قالت دراسة صادرة عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، إنّ منظومة الصواريخ الإيرانية، تعد "أكبر مصادر التهديد الإستراتيجي" ضد إسرائيل.
وبحسب الدراسة التي صدرت في مجلة "عدكون إستراتيجي"، في عددها الأخير، ونشرها موقع المركز، اليوم الأربعاء، فإنّ إيران بنت ترسانة الصواريخ "الأكبر" في المنطقة، على اعتبار أنّ القيادة الإيرانية ترى في المنظومة الصاروخية "الركيزة الأساسية" في إستراتيجيتها لردع أعدائها، مشيرة إلى أنّ "هذا ما جعل طهران ترفض بشكل مطلق مناقشة فرض قيود على هذه المنظومة".
وحذرت الدراسة التي أعدها إفرايم كام، أحد كبار الباحثين في المركز، والذي وضع العديد من المؤلفات حول الأسلحة غير التقليدية الإيرانية، من أنّه في حال لم تنجح الولايات المتحدة في إجبار إيران على فرض قيود على تطوير منظومتها الصاروخية، فإنّ "طهران ستتمكّن، في العقد القادم، من تطوير قدرات صاروخية تمكّنها من ضرب أهداف عسكرية، وبنى تحتية، ومرافق حساسة في العمق الإسرائيلي، بدقة متناهية".
ورأى كام الذي عمل في السابق مساعداً لقائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أنّ السماح لإيران بتطوير منظومتها الصاروخية "ينطوي على مخاطرة مضاعفة في حال قررت الانسحاب من الاتفاق النووي، أو في حال قررت الانتظار حتى تنتهي مدة العمل به، على اعتبار أنّه سيكون بإمكانها تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية".
وأشار إلى أنّ هذا التطور "سيفرض على إسرائيل تطوير منظومات دفاع جوية قادرة على مواجهة هذه الصواريخ"، مشككاً في أن يكون بوسع تل أبيب، حتى ذلك الحين، تطوير منظومات دفاعية قادرة على اعتراض الصواريخ التي تحمل الرؤوس النووية، وتحييد أثرها.
ووفق الدراسة، فإنّ منظومة الصواريخ الإيرانية تنقسم، حسب طول مداها، إلى مجموعتين: الأولى؛ الصواريخ قصيرة المدى، وتضم: "فجر3"، و"فجر 5" التي يتراوح مداها بين 45-75 كيلومتراً، و"زلزال 3" الذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر.
وأشارت إلى أن أخطر الصواريخ ضمن هذه المجموعة؛ هو صاروخ "الفاتح 110" الذي يصل مداه إلى 250 كيلومتراً ويعمل بالوقود الصلب، حيث يمتاز بدقة إصابة عالية جداً، مشيرة إلى أنّ الإيرانيين طوّروا هذا الصاروخ ليصل مداه إلى 750 كيلومتراً، حيث أطلقوا على هذه النسخة المطورة "ذو الفقار".
أما المجموعة الثانية فتضم؛ الصواريخ متوسطة المدى، والتي يتراوح مداها بين 1000 و2000 كيلومتر، وتشمل صواريخ: "شهاب 3"، و"القادر" الذي يصل مداه إلى 1600 كيلومتر، و"عماد" بمدى 1700 كيلومتر، و"سجيل" الذي يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، ويعتمد على الوقود الصلب.
ولفتت الدراسة إلى أنّه لا يوجد في حوزة إيران صواريخ عابرة للقارات يتجاوز مداها 5500 كيلومتر، مما يقلّص من قدرتها على ضرب أهداف في غرب أوروبا.
ولفتت إلى أنّ التجربة دللت على أنّ إيران لا تبدي حماسة لاستخدام الصواريخ ضد إسرائيل والولايات المتحدة، على اعتبار أنّها تقدّر أنّ لكل من واشنطن وتل أبيب، القدرة على الرد بشكل كبير، مشيرة إلى أنّ هذا ما دفع طهران إلى الاهتمام بتطوير المنظومات الصاروخية لدى "المليشيات" التابعة لها في المنطقة،لا سيما "حزب الله" في لبنان، والمليشيات الشيعية العراقية، والحوثيين في اليمن.
ورجّحت الدراسة أنّ إيران ستعتمد على المنظومات الصاروخية التي بحوزة المليشيات التابعة لها، في الرد على أي سلوك عسكري ضدها تقدم عليه إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وبحسب الدراسة، وبالاستناد إلى المعلومات التي حصلت عليها المخابرات الإسرائيلية، فإنّ إيران زوّدت "حزب الله" بصواريخ من طراز "فجر 3 " و"فجر 5"، وصاروخ "زلزال 3"، إلى جانب صاروخ "M-600" الذي يتجاوز مداه 300 كيلومتر.
وأشارت إلى أنّ إيران شرعت منذ العام 2018 في تزويد المليشيات الشيعية في العراق بصواريخ من طراز "الفاتح 110" و"ذو الفقار"، والتي بإمكانها ضرب أهداف داخل إسرائيل.
وأوضحت الدراسة، أنّ إقدام إيران على تطوير منظومتها الصاروخية "جاء كإحدى أهم العبر التي استخلصتها طهران من الحرب التي امتدت لمدة 8 سنوات مع العراق؛ حيث نجحت الصواريخ العراقية في إلحاق أذى هائل بالمدن الكبرى في إيران".
وأشارت إلى أنّ تفجّر الصراع مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، إثر شروع إيران في برنامجها النووي، دفع طهران إلى الاهتمام بتطوير منظومتها الصاروخية؛ لجهة زيادة مدى الصواريخ وتحسين قدرتها على إصابة الأهداف بدقة.
واستدركت أنّ إيران يمكن أن تكون مستعدة، في حال وافقت الولايات المتحدة على العودة إلى الاتفاق النووي، (انسحبت منه قبل عام في 8 مايو/ أيار)، أن تفرض قيوداً على مدى صواريخها، مقدّرة أنّ "الإيرانيين معنيون بتحسين دقة إصابة الصواريخ، أكثر من الحرص على زيادة مداها".