قال الرئيس اللبناني ميشيل عون، الذي بدأ زيارة إلى روسيا أمس الإثنين، إنه "من مصلحة أوروبا حل مشكلة النازحين"، مبيناً أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، الاعتراف رسمياً بـ"السيادة الإسرائيلية" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، هو "يوم أسود يشهده العالم".
وأكد عون بعد لقائه رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين في موسكو، أنه "من مصلحة أوروبا حل مشكلة النازحين، لأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في لبنان ستدفع بهم إلى البحث عن بدائل، وستكون دول أوروبا وجهتهم الأولى"، حسبما نقلت عنه "الوكالة الوطنية للإعلام".
وأشار الرئيس اللبناني، حسب الوكالة ذاتها، إلى أن "هذه الزيارة تشكّل مرحلة جديدة من العلاقات اللبنانية الروسية، تنمّي التعاون وتعزز أواصر الصداقة"، موضحاً أن "الأولوية هي لمعالجة الوضع في الشرق الأوسط، وفي سورية خصوصاً".
وبشأن اعتراف ترامب أمس رسمياً بـ"السيادة الإسرائيلية" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، قال عون إن الاعتراف "هو يوم أسود يشهده العالم، وعمل تعسّفي يناقض الشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول".
وفي سياق موازٍ، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيناقش قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان مع الرئيس اللبناني في موسكو اليوم الثلاثاء.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، حسب وكالة "رويترز"، "مثل هذه القرارات لها تداعيات سلبية دون شك على التسوية في الشرق الأوسط والجو العام للتسوية السياسية في سورية".
وتكتسب زيارة الرئيس اللبناني إلى موسكو، والتي تحضر فيها عناوين وملفات عدة، أبرزها قضية اللاجئين السوريين، أهمية مضاعفة، لا سيما أن توقيتها يأتي بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى لبنان، والتي أكدت أن الهوة بين لبنان الرسمي والولايات المتحدة الأميركية باتت كبيرة، في ظل الإصرار الأميركي على مواجهة إيران و"حزب الله".
ويعوّل لبنان على دور روسي لإحداث توازن في الموقف الدولي حياله بعد "الإنذار الأميركي" بشأن "حزب الله"، أخذاً بالاعتبار علاقات روسيا مع مختلف الأطراف اللبنانية، فضلاً عن نفوذها المتشعب في المنطقة وعلى الساحة الدولية.
وذكرت مصادر حكومية، في حديث مع "العربي الجديد"، أمس، أن عون سيؤكد بوضوح للرئيس بوتين، خلال اجتماعهما اليوم، دعم لبنان للخطة الروسية لإعادة اللاجئين السوريين (تصرّ الدولة اللبنانية على وصفهم بالنازحين)، على الرغم من اعتراض المجتمع الدولي والولايات المتحدة عليها، وربطها بالحل السياسي المنشود في سورية.
وبحسب المصادر، سيدعو عون إلى تفعيل الخطة الروسية وإلى الحوار مع المجتمع الدولي ومع النظام السوري بشأنها، شارحاً بإسهاب لنظيره الروسي "أعباء" اللجوء على لبنان، اقتصادياً واجتماعياً، و"أنه لم يعد يحتمل، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته في هذا الصدد، إنْ عبر مساعدة لبنان، أو عبر العمل على إعادتهم إلى بلادهم"، خصوصاً أن الرئاسة تعتبر أن جزءاً كبيراً من الأراضي السورية بات آمناً، على الرغم من أن المجتمع الدولي يعتبر أن اللاجئ هرب بسبب عدة عوامل، من بينها بطش النظام السوري وأن ظروف العودة الآمنة لم تتوفر بعد.
ووفق المصادر نفسها، يحضر أيضاً ملف تسليح الجيش اللبناني، على الرغم من أن وزير الدفاع إلياس أبو صعب لا يرافق عون في زيارته، ما يعني أن لا اتفاقيات ثنائية في هذا الصدد، بل مجرد تناول للملف، خصوصاً أن موسكو وعدت لبنان منذ سنوات طويلة بتسليح الجيش اللبناني، إلا أن هذا الموضوع تعرقل لعدة اعتبارات، من بينها اعتماد الجيش اللبناني على المساعدات العسكرية الأميركية والغربية عموماً، واحتمال استفزاز واشنطن بذلك.