"العربي الجديد" يوثّق 20 خرقاً للنظام وروسيا بريف حماة

06 مايو 2017
قصف جديد رغم سريان اتفاق تخفيف التصعيد (يوسف حمص/الأناضول)
+ الخط -
لم تمض بضع ساعات على بدء دخول اتفاق تخفيف التصعيد حيز التنفيذ في سورية، ليباشر النظام السوري وحلفاؤه تسجيل الخروقات، وقصف عدد كبير من مناطق المعارضة، وتركّزت غالبية تلك الخروقات على ريف حماة الشمالي، والتي يسجّل فيها وجود كبير لقوات المعارضة المسلّحة، كما أنها تعتبر إحدى المناطق الأربع التي يتضمنها الاتفاق.

وقد وثّق "العربي الجديد"، خلال الساعات القليلة الماضية، عشرين خرقاً للاتفاق ارتكبتها قوات النظام، بالإضافة إلى روسيا، أحد رعاة هذا الاتفاق. وقد تركزت تلك الخروقات في قرى الزلاقيات واللطامنه وكفرزيتا، في ريف حماة الشمالي، والتي يتمركز فيها عدد من فصائل المعارضة المسلحة. وتمثلت الخروقات بثلاث عمليات قصف مدفعي، وغارتين روسيتين، وسبع غارات جوية وأربع من مروحيات، ومحاولتي اقتحام.

وأفاد المتحدث الرسمي لمركز حماة الإعلامي، أبو يزن النعيمي، لـ"العربي الجديد"، بقيام النظام، في تمام الساعة الثالثة من فجر السبت، وبعد ثلاث ساعات من بدء سريان الاتفاق، بقصف بلدة اللطامنة بالمدفعية الثقيلة، وتم تسجيل وقوع 60 قذيقة على ثلاث دفعات، أغلبها من محطة محردة ومن حواجز النظام في مدينة صوران، وسط قصف عنيف، عصر السبت، على المناطق الزراعية جنوبي وغربي اللطامنة براجمات الصواريخ، فيما لم تحص عدد الصواريخ حتى اللحظة.

كما تم تسجيل أربع غارات روسية، اثنتان منها بين الساعة الواحدة والثانية ظهراً، واثنتان بين الساعة التاسعة والعاشرة مساءً على المدينة ذاتها، ألقيت خلالها القنابل العنقودية المحرمة دولياً.

أما طيران النظام الحربي، فأغار بسبع غارات جوية بالصواريخ والرشاشات الثقيلة، بالإضافة إلى أربع غارات من مروحيات بستة براميل متفجرة على منطقة الزلاقيات، شمالي حماة، وعلى بلدة اللطامنة، خلال ظهر السبت.

بدوره، تحدّث الناشط الميداني بريف حماة، فادي أبو عزيز، عن محاولتي اقتحام من قبل النظام ومليشياته لمنطقة الزلاقيات بريف حماة الشمالي؛ كانت الأولى منهما فجر السبت، وقد نجحت قوات النظام من خلالها باقتحام المنطقة، قبل أن تعاود كتائب المعارضة السيطرة عليها بالكامل، ليكرر النظام محاولة اقتحامه المنطقة مرة أخرى في تمام الساعة السادسة مساءً، وسط اشتباكات عنيفة بين كلا الطرفين، فيما لم يسجل وقوع أي قتيل.

وأكّد الناشط ذاته، في حديثه لـ"العربي الجديد"، وجود حركة كثيفة للطيران الحربي من وإلى مطار حماة العسكري، فيما لم يتم تسجيل سقوط أي قتيل جراء قصف النظام حتى اللحظة. لكنه أشار إلى أنّ النظام، إلى الآن، لم يتوان عن قصف مناطق المعارضة بريف حماة بشتى أنواع الأسلحة؛ من قذائف مدفعية وصواريخ فراغية، بالإضافة إلى محاولاته المعهودة دائماً انتهاز الاتفاقات والهدن لتنفيذ عمليات عسكرية واقتحامات لمناطق كانت مستعصية عليه، كما فعل فجراً في منطقة الزلاقيات، وعقب ساعات معدودة من بدء سريان الاتفاق.


بدوره، نفى مجد الخطيب المتحدث بأسم "أجناد الشام"، أحد فصائل المعارضة المسلحة التي لا تعتبر نفسها طرفاً في الاتفاق، صحّة ما ادّعاه النظام عبر إعلامه بأن المعارضة المسلحة الموجودة في منطقة الزلاقيات هي من بدأت عمليات إطلاق النار على حواجز النظام في حلفايا، التي تبعد عدّة أمتار عن منطقة الزلاقيات. وأكّد أن النظام هو من بدأ عملياته العسكرية البرية على الزلاقيات في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، فجر السبت، أي عقب ثلاثين دقيقة من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، فيما أعاد محاولته للاقتحام في الساعة الخامسة فجراً.

وأفاد لـ"العربي الجديد" بمقتل قائد حملة النظام العسكرية، بالإضافة إلى عدد كبير من قوات النظام ومليشياته، كما تم تدمير دبابة وعربة ناقلة للجند، مؤكداً بأن تلة الزلاقيات ما زالت تحت سيطرة فصيله بالكامل، وسط تواصل الاشتباكات داخل القرية حتى الآن.

وعن أهميتها الاستراتيجية، وسبب إصرار النظام على استعادتها، قال إن تلة الزلاقيات تملك طابعاً عسكرياً هاماً لارتفاعها وإطلالتها على عدد كبير من حواجز النظام في مدينة محردة والشليوط؛ كما أنها تعتبر المدخل لبلدة اللطامنة، إحدى القرى التي تتمركز فيها كتائب المعارضة المسلحة، ومن ثمّ فإن سيطرته على الزلاقيات ستفتح للنظام مجالاً كبيراً للتقدم إلى اللطامنة، ومنها إلى كفرزيتا.

كذلك، أشار إلى إمكانية قيام عناصره بأية عمليات عسكرية جديدة، ضمن الإمكانيات المتوفرة لديهم؛ في حال مواصلة النظام خرقه للاتفاق، ومتابعة عملياته في الزلاقيات بريف حماة الشمالي.

وفي سياق الخروقات، قُتل طفل، مساء السبت، وأصيب مدنيون آخرون، بقصفٍ لقوات النظام على بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي المحاصر، على الرغم من دخول اتفاق تخفيف التصعيد حيّز التنفيذ منتصف ليل الجمعة.

وقالت مصادر محليّة لـ"العربي الجديد" إنّ "حواجز قوات النظام قصفت الأحياء السكنية، في بلدة الغنطو، بعدّة قذائف مدفعية وصاروخية، ما أدى إلى مقتل طفل، وإصابة عدّة مدنيين آخرين بجروح متفاوتة".

كما قُتل أربعة عناصر من "الجيش السوري الحر" اليوم، بقصف لقوات النظام على ريف محافظة درعا، المشمولة بالاتفاق أيضاً، جنوبي سورية.

وفي غضون ذلك، أعلن فصيل "جيش الإسلام"، على حساباته الرسمية، عن "مقتل خمسة عناصر لقوات النظام، وتدمير جرافة، خلال محاولة الأخيرة، التقدم في حي القابون، شرقي العاصمة دمشق".