عودة الحوار الليبي... وراس جدير مهدّد

04 مارس 2015
الحوار سيُعقد في الأراضي المغربية (فرانس برس)
+ الخط -

لم يكن الإعلان عن الاتفاق لاستئناف الحوار في ليبيا، كافياً لتهدئة الأوضاع على الأرض، في وقت شكّل معبر راس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس مدخلاً لخلاف بين الجانبين. وأعلن النائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام صالح مخزوم، خلال مؤتمر صحافي في طرابلس، أن "اتفاقاً جرى مع رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون على استئناف الحوار الليبي الخميس في الأراضي المغربية"، كما ذكرت وكالة "فرانس برس". وكان مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق، أعلن في وقت سابق أنه قرر "استئناف مشاركته" في الحوار.

يأتي هذا في وقت هدد فيه وزير الإعلام في حكومة عبدالله الثني، عمر القويري، بقصف معبر راس جدير بين تونس وليبيا، وقال في حوار تلفزيوني "إذا كانت قوات فجر ليبيا أغلقت المعبر بهدف الضغط على تونس، فمن الممكن أن نقصفه ونغلقه نهائياً"، مضيفاً "سنقطع رِجل كل من يدخل ليبيا من دون إذننا".

إقرأ أيضاً: الجنوب التونسي: ملاذ الحوارات الليبية

وندّد القويري بما اعتبره اعترافاً من وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش بحكومة عمر الحاسي، قائلاً إنه "من غير المعقول أن تُجري الحكومة التونسية لقاءات مع أطراف أخرى واجتماعات مغلقة لمناقشة أمور تخص ليبيا"، مشيراً إلى أن البكوش ذكر بأنه سيفتح المعبر على الرغم من الجميع.

وكان الوزير الليبي قد أثار جدلاً كبيراً في تونس عندما هاجم ما اعتبره اعترافاً تونسياً بحكومتين في ليبيا، موجّهاً انتقادات لوزير الخارجية التونسي بسبب فتح قنصليتين واحدة في بنغازي وأخرى في طرابلس، قائلاً "سنكون بدورنا على حياد من حكومة قصر قرطاج وحكومة إمارة الشعانبي"، في إشارة إلى المسلحين في جبل الشعانبي. ورد البكوش معلناً أن تونس تعمل على حماية مصالح مواطنيها الموجودين بكثافة في طرابلس خصوصاً، وأنها تتعامل مع الحكومتين من دون أن يشكّل هذا اعترافاً. ووصف تصريحات الوزير الليبي بـ"الكلام غير المسؤول ممن يدّعي أنه مسؤول بالحكومة الليبية"، مؤكداً أنه "لم يقل أبداً إن تونس ستعترف بحكومتين في ليبيا بل ستتعامل مع واقع متمثل في وجود حكومة في الشرق وأخرى في الغرب".

ميدانياً، أفادت وكالة "رويترز" أن قوات "فجر ليبيا" وقوات حكومة الثني، تبادلتا أمس الثلاثاء ضربات جوية استهدفت مرافئ النفط ومطاراً. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمني متحالف مع حكومة الثني، أن طائرة حربية تابعة للقوات التي تسيطر على طرابلس نفذت ضربات جوية على ميناءَي راس لانوف والسدر وأوقعت أضراراً طفيفة.

في المقابل، قال قائد سلاح الجو في حكومة الثني، صقر الجروشي، إن طائرات حربية قصفت أيضاً مطار معيتيقة في طرابلس، مشيراً إلى أن "الضربات نُفذت رداً على هجمات على مطار الزنتان شنتها قوات متحالفة مع فجر ليبيا".

المساهمون