قتلى بمواجهات بين "أحرار الشام" و"تحرير الشام" والاشتباكات تقترب من الحدود التركية

19 يوليو 2017
مقتل قيادي بـ"أحرار الشام" مع عنصرين (Getty)
+ الخط -



استمرت، مساء اليوم الأربعاء، المعارك في عدة مناطق بمحافظة إدلب، شمال سورية، بين "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام"، المعارضتين للنظام السوري، حيث وصلت المعارك إلى منطقة معبر "باب الهوى" على الحدود السورية التركية، في حين انسحبت "هيئة تحرير الشام" من بلدتين.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "هيئة تحرير الشام" سيطرت على منطقتي عزمارين وتل عمار في ريف إدلب الغربي، خلال تواصل الاشتباكات مع "حركة أحرار الشام الإسلامية"، كذلك سيطرت على كامل بلدة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، وعلى "صوامع الحبوب" في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي.

وسيطرت "هيئة تحرير الشام" على سجن تابع لـ"حركة أحرار الشام"، بالقرب من صوامع الحبوب في مدينة سراقب، وحاجز معمل الزيت، جنوب المدينة، وحاجز الجسر الجنوبي، فيما ذكرت مصادر أن "حركة أحرار الشام" انسحبت، في وقت لاحق، من المناطق التي تسيطر عليها في مدينة سراقب بالكامل.

ودارت مواجهات بين الطرفين في محيط قرية حرش بينين في جبل الزاوية بريف إدلب الغربي، وقعت نتيجتها خسائر مادية وبشرية من الطرفين.

وفي مدينة سلقين تمكنت "حركة أحرار الشام" من السيطرة على مبنى المحكمة الشرعية في المدينة والسجن التابع لها، وموقع "دار الهندسة"، في حين سيطرت "تحرير الشام" على مبنى "الهيئة الإسلامية" في مدينة الدانا، وعلى مدينة حارم وقلعة حارم وحاجز مسجد عائشة في أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي، القريب من الحدود التركية.

وأكدت المصادر ذاتها أن المواجهات بين الطرفين ارتفعت حدتها، خاصة في محيط حارم، وفي منطقة معمل الأعلاف وساحة باب الهوى القديمة، وباتت المعارك بالقرب من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا حيث تسيطر "حركة أحرار الشام" على المعبر.

وفي السياق، تحدثت مصادر محلية عن انسحاب "هيئة تحرير الشام" من بلدة حزارين ومدينة كفرنبل وتسليمهما لـ"جيش إدلب الحر" بهدف تحييدهما عن الصراع المسلح.

وذكرت مصادر محلية أيضًا أن "حركة أحرار الشام" تمكنت من محاصرة "سجن العقاب" في بلدة كنصفرة بجبل الزاوية، وهو أحد أهم مواقع "هيئة تحرير الشام" في إدلب.

وتشهد مدينة إدلب وريفها منذ أسابيع توترًا بين الطرفين، نشبت على أثره عدة اشتباكات مسلحة، وتم توقيع عدة اتفاقات بهدف حل الخلافات.

وتعليقًا على الأحداث حتى اللحظة، نشر المتحدث العسكري باسم "حركة أحرار الشام الإسلامية"، عمر خطاب، على حسابه الرسمي في "تلغرام"، أنّ "ما تقوم به حركة أحرار الشام من رد الصيال والبغي الحاصلين من هيئة تحرير الشام لهو حق مشروع أقرته الشرائع السماوية، وهم في قرارة أنفسهم يعلمون ذلك، والبادئ هو الظالم، وما تزال الحركة تدعو العقلاء من هيئة تحرير الشام لإلجام أفواه الفتنة عندهم، وتسلم زمام المبادرة، إذ الفرصة ما زالت سانحة لفتح صفحة جديدة يتكاتف فيها المخلصون للنهوض بآهات هذا الشعب المكلوم، ولاستدراك السفينة قبل غرقها".

