"مطاردة" السيسي في الخارج تستنفر دائرته الإعلامية والفنية

26 يونيو 2015
حركة التغييرات في السفراء هي الأكبر منذ فترة طويلة(Getty)
+ الخط -
تفيد أوساط مقرّبة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بأن الأخير تتملّكه حالة من الغضب حيال التظاهرات الرافضة لنظام حكمه في مختلف الدول الأجنبية والعربية التي يسافر إليها في زيارات خارجية. ففي كل زيارة له، سواء لدول أوروبية أو غيرها، تقابله موجة غضب من مصريين مقيمين هناك، يخرجون في تظاهرات مناهضة ضد انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وخصوصاً بحق رافضي الانقلاب.

وقبل زيارات السيسي، تتوجه وفود من شخصيات رافضة للانقلاب إلى الدول التي من المقرر زيارتها، للتواصل مع وسائل إعلام ومنظمات وجمعيات حقوقية ومحامين، لشرح طبيعة الأوضاع في مصر، وحقيقة ما يحدث هناك من التنكيل بالمعارضين.

يربط دبلوماسي مصري بين حركة التغييرات الكبيرة للسفراء المصريين في الخارج، والفشل في مواجهة تحركات رافضي الانقلاب ضد النظام الحالي والسيسي، على خلفية أوضاع حقوق الإنسان والمعتقلين.
ولم يكن السيسي يتوقع خلال زيارته إلى ألمانيا أن يحظى بحجم الإحراج الذي واجهه، بعد رفض رئيس البرلمان الألماني نوربرت لامرت لقاءه بشكل صريح.
وجاء موقف لامرت، عقب خطاب تقدّم به تجمع البرلمانيين السابقين خارج مصر، برئاسة الدكتور جمال حشمت، فضلاً عن تعرضه لحرج شديد من تظاهرات في مكان زيارته في برلين، ولقاءاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأتى موقف الشابة المصرية التي عكفت على الهتاف ضد السيسي خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع ميركل، ليشكل ذروة في الأحراج للرجل الذي حاول أعضاء الوفد المرافق له من فنانين وإعلاميين التغطية عليها بالتصفيق مع كل كلمة ينطق بها السيسي. كما وجّهت وسائل إعلام ألمانية وعالمية انتقادات لحشد أنصاره للسفر معه إلى الخارج، وبات السيسي في مأزق كبير، إذ إنه في كل زيارة سيكون محاصراً من رافضي الانقلاب.

اقرأ أيضاً "فاينانشال تايمز": متى يقطع الغرب العلاقات الدبلوماسية مع السيسي؟

ولا يمكن تجاهل عدم سفر السيسي إلى القمة الأفريقية بجنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، بسبب ما قد ينتج عنه من مواقف محرجة هناك، وخصوصاً أنّ التواصل بين رافضي الانقلاب وقيادات التيار الإسلامي وجنوب أفريقيا مستمر. وتكشف مصادر سياسية مقرّبة من دوائر صنع القرار، عن ضيق السيسي الشديد من فكرة ملاحقته بهذه الصورة من قبل أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" والمؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي. وتقول المصادر (طلبت عدم ذكر اسمها)، لـ"العربي الجديد"، إن "السيسي بدأ يشعر بالقلق جرّاء الحملات التي يقوم بها الإخوان من خارج مصر، في محاولة لتضييق تحركاته الخارجية"، مضيفة أن "السيسي بصدد اعتماد سياسة اصطحاب فنانين وإعلاميين على نطاق أوسع، في الفترة المقبلة، خلال زياراته الخارجية، لكي يوحي للعالم أن له مؤيدين وهم يأتون لدعمه في كل مكان".

وتشدد المصادر على أن "بعض المقربين من مؤسسة الرئاسة وتحديداً الإعلاميين، نصحوا السيسي بعدم تكرار اصطحاب الفنانين معه، لأنها كانت محل سخرية، ولكن لا أحد يعرف ماهية الخطة التي سيتبعها".
وتلفت إلى أن "السيسي في مأزق حقيقي تجاه التعامل مع الزيارات الخارجية، وخصوصاً أن الإخوان والإسلاميين يتواجدون بكثرة في أغلب البلدان التي يتجه إليها، وهي في الوقت عينه، دول محورية في السياسة العالمية".

من جانبه، يقول الخبير السياسي محمد عز، إنّ "ملاحقة رافضي النظام الحالي للسيسي في زياراته الخارجية، تسبب أزمة كبيرة له".

ويؤكد عزّ أن "السيسي قد يُحجِم عن الزيارات الخارجية، خوفاً من ملاحقته من قبل أنصار مرسي، فضلاً عن أنّه بات هناك خلاف كبير بين النظام الحالي ومنظمات حقوق الإنسان العالمية والإقليمية، وهناك أطراف وبرلمانات دولية لديها تعليقات وتحفّظات على الأوضاع في مصر. ويلفت إلى أن "النظام الحالي بات في مأزق حقيقي وعدم قدرة على التعامل مع التظاهرات والتحركات التي يقوم بها رافضو النظام في الخارج، وآخرها الحديث عن زيارة إلى الخارجية الأميركية ومؤسسات دولية معنية بحقوق الإنسان".

من جانبه، يربط دبلوماسي سابق بين حركة التغييرات الكبيرة في صفوف سفراء مصر في الخارج، وضعف أداء المنظومة الحالية في مواجهة تحركات رافضي الانقلاب في تلك الدول. ويستغرب الدبلوماسي قائلاً، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حركة تغييرات السفراء هي الأكبر منذ فترة طويلة"، مضيفاً أنه "لا يمكن أن تحدث هذه الحركة بين ليلة وضحاها، وقد جرى الإعداد لها منذ فترة طويلة". ولم يستبعد أن تكون "هذه الحركة جاءت لخطف الأضواء من عودة سفير مصر إلى إسرائيل، عقب سحبه منذ عهد مرسي".

اقرأ أيضاً: ردود أفعال غاضبة ضد دعوة بريطانيا السيسي لزيارة لندن

ومن المتوقع أن يتوجه السيسي إلى بريطانيا بناءً على دعوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، بحسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف. وقال يوسف إن "السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من كاميرون، أعرب خلاله عن تطلعه لاستقباله في لندن".

من جانبها، دعت صفحة حشمت الرسمية على فيسبوك، رافضي الانقلاب، إلى كتابة تعليقات على صفحة السفارة البريطانية، رداً على ما قاله السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسون، خلال عرضه إنجازات بريطانيا وجهودها لدعم مصر.
وفي السياق ذاته، تؤكد مصادر رافضة للانقلاب في لندن، أنه "في حال توجه السيسي إلى بريطانيا، سيتم تنظيم تظاهرات رافضة له، احتجاجاً على استقباله بعد القتل والاعتقالات والتعذيب لرافضي الانقلاب في السجون".
وتقول المصادر (طلبت عدم الكشف عن اسمها)، لـ"العربي الجديد"، إنه "سيتم استهداف السيسي بتقديم بلاغات، والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان في بريطانيا، لاتخاذ مواقف قانونية ضده".


اقرأ أيضاً لبنان: اعتصام أمام السفارة المصرية للمطالبة بوقف الإعدامات

المساهمون