اتفاق في وادي بردى وبدء إصلاح نبع الفيجة

13 يناير 2017
الاتفاق يتضمن تزويد دمشق بالمياه (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -

بعد هجمة عسكرية شرسة امتدت نحو 23 يوما، توصلت قوات النظام ظهر اليوم إلى هدنة جديدة مع الأهالي وممثلي فصائل المعارضة في منطقة وادي بردى غرب دمشق، تتضمن وقف الأعمال العسكرية، وإجراء صيانة لمنشآت نبع عين الفيجة، ما يسمح بعودة تزويد العاصمة دمشق بالمياه بعد انقطاعٍ دام لأكثر من أسبوعين حتى الآن.

وقال أحد أعضاء الهيئة الإعلامية لوادي بردى في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الاتفاق يتضمن إضافةً إلى وصول ورش الإصلاح إلى نبع الفيجة، (وقد وصلت بالفعل)، عودة كل الأهالي إلى قراهم  في بسيمة، وعين الفيجة وإفرة وهريرة، لكنه أشار إلى أن قوات النظام تمكنت من الدخول إلى قرية بسيمة، وما زالت داخلها حتى الآن، قبل أن تتوقف العمليات العسكرية عند الساعة 12 من ظهر اليوم الجمعة.


وأوضح أن الاتفاق يقضي بدخول أفراد من الشرطة المدنية لحماية النبع مع فصائل المنطقة، دون تدخل قوات النظام أو "حزب الله" اللبناني، مشيراً إلى أن المنطقة ستكون تحت إدارة ضابط متقاعد يقيم في قرية عين الفيجة، وأنه سيكون الضامن للاتفاق، الذي يمنع أيضاً تهجير الأهالي أو المقاتلين من وادي بردى.

وتحاول قوات النظام منذ نهاية الشهر الماضي اقتحام المنطقة والسيطرة عليها، وفرض اتفاق على الأهالي يقضي بإخراج المقاتلين من غير أبناء المنطقة إلى مدينة إدلب في الشمال السوري، والسماح بخروج من يريد من مقاتلي المنطقة إلى إدلب بسلاحهم الفردي.  

وأدى الهجوم إلى انقطاع المياه عن مدينة دمشق وريفها، نتيجة خروج نبع عين الفيجة عن الخدمة، بعد قصفه من قبل النظام السوري بالبراميل المتفجرة.



وفي هذا السياق، قال الناشط أبو محمد البرداوي لـ"العربي الجديد" إن مناطق وادي بردى تشهد هدوءاً منذ الساعة 12 ظهر اليوم، حيث توقف القصف على المنطقة، وسط مساع حثيثة من وجهاء محليين للوصول إلى اتفاق مع قوات النظام، لا يتضمن تهجيراً قسرياً أو تسليم سلاح أو مصالحة قسرية أو استسلام حسب تعبيره.

وكانت قوات النظام قد استهدفت منطقة وادي بردى قبل الظهر، وخاصة منطقتي بسيمة وعين الفيجة، بأكثر من 40 غارة جوية، بينما ألقت مروحيات براميل متفجرة وصواريخ فراغية مع محاولة تقدم لقوات النظام من جهة وادي بسيمة، بتغطية كثيفة بقذائف المدفعية الثقيلة والدبابات وصواريخ الفيل ورشاشات ثقيلة وقناصة، لكن مقاتلي المعارضة تصدوا لها وأوقعوا في صفوفها أكثر من عشر إصابات، في حين قتل مدنيان جراء القصف الجوي.

كما قصفت قوات النظام جرود قرية كفيرالزيت بالمدفعية الثقيلة، واستهدفتها بغارات من الطيران المروحي مع محاولة تقدم لم أفشلها تصدي مقاتلي المعارضة.

وذكرت الهيئة الإعلامية في وادي بردى، أن وفد النظام الذي دخل إلى المنطقة الخميس برئاسة  مدير مكتب محافظ ريف دمشق، مع بعض الوجهاء المحليين لقرية عين الفيجة، حمل معه مبادرة للحل تتضمن رفع علم قوات النظام فوق عين الفيجة ومنشأة النبع مقابل وقف العملية العسكرية، وقد وافق الوجهاء على ذلك.

وأضافت الهيئة "أنه ما إن وصل الوفد للقرية ورفع الأعلام فوق منشأة النبع وفوق بناء شاهق آخر حتى أتى الطيران الحربي وقصف البنائين. كما قامت قوات النظام باستهداف موكب سيارات الوفد بشكل مباشر في المكان الذي ركنت فيه، لكن لم يسفر عن إصابة أحد".

هذا وقد خرجت اليوم مظاهرات عدة في مدينة إدلب وكفرنبل ومعرة النعمان طالبت بإنقاذ أهالي وادي بردى.

ورفع المتظاهرون في مدن كفربطنا وسقبا ودوما بالغوطة الشرقية لافتات طالبت الفصائل بعدم الذهاب إلى محادثات أستانة على دماء أهالي وادي بردى والغوطة الشرقية. كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدينة الأتارب بريف حلب.