انتخب المجلس الوطني لحزب تحيا تونس، رئيس الحكومة يوسف الشاهد رئيساً للحزب، وكمال مرجان رئيساً للمجلس الوطني، ليُحسم بذلك جدل طويل دام لأشهر حول علاقة الشاهد بالحزب الجديد.
وأقر أعضاء المجلس الوطني لحركة تحيا تونس في اجتماعهم، مساء السبت، بالإجماع، تعيين الشاهد رئيساً للحزب، بعد أشهر من إخفاء علاقته بالحزب بسبب الانتقادات اللاذعة من معارضيه وحلفائه في الحكم، حول تموقعه وإدارته لشؤون الحزب والحكومة في نفس الوقت، معربين عن استيائهم مما وصفوه باستغلال إمكانات الدولة لبناء حزب كبير وقوي على حساب بقية مكونات المشهد السياسي والحزبي.
وأكد الناصر جبيرة، العضو في المجلس الوطني لحزب تحيا تونس، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "أعضاء المجلس الوطني انتخبوا الشاهد رئيسا للحزب"، مشيرا إلى أنه "زعيم الحزب بشكل رسمي".
وأضاف أن "المجلس الوطني لحزب تحيا تونس أقر انصهار حزب المبادرة الدستورية ليستقر اسم الحزب على "تحيا تونس" وعلى نفس شعاره. كما تم توسيع تركيبة المجلس الوطني ليضمان اندماج قيادات حزب المبادرة الوافدين".
ولفت جبيرة إلى أن المجلس الوطني أقر بالإجماع تعيين كمال مرجان رئيسا للمجلس الوطني للحزب، كما بقي سليم العزابي أمينا عاما للحزب. مشيرا إلى أنه سيتم إعلان التركيبة الكاملة للمجلس الوطني والمكتب السياسي لاحقا.
ويسعى حزب تحيا تونس، بحسب كلمة أمينه العام سليم العزابي في المجلس الوطني، للحصول على أغلبية تشريعية مريحة تمكّنه من إحداث التوازن والحكم، مشددا على أن حركة النهضة هي المنافس الرئيسي لتحيا تونس اليوم.
وأضاف العزابي أن تحيا تونس قادر على الحصول على 109 مقاعد في البرلمان المقبل (أغلبية مطلقة في مجلس نواب الشعب المكون من 217 عضوا)، مشيرا إلى أن هذا الحزب وُلد كبيرا ويضم خيرة الكفاءات والشخصيات الوطنية ويجمع الروافد والأطياف الديمقراطية والتقدمية، وبإمكانه أن يكون حاضنة حزبية لقيادة المرحلة القادمة، حسب توصيفه.
ولا يفصل التونسيين سوى شهرين عن تقديم الترشيحات للانتخابات التشريعية المقبلة في 22 يوليو، بحسب روزنامة الانتخابات التي تجري في 6 أكتوبر/تشرين الأول، فيما تجري انتخابات الرئاسة في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويرى مراقبون أن وابل الانتقادات سيزداد حدة تجاه يوسف الشاهد، خلال الأيام القادمة، ومع اقتراب الحملة الانتخابية، في انتظار أن يعلن الحزب عن مرشحه للرئاسة، وأن يكشف عن قوائمه التشريعية.
ولم تنفكّ الأحزاب المعارضة عن دعوة الشاهد إلى الاستقالة من الحكومة، بسبب خوفها من تجنيد الوزراء والمسؤولين المحليين والجهويين لخدمة حزبه تحيا تونس. كما لم يفوّت شركاؤه في الحكم أيضا فرصة لتنبيهه من استعماله للحكومة وأذرعها؛ حيث وجّه رئيس مجلس الشورى لحزب النهضة عبد الكريم الهاروني، في تصريحات إعلامية، تحذيرات لرئيس الحكومة من توجيهه لوسائل الدولة، وفي تعيينات قال إنها في خدمة حزب الشاهد، حسب تقديره.