ليبيا: اتفاق في برلين لوقف القتال وعودة المسار السياسي.. وحفتر يرفض

21 نوفمبر 2019
أطراف بـ"الوفاق" ترفض الشراكة مع حفتر (إتيان لوران/فرانس برس)
+ الخط -
ما تزال الجهود الرامية للتحضير لعقد قمة بشأن ليبيا في العاصمة الألمانية برلين قائمة، فيما وصلت المشاورات إلى اتفاق نهائي بضرورة وقف القتال الدائر جنوب العاصمة طرابلس، وعودة المسار السياسي.

وكشف دبلوماسي ليبي رفيع، لـ"العربي الجديد"، عن أن ممثلي الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن اتفقوا بالإجماع على عدة بنود خلال مشاوراتهم في برلين أمس الأربعاء، في إطار إعدادهم لمسودة اتفاق برلين، موضحا أن البندين المتفق عليهما بالاجتماع هما وقف القتال الدائر في محيط طرابلس، وضرورة عودة المسار السياسي لحل الأزمة الليبية، بينما لا تزال بنود أخرى هامة محل تشاور.

وقال الدبلوماسي إن "الجانب الأميركي دفع بمقترح لحل الأزمة في ليبيا يشمل جوانب أمنية واقتصادية، ليكون الحل السياسي في ليبيا شاملا ولا يقتصر على تحديد شاغلي المقاعد الحكومية فقط"، لافتا إلى أن المجتمعين باتوا على قناعة تامة بأن الصراع الدائر في محيط طرابلس ذو خلفيات اقتصادية تتعلق بتوزيع عائدات النفط، فيما شددت واشنطن على ضرورة الإبقاء على مؤسسة النفط موحدة وارادتها الرئيسية بالعاصمة طرابلس.

وأكد الدبلوماسي أن بيان قيادة قوات اللواء خليفة حفتر العاجل بشأن قمة برلين جاء كرد فعل رافض لما تم التوصل إليه حتى الآن، رغم عدم اكتمال المشاورات.

وكانت قيادة قوات حفتر أصدرت بيانا، ليلة أمس الأربعاء، بـ"شأن مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية"، لـ"توضيح بعض النقاط للمجتمع الدولي والبعثة الأممية"، مؤكدة مضيها في العملية العسكرية في طرابلس، وجددت وصفها لقوات حكومة الوفاق بـ"المجموعات الإرهابية".

واعتبر بيان قيادة حفتر أن سيطرتها على طرابلس تمهد "المناخ المناسب لعملية سياسية آمنة تبنى على أساس ديمقراطي"، وأنه "لا مجال لنجاح أي عملية سياسية ما لم يتم القضاء على المجموعات الإرهابية وتفكيك المجموعات الإرهابية ونزع سلاحها، حيث يشكلان عائقا أمام قيام الدولة والحل السياسي وإيجاد سلطة في طرابلس تمتلك إرادة سياسية لها أرضية دستورية"، وفقا للبيان.

وتابع البيان: "أي مسار سياسي أو اقتصادي لن يكتب له النجاح ما لم يسبقه حسم المسار الأمني والعسكري".

لكن الدبلوماسي أكد أن حكومة الوفاق تعيش هي الأخرى اختلافات في الرأي.

وبينما يطالب أغلبية قادة الحكومة ومقاتليها برجوع حفتر إلى مواقعه السابقة بعيدا عن طرابلس، يصر طيف آخر على ضرورة مواصلة القتال وعدم القبول بحفتر شريكا في أي عملية سياسية.

ويرجح الدبلوماسي أن مشاورات قمة برلين تواجه صعوبة في استمرارها للتوصل إلى رؤية موحدة بسبب تضارب المصالح الدولية في ليبيا، لكنه من جانب آخر يرى أن بعضا من تلك الدول المشاركة بفعالية في المشاورات لا تزال تدفع بحفتر للتصعيد وعدم القبول بنتائج برلين.



وكان المصدر ذاته قد كشف، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن استعداد فاعلين دوليين للقاء، أمس الأربعاء، في برلين لعقد جلسات تشاورية للتوصل إلى مسودة اتفاق قمة برلين، وهي الجلسة التي لمّح إليها المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، في كلمته أمام مجلس الأمن الاثنين الماضي.

وكان سلامة قد أشار إلى قرب انعقاد اجتماع وصفه بـ"بالغ الأهمية" في برلين للتشاور حول مستجدات عقد القمة، كما أشار إلى أن اجتماعا سابقا عقد في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تضمن الاتفاق على مسودة اتفاق من ست حزم ضرورية لإنهاء الصراع في ليبيا، من بينها وقف إطلاق النار والعودة للعملية السياسية، مرفوقا بإصلاح اقتصادي، والتشديد على تطبيق قرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، ومسار لإصلاح الأمن، بالإضافة إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.​