هددت الحكومة الجزائرية بالتراجع عن قرار خفض مستويات الحجر الصحي ومراجعة قرار فتح الأنشطة المهنية والتجارية، وإعادة تنفيذ إغلاق جديد، في حال استمر تهاون المواطنين في احترام تدابير الحجر الصحي، ما تسبب في طفرة مقلقة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا.
وقال رئيس الحكومة عبد العزيز جراد، خلال زيارته إلى ولايتي قسنطينة وسطيف، شرقي الجزائر، إن "الجزائر تمر بمرحلة صعبة بسبب تفشي فيروس كورونا، والاستمرار في عدم احترام إجراءات الحجر الصحي سيؤدي إلى تراجع الحكومة عن قرار التخفيف من الحجر"، مضيفا أن "الأغلبية الساحقة واعية بخطورة الوضع، لكن بعض الأفراد لا يأبهون لخطورته، وعلى المواطن اتخاذ سبل الوقاية الفردية والجماعية".
وأكد جراد أن "الجزائر كانت من أولى الدول في اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد وباء كورونا، وتمكنت من أن تحد من تفشي وباء كورونا بإمكاناتها الخاصة، لكن ذلك يتطلب أيضا من المواطنين التحلي بروح المسؤولية الفردية والجماعية للانتصار على هذه الجائحة".
ويشير تصريح رئيس الحكومة الجزائرية إلى تزايد القلق الحكومي والشعبي أيضا من الارتفاع المفاجئ لعدد الإصابات بفيروس كورونا في الأسبوع الأخير، والذي بلغ ألف إصابة في أقل من أسبوع، أي منذ إعلان الحكومة السماح بفتح المحال التجارية وعودة بعض الأنشطة المهنية، إذ ارتفعت معدلات الإصابات اليومية من حدود 70 إصابة يوميا إلى أكثر من 160 إصابة يوميا، بعد ملاحظة تدفق الجزائريين إلى الشوارع والأسواق ومراكز البريد لقضاء الحاجيات من دون احترام التدابير الصحية.
وقررت السلطات الولائية في مدينة قسنطينة، اليوم، إعادة إغلاق كامل محلات بيع الملابس والحلويات وعدد من الأنشطة الأخرى، بسبب عدم احترام تدابير الحجر الصحي، بعد أقل من أسبوع من قرار الحكومة السماح بفتحها لتخفيف أعباء وتداعيات الأزمة الوبائية على التجار.
وأمس، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في مقابلة تلفزيونية بثها التلفزيون الحكومي، قد عبّر عن انزعاجه من تزايد الإصابات بسبب "استهتار المواطنين وعدم احترام الحجر الصحي"، وأعلن إمكانية إعادة غلق كامل للبلاد وغلق كل المحال التجارية ووقف مجمل الأنشطة وفرض حجر صحي أكثر صرامة، وقال إنه "إذا استمر ارتفاع الإصابات بكورونا سنعيد غلق المحلات التجارية".