مسيرات احتجاجية في المغرب تنديداً بمقتل بائع السمك

30 أكتوبر 2016
أجمع المتظاهرون على تحميل المسؤولية للحكومة (العربي الجديد)
+ الخط -

شهد عدد من المدن المغربية، خاصة التي تقع شمال المملكة، مساء اليوم الأحد، مسيرات احتجاجية ضد مقتل بائع السمك، محسن فكري، والذي لقي حتفه ليل الجمعة الماضية، عندما كان يهم باسترجاع بضاعته التي صادرتها السلطات المحلية، لكنه فوجئ بآلة دهس النفايات تطحن جسده لترديه قتيلاً على الفور.

واستجاب آلاف المغاربة للدعوات التي أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، للخروج إلى ساحات بعينها في مدن مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة والحسيمة والناظور وتطوان وغيرها، حيث اتحد المتظاهرون في إلقاء مسؤولية ما جرى على الحكومة.

وفي الرباط، رفع المحتجون أمام مقر مجلس النواب في شارع محمد الخامس شعارات تهاجم رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، داعين إلى إقالة وزير الداخلية محمد حصاد، كونه المسؤول الأول عن السلطات المحلية بمدينة الحسيمة، والتي اتهمها المحتجون الغاضبون بأنها تسببت بمقتل بائع السمك، بعد أن صادرت بضاعته، فحاول إنقاذ سلعته.

وتميزت مسيرة الرباط بتواجد نشطاء من حركة "20 فبراير"، والتي سبق لها أن أشعلت فتيل الاحتجاجات الاجتماعية عام 2011، في سياق ثورات "الربيع العربي"، وهو ما فسره سمير أرازي، الناشط في الحركة، بأنّها عودة أملتها مأساوية الحدث الذي وقع لمواطن مغربي، ينتمي إلى ما سماه "المغرب العميق".

واعتبر في تصريحٍ لـ"العربي الجديد" أنّ "مقتل بائع السمك بتلك الطريقة "الشنيعة" لا يمكن أن يترك أي مواطن حر سلبياً جامداً رافضاً للاحتجاج"، منتقداً "موقف رئيس الحكومة الذي دعا أنصار حزبه إلى عدم المشاركة خوفاً من أي انفلات أمني". ولفت إلى أنّ "الاحتجاجات مرت بشكل طبيعي وسلس، فلماذا هذا التردد حتى في التضامن مع أسرة الضحية؟"، وفق تعبيره.

وفي مدن أخرى مثل البيضاء وطنجة وزايو والناظور، وفي الحسيمة أيضاً، أجمعت شعارات المحتجين على مهاجمة السلطات المحلية لتسببها بحسبهم في مأساة فكري، كما طالبوا بالانتقام لمقتل بائع السمك، ومحاسبة جميع المتورطين في تلك الحادثة بدون تمييز أو استثناء.

وراجت في عدد من المسيرات الاحتجاجية التي لم تشهد أي تدخل أمني، ومرت في سلام، العديد من الشعارات التي تصف بائع السمك بأنه شهيد عند الله، وتنعت "المخزن"، أي النظام الحاكم، بأنه لم يعد يخيف المغاربة. وندد المشاركون أيضاً بالظروف الاجتماعية التي يعيشها ملايين الفقراء بالبلاد.

ومن الشعارات التي كانت شبه موحدة في العديد من المسيرات الاحتجاحية "مجرمون.. قتلة إرهابيون"، و"الشعب يريد من قتل الشهيد"، و"هذا الريف ونحن أهله"،" و"الفوسفاط وبحران.. وعايشين عيشة مقهورة"، وغيرها من الشعارات الغاضبة التي حمّلت الحكومة مسؤولية ما حصل لفكري.

دلالات