رئيس الـ"أف.بي.آي" في بيروت: أميركا تعول على لبنان

21 سبتمبر 2018
راي: تقديم المزيد من الدعم للجيش اللبناني (وين مكنايم/Getty)
+ الخط -

في زيارة مفاجئة، وصل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف.بي.آي)، كريستوفر راي إلى لبنان، هي الأولى من نوعها بعد تعينه في منصبه في 2 فبراير/ شباط الماضي خلفاً لجيمس كومي، إثر مواجهة بينه وبين الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب. 

وحملت الزيارة أكثر من إشارة لافتة، ولا سيما أنه يرافقه وفد موسع، يقول البعض إنها لبحث ملفات حساسة، منها ما هو متعلق بالأمن و"حزب الله" الذي يعدّ لدى أميركا حزباً إرهابياً بجناحيه السياسي والعسكري. 

والتقى راي حتى الساعة برئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الجمهورية ميشال عون، لكن الأبرز كان تصريحه من بعبدا، متحدثاً عن "تقديم المزيد من الدعم والتدريب للجيش اللبناني"، مشيراً إلى أن الأخير "أثبت قدرة وكفاءة عاليتين في حفظ الأمن في لبنان ومكافحة الإرهاب الذي يبقى من أولويات الإدارة الأميركية". 

كما شكر المسؤول الأميركي الرئيس عون على "الجهود التي يبذلها لبنان لتأمين الأمن والاستقرار للمواطنين الأميركيين على أراضيه"، لافتا إلى أن "الإرهاب لا يميز بين جنسية أو دين أو عرق، ما يجعل المواجهة متشعبة وضرورية". 

من جهته، أكد عون أن "لبنان نجح في مواجهة التحديات الأمنية والإرهاب بفضل كفاءة الجيش اللبناني والدعم الذي قدمته له الدول الصديقة، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية"، ولفت إلى "أهمية استمرار التعاون في هذا المجال، ولا سيما أن للجيش الدور المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار". 

وأبلغ الرئيس اللبناني ضيفه أن "لبنان الذي قضى على المجموعات الإرهابية في الجرود البقاعية، وحيثما وجدت في الداخل اللبناني، يواصل ملاحقة الخلايا الإرهابية النائمة، تمهيدا للقضاء عليها ومنعها من تنفيذ أي اعتداءات ضد الأمنيين". وشدد على "العلاقات التي تربط بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية، وضرورة تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة".

وتعدّ واشنطن داعماً رئيسياً للجيش اللبناني، وقدمت أكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية للبنان منذ عام 2006، لكنه في الفترة الأخيرة تردد أكثر من مرة عن احتمال وقف المساعدة السنوية التي تقدمها واشنطن للجيش اللبناني البالغة 100 مليون دولار، على خلفية دور "حزب الله" في المنطقة، والمخاوف الأميركية الدائمة من قدرة الحزب على الاستفادة من المساعدات أو السلاح الأميركي المقدم للجيش اللبناني، الذي ينفي دوماً ذلك.

وفي السنوات الأخيرة ارتفعت حدة المطالب الأميركية والإسرائيلية، مع استمرار الاتهامات لـ"حزب الله" بتهريب السلاح من لبنان وإليه. وربطاً بذلك اتهمت مراراً إسرائيل الدولة اللبنانية بتغطية الحزب، مشيرة إلى أن اعتبار الحزب منفصلا عن الدولة وتوجهاتها لم يعد يصلح، وبناء عليه تهدد دوماً باستهداف لبنان الدولة، لا "حزب الله" حصراً في أي حرب مقبلة.

 

وطالبت الإدارة الأميركية قبل أيام، خلال تمديد مهمة قوات الطوارئ الدولية في لبنان "اليونيفيل"، بتوسيع مهامها لتشمل المعابر البحرية والجوية والبرية، وخصوصاً مع سورية، في مسعى إلى ضبط تهريب السلاح إلى "حزب الله"، لكن هذا الاقتراح سقط وتم تمديد مهمة القوات من دون أي تعديل. 

وتدل زيارة راي والوفد المرافق وتصريحاته من بعبدا، على تمسك الإدارة الأميركية بدعم الجيش اللبناني، وكذلك استقرار الداخل اللبناني، في إشارة بالغة الأهمية قبل توجه عون إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، التي تنطلق الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي عدداً من رؤساء الدول، إضافة إلى إلقاء كلمة لبنان.

ووضعت مصادر مطلعة استمرار الدعم الأميركي للبنان وجيشه في خانة تمسك المجتمع الدولي بالاستقرار في لبنان، على الرغم من النظرة السلبية للمجتمع الدولي لـ"حزب الله" ودوره في المنطقة وعلاقته بإيران، مشيرة إلى أن هذا التمسك يدل عليه أيضاً الحراك الفرنسي الأخير، وزيارة السفير الفرنسي برونو فوشيه لبعبدا، وما تلاها من حديث عن دور فرنسي للدفع باتجاه تأليف الحكومة، ومتابعة تنفيذ قرارات وتوصيات مؤتمر "سيدر"، تمهيداً لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبيروت في 11 فبراير/ شباط المقبل.