"مستشار" بن زايد جورج نادر: ناقل رسائل بين الأسد وإسرائيل ومادح الخميني

23 يناير 2018
حقق مولر مع نادر مرتين على الأقل (فرانس برس)
+ الخط -
يحيط الغموض بشخصية الأميركي لبناني الأصل، جورج نادر، وهو أحد مساعدي ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أن ذلك لا يقلل من خطورة الأدوار التي لعبها خلال تنقله لعشرات السنين بين العاصمة الأميركية، واشنطن، وعواصم الشرق الأوسط من تل أبيب إلى دمشق و طهران.

تغلب صفة رجل الاستخبارات على شخصية نادر رغم نشاطه المعلن في مجال الإعلام والاستشارات والعلاقات العامة، حيث يعتقد بعلاقته مع "الموساد" الإسرائيلي ومع مجموعات الضغط الإسرائيلية في الولايات المتحدة. 

وخلال تسعينات القرن الماضي لعب نادر الذي تربطه علاقة جيدة مع النظام السوري، ومع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، دورا في نقل رسائل بين دمشق وتل أبيب مهدت لجولات من المفاوضات السرية بين الجانبين. كما نظمت مجلة "Middle East Insight"، التي يصدرها بالتعاون مع جامعة College of William and Mary، والتي يرتبط اسمها بشكل خاص بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والمؤسسات الحكومية الأميركية بشكل عام، مؤتمرا حول عملية السلام، عام 1998، شارك فيه مارتن أنديك السفير الأميركي السابق في إسرائيل والمبعوث السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، وأحد أبرز رموز اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.

وخلال الثمانينات اشتهر جورج نادر بالمقالات التي كتبها بعد زيارته إلى طهران عام 1987 وجلوسه قرب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية روح الله الخميني في جلسة، كان يحضرها ضباط كبار في الحرس الثوري وحزب الله اللبناني. ومدحت تلك المقالات الخميني، حيث وصف فيها رباطة جأش القائد الإيراني وخطواته الثابتة عندما يمشي.


وعام 2002، أقام جورج نادر حفلا في واشنطن بمناسبة إصداره مجلة "ميديليست إنسايت" برعاية السفير السعودي وعدد من كبار الممولين السعوديين. وإلى جانب علاقاته الحالية الوطيدة مع ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، فإن علاقات وطيدة استخباراتية  ومالية وإعلامية تربطه أيضا بفريق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. 
على أن الاهتمام الشديد لروبرت مولر المحقق الخاص في التدخل الروسي بشخصية نادر، وإجراء جلستي تحقيق معه على الأقل، إحداهما أجريت الأسبوع الماضي، يشير أيضا إلى خطورة وحساسية دور نادر داخل الفريق الانتخابي لترامب على اعتبار أنه كان من المقربين من مدير الحملة الانتخابية ستيف بانون. وقد سمحت له علاقته ببانون بالتردد على البيت الأبيض والاجتماع مع مستشاري ترامب ومنهم  صهره جريد كوشنير. 

ولعل أخطر ما في الأمر أن نادر يقدم نفسه على أنه مستشار محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الذي تربطه أيضا علاقة قوية مع بانون وكوشنير والذي تحدثت تقارير أميركية سابقة أنه لعب دورا في محاولة تأمين قناة اتصال سرية بين حملة ترامب والحكومة الروسية، من خلال رعايته لاجتماع سري عام 2016 في جزر السيشل جمع موفد من حملة ترامب هو مدير شركة بلاك ووتر إيريك برينس، وموفد من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

واعتبرت وسائل الإعلام الأميركية أن جورج نادر سيكون صيدا ثمينا لمولر، وأن اعترافاته قد تكون أخطر من اعترافات جورج بابادوبوليس مستشار ترامب للشؤون الخارجية، الذي أقر بأنه كان يسعى لترتيب لقاء بين ترامب وبوتين. ويرجح أن يكون بانون أكثر المتضررين من المعطيات التي قدمها نادر إلى مولر في الشق المتعلق بعلاقاته مع بن زايد وعن اجتماع جزر السيشل مع موفد بوتين. وتوحي المعلومات المسربة للصحافة الأميركية بأن نادر يتعاون مع ضباط مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبأنه يدلي بمعلومات تفيد التحقيق في الاختراق الروسي.