وقالت مصادر من "الجبهة الوطنية للتحرير"، إن قوات النظام بدأت بشن هجوم على محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، مشيرة إلى أن الهجوم استهدف قريتي سفوهن والفطيرة، حيث دارت معارك عنيفة.
وأوضحت أن الجيش التركي يساند بالمدفعية والطيران المسير فصائل المعارضة في صد هجوم النظام السوري، الذي يأتي قبل يوم من القمة الروسية-التركية في موسكو لبحث ملف التصعيد في شمال غربي سورية.
المعارضة تستعيد "الشيخ عقيل"
في المقابل، استعادت المعارضة السورية المسلحة، بدعم من الجيش التركي، مساء اليوم الأربعاء، السيطرة على قرية الشيخ عقيل في ريف حلب الغربي شمال غربي سورية، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام كبدتها خسائر بالأرواح والعتاد.
وقال مصدر من الجيش الوطني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل المقاتلة استعادت السيطرة على بلدة الشيخ عقيل قرب جبل سمعان في ريف حلب الغربي.
وأضاف أن قوات النظام انسحبت من البلدة، بعد تكبدها خسائر بالأرواح والعتاد تحت ضربات مقاتلي الفصائل التي تدعمها الطائرات التركية ومدفعيتها.
وذكرت المصادر أن المعارضة تحاول تحقيق مزيد من التقدم على محور بلدة قبتان الجبل والطامورة وباشمرا، بريف حلب الشمالي الغربي.
وكانت قوات النظام قد سيطرت، نهاية الشهر الماضي، على تلك المناطق عقب التقدم بدعم جوي روسي وبري من المليشيات الإيرانية.
أنباء عن مقتل "النمر"
إلى ذلك، تحدثت مصادر عسكرية من المعارضة السورية لـ"العربي الجديد"، عن ورود إشاعات وأنباء تتحدث عن إصابة العميد سهيل الحسن، قائد الفرقة الخامسة والعشرين التابعة لقوات المهام الخاصة لدى قوات النظام السوري، وذلك بقصف من طائرة تركية مسيرة على محور سراقب، شرق إدلب.
وتحدثت المصادر عن أن الأنباء المنقولة تشير إلى نقل الحسن مع مجموعة من العناصر إلى المستشفى الوطني في مدينة حماة، مشيرة إلى أنه لم يتم التأكد مائة في المائة من تلك الأنباء.
وذكرت مصادر عسكرية أخرى لـ"العربي الجديد"، أن قصفاً تركياً على محور سراقب أسفر، اليوم، عن خسائر جسيمة بين قوات النظام، لكن لم يتم التأكد من إصابة سهيل الحسن.
وقالت إن قائد "فوج الطه" في مليشيا "قوات النمر"، المدعو محمود ديوب، قتل أمس، بقصف من طائرة مسيرة تركية مع مجموعة من عناصره، مشيرة إلى أن الحسن لا يكون عادة في الجبهات الأمامية إنما في مكان متأخر، ويقوم فقط بقيادة العمليات.
وأوضحت المصادر أن الأخير يعتمد على مجموعة من الضباط، ومن بينهم محمود ديوب، الذي يتحدر من حي الزهراء في مدينة حمص.
وشارك الحسن في ارتكاب العديد من المجازر بحق السوريين. ويعرف العميد سهيل الحسن لدى مؤيدي النظام بـ"النمر"، ويعد من أكثر الضباط التابعين للنظام السوري شهرة جراء قيادته لعمليات عسكرية كثيرة أسفرت عن استعادة النظام لمساحات واسعة بعد تهجير سكانها وحرق وتدمير منازلهم.
ويقود الحسن مجموعة من المليشيات المحلية النظامية وغير النظامية، وتندرج تحت عدة مسميات، منها قوات النخبة وقوات النمر وقوات الطرماح.
وظهر الحسن خلال السنوات الأخيرة إلى جانب رأس النظام كثيرا، كما ظهر إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الأسد: لم نقم بأي عمل عدائي ضد تركيا
من جانبه، زعم رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة "روسيا-24"، اليوم الأربعاء، أن نظامه لم يرتكب أعمالاً عدائية ضد تركيا، وأن "الخلافات الحالية غير منطقية".
وقال الأسد: "كنا نقول عنه شعباً شقيقاً.. والآن أنا أسأل الشعب التركي، ما هي قضيتكم مع سورية؟ وما القضية التي يستحق أن يموت من أجلها مواطن تركي؟ ما العمل العدائي الصغير أو الكبير الذي قامت به سورية تجاه تركيا خلال الحرب أو قبل الحرب؟ غير موجود على الإطلاق".
وأضاف رئيس النظام السوري: "هناك تزاوج، هناك عائلات مشتركة، هناك علاقة مصالح يومية بين سورية وتركيا، هناك في تركيا مجموعات أصلها عربي سوري، وهناك مجموعات في سورية أصلها تركي". وقال: "هذا التداخل موجود عبر التاريخ، لذلك من غير المنطقي أن يكون هناك خلاف بيننا وبينهم".
وأسفر القصف من قوات النظام على نقاط المراقبة التابعة للجيش التركي في شمال غربي سورية أخيراً، عن مقتل وجرح العشرات من الجنود الأتراك، فيما ردت تركيا بإطلاق عملية عسكرية ضد النظام.