" قسد" تضم الرقة لفيدراليتها وإدانة أميركية تركية لرفع صور أوجلان

21 أكتوبر 2017
أميركا: أوجلان ليس شخصية من الممكن احترامها(ديلي سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الأحد، أن مدينة الرقة التي انتزعت السيطرة عليها أخيرا من تنظيم "داعش" الإرهابي ستكون جزءا من الإدارة الفيدرالية التي تعتزم إقامتها في شمال وشرق سورية، في وقت دانت الولايات المتحدة وتركيا رفع صور زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، خلال إعلان السيطرة على المدينة الثلاثاء الماضي.

وأعلنت قسد عن نيتها إقامة فيدرالية في شمال وشرق سورية في آذار/ مارس العام الماضي، وتشمل الحسكة وعين العرب، وعفرين، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخرا في محافظتي الرقة وحلب.
وقال بيان لـ"قسد"، اليوم، إنه سيتم تسليم إدارة مدينة الرقة وريفها إلى مجلس الرقة المدني، الذي شكلته الوحدات الكردية قبل أشهر، متعهداً بـ"حماية أمن المدينة وريفها من جانب قوى الأمن الداخلي في الرقة، وحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية".

وبعد إعلان السيطرة على الرقة الثلاثاء الماضي، احتفلت "قوات سورية الديمقراطية" بحفل تخلله رفع صور لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، والذي عادة تنكر علاقته بحزبه.

وأكدت السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة، أن زعيم العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، "ليس شخصية من الممكن احترامها".

وجاء في البيان الذي أصدرته السفارة "إن موقفنا كان واضحا للغاية فيما يخص تحرير الرقة، الذي يعد انتصارا لجميع السوريين، وننتظر من جميع الأطراف أن تبتعد عن التصرفات التي من شأنها أن ترفع من التوتر".

وأشارت إلى أن "الإدارة الأميركية تعمل عن قرب مع تركيا في سبيل رفع مستوى الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب، إن حزب العمال الكردستاني موضوع على لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية، وإن أوجلان لعلاقته بعمليات العمال الكردستاني الإرهابي ما زال قابعا في السجن، وليس شخصية من الممكن احترامها".

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد دانت، مساء أمس الجمعة، رفع صورة لزعيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، في مدينة الرقة السورية، وذلك على لسان المتحدث باسم الوزارة، أدريان رانكين غالاوي.

وأكد غالاوي أن بلاده تعتبر العمال الكردستاني منظمة إرهابية منذ عام 1997، وتراها عنصرًا مزعزعًا للاستقرار في المنطقة، مضيفا "ندين رفع صورة عبد الله أوجلان، مؤسس وزعيم العمال الكردستاني في الرقة".

وأشار المتحدث إلى أن واشنطن تواصل دعم تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في قتال العمال الكردستاني، منذ عشرات السنين، مضيفا أن بلاده "مدركة لحجم تضحيات تركيا الكبير في هذا الصراع".

وفيما بدا تناقضا واضحا، أكد غالاوي أن التحالف مدرك للاحتفالات في الرقة، ورفع رموز أوجلان، وأن قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" (التي يسيطر عليها الجناح السوري للعمال الكردستاني) "لم توافق على رفع هذه الرموز"، بحسب تعبيره.

وأردف: "علاوة على ذلك، فإن التحالف لا يقبل رفع تلك الرموز والصور التمييزية، في فترة تتطلب التركيز على دحر داعش في سورية". ​

وفي السياق ذاته، قال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ، إن "الإرهابيين أعلنوا عن وجودهم في مدينة الرقة برفع صور زعيم منظمة (pkk)، بخلاف مزاعم الولايات المتحدة حول عدم وجود إرهابيين بالمدينة".

وفي كلمة له خلال فعالية بولاية يوزغاط وسط تركيا، قال بوزداغ، إن "الوحدات الكردية كذبت الولايات المتحدة، فقد أعلنت مجدداً للأصدقاء والأعداء أنها امتداد لمنظمة (pkk)الإرهابية، ما يثبت صحة الرواية التركية التي تقول إنهما تنظيم واحد".

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، عبر خلال تعليقه على رفع صورة أوجلان عن استغراب بلاده من أن الولايات المتحدة لم تدرك حتى الآن أن "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السياسي لوحدات الحماية التي تشكل عصب قسد)، وحزب العمال هما تنظيم إرهابي واحد.

وقال يلدريم إن رفع صور أوجلان يضر بشكل كبير بعلاقات التحالف بين تركيا والولايات المتحدة.

من جهته، وصف محمد حجازي نائب رئيس مجلس محافظة الرقة التابع للنظام السوري سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على مدينة الرقة بأنه احتلال جديد للمدينة.

وقال حجازي في حديثٍ مع وكالة "سبوتنيك": "بالنسبة لنا كأبناء محافظة، نعتبر أن الرقة خرجت من احتلال إلى احتلال، وظهور صورة أوجلان في دوار النعيم بالرقة يعيد المشهد نفسه لاحتفالات داعش في نفس الدوار وبنفس الطريقة، على أنقاض وجثث السكان العرب، والمدينة المدمرة".

وكان وفدٌ من شيوخ عشائر الرقة رفض حضورَ احتفالية مليشيات "سوريا الديمقراطية"، بالسيطرة على المدينة، والتي أُقيمت في الملعب البلدي، وذلك بسبب غياب أي ملامح عربية في الاحتفالية، من خلال رفع الرايات الصفراء للتنظيمات الكردية، إضافة إلى صور أوجلان التي تصدّرت المشهد.

مقتل 1800 بالرقة

إلى ذلك، وفيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان لو دريان أن بلاده خصصت 15 مليون يورو لإعادة إعمار مدينة الرقة، أكدت منظمة "إيرو وورز" البريطانية مقتل أكثر من 1800 مدني جراء المعارك.

وقالت المنظمة في تقرير لها إن السكان المحليين تعرّفوا على 700 ضحية على الأقل، بعضهم قضى في منزله، والبعض الآخر عند فراره أو لدى محاولته استعادة جثث ذويه.

من جهته، قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد القتلى المدنيين خلال المعركة التي بدأت قبل أربعة أشهر في الرقة بـ 1854.

المساهمون