ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن الحملة التي تشنّها سلطات الأمن السعودية ضد المعارضين لحملة التحريض الرسمية ضد دولة قطر أسفرت، حتى الآن، عن اعتقال أكثر من ثلاثين شخصاً، بينهم رجال دين وصحافيون ومثقفون.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، قوله إن "القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع الشخصيات السعودية التي تعرّضت للاعتقال والملاحقة من قبل أجهزة الأمن السعودية أنهم لم ينضمّوا إلى حملة التحريض الرسمية ضد دولة قطر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".
وأوضح الصحافي السعودي، الموجود حالياً في الولايات المتحدة، والذي تلقّى نصيحة بعدم العودة حالياً إلى السعودية كي لا يتعرّض للاعتقال، خاصة أن السلطات السعودية منعت قبل أيام نشر مقالاته في صحيفة "الحياة"، أن "أياً من المعتقلين لم يدع إلى إسقاط الحكومة السعودية أو القيام بأعمال متطرّفة"، مضيفاً "أنهم الصامتون الذين رفضوا الانصياع وراء ركب الحملة الحكومية ضد قطر.. لقد رفضوا ذلك، لكنهم لم يتّخذوا مواقف ضد الحكومة السعودية".
ووصف خاشقجي، والذي تعرّض في الأسابيع الماضية لحملة مضايقات وانتقادات في الإعلام الرسمي السعودي ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب دفاعه عن "الإخوان المسلمين"، حملةَ الاعتقالات التي تشهدها المملكة بأنها "عبث لا يوجد أي مبرر لها"، نافياً ما يزعمه داعمو الحكومة من أن المعتقلين كانوا يخططون للقيام بأنشطة معادية لنظام آل سعود.
وأضاف الصحافي السعودي: "لم تكن هناك أي مؤامرة.. لم يكن هناك أي مبرر للاعتقالات، فجميع المستهدفين لا ينتمون إلى منظمة سياسية أو تيار معيّن، بل إنهم يعبّرون عن وجهات نظر مختلفة".
وتأتي حملة الاعتقالات في المملكة في وقت تردّدت أنباء عن قرب تنازل الملك سلمان بن عبد العزيز عن العرش لصالح نجله ولي العهد، محمد بن سلمان.
وربط المحللون بين الحملة ورغبة السلطات الحاكمة في الرياض في إسكات أية أصوات يحتمل أن تُعارض انتقال السلطة إلى بن سلمان.