وأعلنت "أحرار الشام"، في بيان لها اليوم، أنّ قوات تابعة لـ"هيئة تحرير الشام قامت بالبغي على حاجز بلدة حزارين التابع للحركة، دون أي مبرر أو حادثة سابقة لها"، مشيرةً إلى أنّ "الهيئة اعتقلت الشيخ محمد طاهر عتيق، رئيس محكمة جبل الزاوية، ما أدى إلى اشتباكات بين الطرفين، ووقوع شهداء في صفوف الحركة".

وفي المقابل، أصدر المجلس الشرعي التابع لـ"هيئة تحرير الشام" بيانًا انتقد فيه وصف الفصيل بـ"الباغي" من قبل "المجلس الإسلامي السوري"، مضيفًا "الواقع مخالف تمامًا لما ذكرتم وإن أي مراقب منصف ليوقن بأن البغي قد وقع قطعًا من فصيل أحرار الشام على هيئة تحرير الشام، وإن من حق الهيئة الدفاع عن نفسها ورد العدوان الواقع عليها ودفع البغي".

وارتفعت حدة الاشتباك، منذ أمس الثلاثاء، واستمرت صباح اليوم بشكل أوسع وأعنف، بين مقاتلي "حركة أحرار الشام" و"هيئة تحرير الشام"، وقد سقط كثير من القتلى، بينهم مدنيون، وأصيب آخرون، في ريفي إدلب وحلب، شمال غربي سورية، فيما قضى ستة مدنيين في تفجير بمخيم الركبان قرب الحدود مع الأردن.

وفجّر شخصان يرتديان حزامين ناسفين نفسيهما أمام مقر لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" في بلدة أرمناز بريف إدلب، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين كحصيلة أولية، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنّ الإصابات تم نقلها إلى المشافي الميدانية القريبة، مرجحة "ارتفاع عدد القتلى بسبب إصاباتهم الحرجة".

وشهدت مدن سراقب والدانا وسرمدا وعدة بلدات في جبل الزاوية، إضافة إلى مناطق في ريف حلب الغربي، اشتباكات بين الجانبين، ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين في سرمدا، وإصابة آخرين بجراح، وفق مصادر محلية.

وأشارت المصادر إلى مقتل قيادي بـ"حركة أحرار الشام" إضافة إلى عنصرين آخرين، كما سقط قتيلان من "هيئة تحرير الشام"، أحدهما في مدينة سرمدا، والآخر في الدانا.

في غضون ذلك، خرجت تظاهرات في عدّة بلدات بإدلب، طالب فيها المتظاهرون بخروج "هيئة تحرير الشام" من مناطقهم، وإيقاف الاقتتال، وإنهاء المظاهر العسكرية.

إلى ذلك، أعلنت إدارة التعليم العالي في جامعة إدلب، تأجيل امتحانات، اليوم الأربعاء، إلى يوم سيحدد في وقت لاحق، وذلك حرصاً على سلامة الطلاب.

وشهدت محافظة إدلب منذ أكثر من شهرين احتقاناً بين "أحرار الشام" والهيئة، على خلفية اتفاقيات "جنيف" و"أستانة" ما زالت تبعاتها مستمرة.

 

انفجار بمخيم للاجئين

من جانب آخر، قتل ستة مدنيين بانفجار حزام ناسف في مخيم الركبان للاجئين السوريين، قرب الحدود الأردنية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن "ستة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، قتلوا بانفجار حزام ناسف في خيمة لعائلة لاجئة بمخيم الركبان"، مشيرةً إلى أنّ "معظم القتلى توفوا بعد ساعات من الإصابة، عقب نقلهم إلى النقاط الطبية".

وشهد مخيم الركبان في الآونة الأخيرة العديد من الانفجارات بسبب انتشار السلاح غير المنظم وقلة التدابير الأمنية هناك.