واصلت قوات النظام السوري، المدعومة بالطيران الحربي الروسي، حملتها العسكرية على محافظة درعا، جنوبي سورية، وأوقعت قتلى في صفوف المدنيين، كما أخرجت مستشفى عن الخدمة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "ثلاثة مدنيين قُتلوا، وأُصيب آخرون، جراء غارات جوية روسية على بلدة الصورة الواقعة في الريف الشرقي لدرعا".
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية، بسلسلة غارات جوية، قرى وبلدات: صيدا، المسيفرة، كحيل، الحراك، ناحته، والغارية الشرقية، وسط أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين.
وأضافت المصادر أنّ طيران النظام والطائرات الروسية تناوبت على قصف مناطق: الحراك، الجيزة والمسيفرة، ما أدّى لمقتل مدنيين اثنين، وإصابة آخرين.
وبينما بلغ عدد ضحايا القصف على ريف درعا الشرقي خمسة مدنيين، أسفر قصف النظام السوري وروسيا عن خروج مستشفى الجيزة عن الخدمة بشكلٍ كامل، بعد تعرّضه لأضرار جسيمة جراء القصف.
وفضلاً عن الريف الشرقي، طاول القصف الريف الغربي لدرعا أيضاً، وذلك بعد استهداف الطيران الحربي للنظام السوري بلدتي إبطع والشيخ سعد الواقعتين في حوض اليرموك، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا أو جرحى بين المدنيين.
وألقت المروحيات الحربية التابعة للنظام براميل متفجّرة فوق بلدتي الحراك والمسيفرة، وفوق أحياء درعا البلد التي تسيطر عليها المعارضة.
وتزامنت عملية القصف هذه منذ الصباح الباكر مع تحليق مكثّف لطيران الاستطلاع الروسي، أوضحت المصادر أنّه يرصد نقاطاً جديدة من أجل قصفها، ما يُشير إلى استمرار حملة القصف المكثّفة على مناطق مأهولة بالسكّان في درعا.
وحذرت الأمم المتحدة، الخميس، من تداعيات التصعيد جنوبي سورية على سلامة مئات الآلاف من المدنيين، بينما تشير تقديراتها إلى وجود نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة هناك.
وعلى صعيد المعارك الميدانية، استمرّت خريطة السيطرة على ما هي عليه، أمس الثلاثاء، وذلك بعد سيطرة النظام السوري على بلدة بصر الحرير.
وأفاد قيادي في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، بأنّ الفصائل تصدّت، في وقتٍ متأخّر من ليل أمس، لهجوم شنّته قوات النظام على منطقة المزارع، الواقعة في شمال قاعدة الدفاع الجوي، شمال شرقي درعا.
ويأتي ذلك في إطار عملية عسكرية كانت قوات النظام السوري قد بدأتها، قبل أيام، في محافظة درعا، جنوبي سورية، بعد سلسلة تهديدات استمرّت لأسابيع، رغم شمول المنطقة باتفاق "خفض التصعيد".
ويُعتبر الوصول إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، أحد أبرز أهداف النظام وروسيا، من خلال سعيها للسيطرة على درعا، فضلاً عن رغبة النظام السوري بتقليص رقعة سيطرة المعارضة.
وتم في يوليو/تموز الماضي، إبرام اتفاق أميركي روسي أردني، بشأن وقف إطلاق النار في الجنوب السوري الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، بعدما أُدرجت هذه المنطقة في اتفاق أستانة برعاية روسيا وإيران وتركيا، كإحدى مناطق "خفض التصعيد" الأربع في سورية.
وأبلغت الولايات المتحدة فصائل المعارضة السورية بألا تعول على دعمها العسكري في التصدي للهجوم الذي يشنه النظام على الجنوب السوري.
وورد في رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة "الجيش السوري الحر"، ونشرتها وكالة "رويترز"، مساء السبت، أنّ الحكومة الأميركية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قراراتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري".