الحرس الثوري الإيراني يؤكد القدرة على رفع مدى صواريخه

19 يونيو 2018
جعفري: لدينا القدرة لزيادة مدى صواريخنا (آتا كناري/فرانس برس)
+ الخط -


قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، اليوم الثلاثاء، إنّ لدى قواته القدرة على رفع مدى الصواريخ محلية الصنع لأكثر من ألفي كيلومتر، مؤكداً، في الوقت عينه، أنّ ذلك ليس ضمن السياسات والخطط الحالية.

وأضاف جعفري، في تصريحات، أنّ السبب في عدم فعل ذلك يعود إلى أنّ مدى ألفي كيلومتر، يحقق أهداف البلاد.

وقال إنّه "لدينا القدرة العلمية التي تتيح زيادة مدى صواريخنا، لكن هذا ليس ضمن سياستنا الحالية لأنّ معظم أهداف الأعداء الاستراتيجية تقع بالفعل ضمن مدى ألفي كيلومتر. هذا المدى كاف لحماية الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وركّز جعفري، في تصريحاته، على التطورات في اليمن، معتبراً أنّ "النصر هناك بات قريباً، وقوات التحالف وأميركا والغرب وبعض الدول الرجعية في المنطقة، ستشهد خسارة فادحة عما قريب في ميناء الحديدة"، بحسب وصفه.

وبإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، بدأت قوات الحكومة اليمنية، في 13 يونيو/حزيران الجاري، عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي غربي اليمن، من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، المتهمين بتلقي دعم إيراني.

ويُعتبر ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600  ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية، منذ سيطرتهم على المدينة، في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

واعتبر أنّ "النصر في المنطقة من نصيب جبهة الثورة الإسلامية، وهو ما حصل في لبنان وسورية والعراق التي تأثرت شعوبها بهذه الثورة"، كما قال، مضيفاً أنّ "الخسارات التي تلحق بقوى الاستكبار متتالية".

ورأى جعفري أيضاً أنّ "الثورة الإسلامية الإيرانية حققت الكثير في الداخل، وفي عدة دول من المنطقة، لذا حاولت بعض الأطراف إطلاق حروب الإنابة لمواجهة هذه الثورة، من قبيل خلق داعش ودعمه"، بحسب قوله.

"ضرب من الجنون"

كما علّق قائد الحرس الثوري الإيراني، على الرسالة التي وجّهها مائة فاعل وسياسي إصلاحي لمسؤولين في البلاد، طلبوا خلالها فتح مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية لحل مشكلات إيران، فرأى جعفري أنّ "ذاك ضرب من الجنون"، متهماً بعض التيارات في الداخل الإيراني، من دون أن يسمّيها بأنّها "تشكّل مانعاً يقف بوجه تقدم أهداف الثورة الإسلامية".

وقال جعفري، إنّ "من وقّعوا الرسالة يتناغمون وأميركا وعداءها للشعب الإيراني، ويوفّرون الأرضية لاستمرار ذلك"، مضيفاً أنّ الحوار حول الاتفاق النووي كان استثنائياً، وسمح المرشد علي خامنئي به، وكان قد أكد على عدم الثقة بواشنطن، وهو ما ثبتت صحته".

وتابع قائلاً إنّ "كوريا الشمالية ثورية شيوعية غير إسلامية، قبلت التطبيع مع أميركا، لكن إيران لن تفعل ذلك".

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 8 مايو/أيار الماضي، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع في 2015، وقرّر استئناف العقوبات على طهران، بسبب ما وصفها "العيوب الجسيمة" بالاتفاق، واتهامه إيران بخرق البند الخاص بتجريب صواريخ باليستية.

وفي 14 يوليو/تموز 2015، أبرمت إيران ومجموعة "5+1" (الصين وروسيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إضافة لألمانيا)، الاتفاق النووي، الذي يلزم طهران بتقليص قدرات برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.


إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الثلاثاء، إنّ "الشارع الإيراني لا يرحّب بالمفاوضات مع أميركا"، مؤكداً أنّه يحقّ لبلاده الوقوف بوجه "الإملاءات الأميركية".

واستغرب نوبخت الرسالة التي طلبت تفاوضاً مباشراً مع واشنطن، متسائلاً "هل يمكن الثقة بترامب؟".

واعتبر نوبخت أنّ "هذا المطلب يؤكد وجود نوع من الحرية السياسية في البلاد، لكن النظام يختار الحوار لتحقيق المصالح القومية، وهو ما حصل خلال المفاوضات النووية"، واصفاً التفاوض مع واشنطن بـ"غير الممكن حالياً، فلا أرضية لذلك"، بحسب قوله.

ووقّع عدد من الناشطين السياسيين الإيرانيين، الأحد الماضي، رسالة وجهوها لمسؤولين رفيعين في البلاد، للمطالبة بإعادة النظر بملف العلاقات مع الولايات المتحدة، وفتح الباب لمفاوضات مباشرة، محذرين مما وصفوه بـ"خسارة الفرصة المناسبة".

واعتبر الموقعون على الرسالة أنّ "هذه المحادثات تستطيع أن تحافظ على المصالح القومية، وأن تحل المشكلات في إيران".

ومن الأسماء الموقعة على الرسالة؛ غلام حسين غرباستشي، حميد آصفي، أحمد منتظري، جميلة كديفر، وغيرهم.