي في الحراك الجنوبي لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين والمخلوع يسعون من تحركهم الأخير للالتفاف على "المقاومة" والشارع الجنوبي وتحويل الصراع إلى جنوبي ــ جنوبي، معتبراً أنه لو كان الحوثيون وصالح يريدون فعلاً تسليم الجنوب للجنوبيين لكانوا قاموا بذلك قبل أن يغزوا المنطقة ويعملوا على تدميرها، لكن محاولة تسليم عدن اليوم تهدف لتخفيف الضغط عنهم وإفشال أي مساعي للتحالف والشرعية لتحقيق مكاسب على الأرض.

وبعدما كانت طائرات التحالف قد أوقفت غاراتها في بعض الجبهات بما فيها جبهة الضالع، إلا أنها عادت لتشن أعنف غاراتها يومي الأربعاء والخميس، ودمرت عدداً من الأرتال العسكرية للمليشيات التي تسعى لتعزيز قواتها في مختلف الجبهات. وفي التطورات الميدانية أيضاً، قُتل ثلاثة جنود سعوديين وجندي إماراتي على حدود السعودية مع اليمن. وقُتل جنديان سعوديان عند وقت الإفطار الأربعاء عندما سقط صاروخ أُطلق من اليمن على منطقة جازان السعودية الحدودية، بحسب بيان للتحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وذكر البيان أيضاً أن جندياً سعودياً ثالثاً قُتل عند نقطة العلب الحدودية في محافظة عسير جنوب المملكة. كما أفاد بأن جندياً إماراتياً قُتل في مناوشات حدودية مع الحوثيين.

من جهة أخرى، شهدت منطقة رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن مواجهات عنيفة بين "المقاومة الشعبية" والحوثيين والقوات الموالية لصالح، فيما شن التحالف أمس سلسلة غارات في محافظتي شبوة والجوف. وأفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء بسقوط العديد من الحوثيين بين قتيل وجريح وتدمير آليات بهجمات لرجال القبائل والمناوئين للجماعة في مناطق "قيفة" في رداع، والتي عادت فيها وتيرة المواجهات خلال الأيام الماضية وتمكن رجال القبائل من السيطرة على العديد من مواقع الحوثيين. وفي محافظة شبوة جنوبي اليمن، شن التحالف أمس أكثر من عشر غارات مستهدفاً مواقع عسكرية تابعة للقوات الموالية للحوثيين وصالح، وتحديداً اللواء 21 ميكا ومواقع أخرى في المدينة.

اقرأ أيضاً مناورة جديدة للحوثيين: التفاوض مع "أطراف في الحراك الجنوبي"
المساهمون