جلسة للبرلمان التونسي غداً لِحسم قانون الانتخابات

30 يناير 2017
مشاركة الأمنيين من عدمه تؤخر الحسم (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -

استنفدت الساحة السياسية التونسية، أحزاباً ونواباً، كل الآجال الممكنة لحسم قانون الانتخابات والفصول المتعلقة بالانتخابات المحلية، لإجرائها قبل نهاية عام 2017.

ولن يكون متاحاً، بعد جلسة البرلمان، غداً الثلاثاء، أي تأخير جديد في المصادقة على هذه الفصول، لأن ذلك سيعني تأخيرها للعام المقبل، بما يهدد كامل المسار الانتخابي وما يشمله من انتخابات تشريعية ورئاسية في عام 2019.


وتختلف الأحزاب التونسية حول نقطة واحدة في هذا القانون تقريباً، وهي المتعلقة بمشاركة حاملي السلاح (الشرطة والجيش والجمارك..) في هذه الانتخابات، وتقف حركة النهضة وحدها من بين الأحزاب، في معارضة هذا الأمر، بينما ترى البقية وجوب إشراكهم.

وتتجنب حركة "النهضة" إقحام المؤسسات الأمنية في الصراع السياسي، إذ دعت إلى إقرار مشاركتهم، على أن يبدأ تنفيذ ذلك في الانتخابات ما بعد القادمة. ويشاطرها في ذلك عدد من كوادر الجيش وحتى قيادات من وزارة الداخلية، فيما تصر بعض نقابات الشرطة والأحزاب الأخرى على المشاركة، استناداً إلى أن الانتخاب هو حق دستوري لكل مواطن، وإلى أن الجميع معني بالشأن المحلي.

وأمام هذين الموقفين المتناقضين، تأجلت المصادقة على هذا القانون مرات متعددة، إلى أن استنفدت كل الآجال ولم يعد ممكناً تجاوز موعد الغد للحسم نهائياً في هذه الفصول، وإقرار القانون كاملاً، بهذا الفصل أو بدونه.

ولحل هذا الخلاف، اقترحت الحكومة بنداً جديداً يقضي بأن "يدرج بسجل الناخبين، العسكريون وأعوان قوات الأمن الداخلي في الانتخابات البلدية والجهوية دون سواها". كما ينص على "أنه لا يمكن أن يترشح هؤلاء في هذه الاستحقاقات الانتخابية البلدية والجهوية".

ويمنع البند الأمن والعسكريين "المشاركة في الحملات الانتخابية والاجتماعات الحزبية، وكل ما له علاقة بالانتخابات"، مع فرض عقوبة العزل على كل عسكري أو أمني يشارك في هذه الأنشطة، مع استثناء من تواجدوا في هاته الأنشطة خلال فترات عملهم، لتأمين شخصيات أو أنشطة انتخابية". وينص كذلك على تحديد موعد لانتخابات الأمنيين، يسبق الموعد العام.

غير أن النهضة تطرح أكثر من سؤال تفصيلي حول هذه القضية، وتتساءل إذا ما كان ينبغي التوجه بالحملات الانتخابية إلى هذه الفئة، باعتبار أنها فئة معنية بالانتخاب، وهو ما قد يحوّل النقابات الأمنية إلى "دكاكين سياسية"، تصوّت لمن يعدها بمكاسب أكبر.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن حركة "النهضة" ستبقى متمسكة بموقفها في جلسة الغد.

وكان مجلس شورى الحركة قد فوض للمكتب التنفيذي، أمس الأحد، اتخاذ القرار المناسب بعد التحاور مع بقية الأطراف.
 
وأكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" أنه تم الاتفاق بين النهضة وحزب نداء تونس على عدم تعطيل أيّ منهما للقانون برمته، سواء تم التصويت للفصل أو إسقاطه، ما يعني أن الحسم في هذا الموضوع سيتم، غداً الثلاثاء، بكل الحالات.

وعلى الرغم من أن عدد مختلَف قوات الأمن لا يمثل قوة انتخابية حقيقية (حوالى مائة ألف تقريباً) موزعين بين جهات كثيرة، ويمكن أن تتوزع أيضاً بين قوائم وأحزاب سياسية مختلفة، إلا أن الخشية من التداعيات السياسية لذلك، تبقى مخيمة على ما بعد الانتخابات.

دلالات