كواليس منتدى التعاون في موسكو تكشف الخلافات الروسية العربية حول سورية

17 ابريل 2019
الخلاف أيضا بشأن دور تركيا وإيران بالمنطقة (سيفا كاراكان/الأناضول)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الجولة الوزارية الخامسة لمنتدى التعاون الروسي العربي، التي عقدت في موسكو أمس الثلاثاء، بيّنت خلف أبواب مغلقة أن الخلافات بين روسيا والدول العربية أكبر مما كان الجانبان يريدان إظهاره، لاسيما فيما يتعلق بملف عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، ودور تركيا وإيران في المنطقة.

وفي مقال بعنوان "شطب إيران وتركيا من التسوية السورية"، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن "الجانب العربي أصرّ على عدم ذكر دور تركيا وإيران في التسوية السورية في البيان الختامي، رغم الإشارة إلى نجاحات إطار أستانة ثلاث مرات" التي تعقد برعاية كل من موسكو وأنقرة وطهران.

إلى ذلك، خلا البيان الختامي من النقطة المقترحة من قبل موسكو بأن "مؤتمر الحوار الوطني السوري"، الذي عقد في منتجع سوتشي جنوب روسيا في يناير/كانون الثاني 2018، يشكل "خطوة إلى الأمام". 

ومع ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في كلمته الختامية، أن المشاركين في اللقاء "اتفقوا على مواصلة دعم جهود التوصل إلى التسوية السياسية في سورية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 ونتائج المؤتمر".

وفي معرض إجابته عن سؤال "كوميرسانت" حول الخلافات الروسية العربية بشأن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، قال أمينها العام أحمد أبو الغيط: "تروج روسيا لذلك، ولكن بعض الدول العربية تقول إنه يجب أولا تحقيق تقدم في العملية السياسية والدستورية، وحينئذ فقط، من وجهة نظرهم، ستستطيع سورية شغل مقعدها".

أما القضية التركية، فلم تثر نقاشات في سياق الملف السوري فحسب، وإنما العراقي أيضا، إذ رفض البيان أي تدخل في الشؤون الداخلية العراقية، بما فيها الوجود العسكري التركي، إلا أن قطر عارضت ذكر تركيا في هذا الإطار.

وبدورها، قللت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" هي الأخرى من واقعية آمال موسكو في "رد الاعتبار الدبلوماسي الكامل للحكومة السورية"، في إشارة إلى نظام حليفها بشار الأسد.

وفي مقال بعنوان "روسيا تبحث عن أنصار جدد لرد الاعتبار للأسد"، رأت الصحيفة أن تنحي الرئيس السوداني، عمر البشير، شكل نوعا من الخسارة الدبلوماسية لموسكو، كونه أول رئيس بلد عضو في جامعة الدول العربية زار سورية منذ بدء الأزمة عام 2011.


وأضافت الصحيفة أن خلفية قادة المجلس العسكري السوداني تؤكد نظرية صلاتهم بالسعودية التي لا تزال تعارض "المصالحة الكاملة مع الأسد"، على حد تعبير كاتب المقال.

وكانت موسكو قد شهدت أمس جولة منتدى التعاون الروسي العربي بمشاركة 14 وزير خارجية أو وزير دولة، بينما كانت باقي الدول العربية متمثلة على مستوى أقل من ذلك. 

ورغم أن إطلاق آلية عمل منتدى التعاون الروسي العربي يعود إلى عام 2009، إلا أن هذه كانت أول مرة يجتمع فيها هذا العدد من وزراء الخارجية العرب حول مائدة واحدة بموسكو في إطار المنتدى.