داعش يردّ على "درع الفرات" بتفجير أطمة

06 أكتوبر 2016
"درع الفرات" تضيق الخناق على "داعش" (حسين ناصر/الأناضول)
+ الخط -

بدا من طريقة وحجم التفجير، الذي ضرب معبر أطمة الإنساني بريف إدلب الشمالي، قرب الحدود التركية، أن تنظيم (داعش) يريد سحب البساط من مقاتلي المعارضة قبيل التوجه إلى بلدة دابق الاستراتيجية للتنظيم، من الناحية الدينية والرمزية أكثر من الناحية الجغرافية.

ويبيّن حجم الضحايا الناجم عن التفجير، وهم بحسب مصادر محلية نحو ثمانية وعشرين قتيلاً على الأقل، وعشرات الجرحى من عناصر فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "درع الفرات" مع قوات تركية، بينهم القيادي في حركة "أحرار الشام" الإسلامية، هشام خليفة، وكذلك خالد السيد، رئيس مجلس القضاء الأعلى في حلب، والقاضي محمد الفرج النائب العام، أن التنظيم أراد توجيه رسالة للجيش الحر والقوات التركية، مفادها أن خسارة معركة دابق لن تكون بهذه السهولة، وربما تستدعي ردوداً دموية قادمة، وتحولاً في شكل المعركة.


ويعتبر التفجير تحدياً جديداً في المعارك المقبلة مع التنظيم، خصوصاً أنه لا يمكن التكهن برد فعل الأخير في حال زيادة الضغط عليه في ريف حلب الشمالي، وأن معركة "درع الفرات"، تريد لها تركيا أن تكون نموذجاً للدخول إلى مدينة الباب وعاصمة التنظيم بعد ذلك، الرقة.

لكن، يبدو أن تفجير أطمة لم يثن عزيمة "الجيش السوري الحر"، والقوات التركية عن مواصلة الهجوم على التنظيم، حيث أعلنت رئاسة الأركان التركية، في وقت سابق اليوم، أن قوات "الجيش السوري الحر" وبدعم من الجيش التركي، تمكنت من طرد تنظيم الدولة من 3 مناطق جديدة شمالي سورية، لتصل بذلك مساحة المناطق المحررة إلى ألف كيلومتر مربع.

وقال قائد اللواء 51 المنضوي ضمن "غرفة عمليات درع الفرات"، العقيد هيثم عفيسي، إن "التفجير لن يؤثر على عملية درع الفرات وهي مستمرة"، مشيراً إلى أن ذلك "سيزيد من إصرارنا على القتال وإنهاء داعش، فنحن قد اقتربنا من اخترين، وسننتقل إلى احتميلات وصوران ومن ثم إلى دابق".

ونوّه عفيسي لـ "العربي الجديد"، إن "النهاية والضربة القاسمة لداعش ستكون في دابق، حتى المقاتل الموهوم بمعركة دابق تنتهي عنده هذه الفكرة".

في سياق متصل، قال قائد "فرقة السلطان مراد"، العقيد أحمد عثمان، لـ "العربي الجديد"، إن "المعارك مستمرة، معركة دابق لا تهمنا كثيراً، لكن بالنسبة لداعش هي ملحمة، نحن نعمل ضمن خطط مدروسة، سيطرنا على أربع قرى أمس، واليوم أصبحنا داخل اخترين، وهي بلدة مهمة، وبعد اخترين وجهتنا ستكون ضربة قاصمة لداعش".

في غضون ذلك، دان الائتلاف السوري المعارض التفجير، وقال إن "ارتكاب تنظيم داعش الإرهابي هذه الجريمة لا يحجب مسؤولية نظام الأسد عنها، فالإرهاب واحد مهما تنوعت المسميات، ولن يتمكن النظام بالقصف والقتل والتشريد، ولا التنظيمات الإرهابية، من كسر إرادة السوريين أو وقف ثورتهم من أجل الحرية والكرامة والعدالة".

وأوضح الائتلاف، في بيان نشره المكتب الإعلامي، أن "مسؤولية مثل هذه الجرائم أيضاً، ومن دون أدنى شك، على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، التي فشلت ولا تزال تفشل كل يوم في مواجهة مسؤولياتها الواضحة تجاه ما يتعرض له المدنيون في سورية".

المساهمون