ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم قوات التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، قوله إنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف تجدد التأكيد أن الفرصة لا تزال مهيأة لتضافر كافة الجهود للتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار في اليمن"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وانتهت الخميس مدة الهدنة الإنسانية المفترضة التي أعلنها التحالف السعودي الإماراتي من جانب واحد في اليمن، من دون تحقيق أي نتائج جوهرية، مع تصاعد الخروقات الجوية والبرية في عدد من المحافظات، من دون مؤشرات على تمديدها.
وأعلن الحوثيون أن هدنة الأسبوعين شهدت تنفيذ 500 غارة جوية، حتى نهار الخميس، وحمّلوا التحالف السعودي الإماراتي كامل المسؤولية عمّا وصفوه بـ"التصعيد المتواصل لقوى العدوان"، على الرغم من وصفهم الهدنة بأنها "مناورة سياسية وإعلامية"، رافضين الاعتراف بها.
وذكر المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، في بيان صحافي، أن الغارات تركزت على محافظات مأرب والجوف والبيضاء، فضلاً عن الجبهات الحدودية الرابطة بين اليمن والسعودية. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد دعا، الشهر الماضي، إلى وقف إطلاق النار في مناطق النزاع في أنحاء العالم للسماح للبلدان بالتركيز على مكافحة جائحة كورونا.
ولم يصدر أي تعليق رسمي من الأمم المتحدة حيال تمديد الهدنة الأحادية، لكن الحوثيين جددوا رفضهم لها، حيث وصفها القيادي البارز في الجماعة، محمد البخيتي، بـ"الإعلان الكاذب"، وهو ذات الموقف الذي اتخذته الجماعة من هدنة الأسبوعين الماضيين.
وقال البخيتي، في تغريدة على تويتر: "لا توجد هدنة حتى تقوم السعودية بتمديدها وإنما تصعيد وقامت بتمديده، هدف السعودية من هذا الإعلان الكاذب هو التبرير المسبق لهزيمتها المتوقعة في مأرب".
كما اعتبرت قناة "المسيرة "الناطقة بلسان الحوثيين، إعلان التحالف السعودي للهدنة الجديدة، أنه يشكل هروبا من تقريع العالم له على الفشل، وأنه يبحث عن ترتيب صفوفه فقط على الأرض.
ويبدو أن الهدنة الثانية ستكون مثل سابقتها التي أعلنها التحالف السعودي، حيث لا يزال التصعيد العسكري سيد الموقف رغم حلول رمضان والدعوات الأممية لطرفي النزاع، بأن يكون الشهر المبارك مصدر إلهام لهما في إلقاء السلاح.
وأعلن الحوثيون، في وقت متأخر من مساء الجمعة، تحرير معسكر "اللبنات" والمناطق المجاورة له بعد ما وصفوها بـ"العملية الهجومية الواسعة" في محافظة الجوف، شمالي اليمن.
وذكرت وسائل إعلام حوثية، أن القوات التابعة لهم، بدأت التقدم صوب المزاريق، بعد استكمال تطهير مدينة الحزم، وتمكنت من تحرير تلال "اللبنات" وجبل "الأقشع" وقرية "الخسف".
وكانت قوات الجيش الوطني قد استعادت معسكر "اللبنات" في التاسع من إبريل الجاري، بالتزامن مع إعلان الهدنة الأحادية الأولى من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
ولم يتوقف التصعيد العسكري في محافظة الجوف، ووفقا للمتحدث العسكري الحوثي، يحيى سريع، فقد شهدت الساعات الماضية، عمليات عسكرية في مديريتي "رغوان "و"مجزر" بمأرب، شرقي البلاد.
وقال سريع في بيان صحافي، إن طيران التحالف السعودي الإماراتي، شن 35 غارة، خلال الساعات الـ24 الماضية، منها 15 على مديرية "مجزر" بمأرب.
وفي المقابل، أعلن الجيش اليمني الموالي للشرعية، مساء الجمعة، إفشال محاولات تسلل شنتها مليشيا الحوثي في جبهتي "نهم" شرق صنعاء، و"صرواح" غرب محافظة مأرب.
واتهم الجيش الوطني في بيان صحافي، الحوثيين بالدفع بتعزيزات بشرية وآليات قتالية إلى جبهات مختلفة في مديرية "صرواح"، مسرح العمليات العسكرية الأكبر منذ مطلع مارس الماضي.