وخلال عودة أردوغان من روسيا، تحدث للصحافيين على متن الطائرة، وقال في معرض رده على سؤال هل تكون طائرات "سوخوي 57" بديلاً من مقاتلات "إف 35"؛ "لمَ لا؟ لمّا نأتِ إلى روسيا من فراغ، وليس فقط لمشاهدة معرض ماكس. يجب أن يعلم الجميع، لا يمكن أن يكون حق تركيا المشروع في الاستقلال مرهوناً بشفاه أي أحد".
وأضاف: "تركيا سعت إلى توفير احتياجاتها من المقاتلات ومختلف أنواع أنظمة الدفاع والمروحيات. والقرار الأميركي بإخراج تركيا يحمّل 8-9 دول مشاركة في الإنتاج مبالغ مالية تصل إلى 8-9 ملايين دولار على الطائرة الواحدة. وعليهم التفكير في هذا الأمر". مؤكداً: "نحن حالياً ننتظر القرار النهائي، وبعد أن نعرف قرارهم سنقدم على خطواتنا، فنحن غير قلقين فالأسواق متوفرة".
وفي ما يتعلق بالمنطقة الآمنة شرق الفرات، قال أردوغان: "كان رهان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حديثه عن المنطقة الآمنة كبيراً، ولكنه تراجع لاحقاً، محملاً سلفه باراك أوباما المسؤولية، فتركيا تدفع ثمن ذلك بسبب أميركا، وقلنا إن حكم أوباما انتهى واليوم الإدارة بيدكم، فلنرَ ما تفعلون. ولكنه لم يفعل ذلك".
وأردف: "أرسلت الولايات المتحدة الأميركية وفداً وجرت مشاورات، وبالنهاية قدموا عرضاً أقل من 20 ميلا، أي قللوا من عمق المنطقة الآمنة، فقلت لوزير الدفاع خلوصي آكار إنه لا داعي للقول كذا وكذا، فلنبدأ بشكل من الأشكال بتنفيذ المنطقة الآمنة، ونواصلها لاحقاً، ويتم عمل ما هو مطلوب في وقت لاحق، وهكذا أقدمنا على خطوة المنطقة الآمنة".
وشدد على أن "مرحلة تشكيل المنطقة مستمرة بشكل ما، ولكن هذا لا يعني أن تركيا ارتخت ولن تتراجع عن أي عمل عسكري، فالقوات كلها مستعدة على الحدود، وجاهزة لأي عمل في أي وقت"، مطالباً الولايات المتحدة بأن "تضع حداً للعلاقة التي بنتها مع وحدات الحماية الكردية بحجة قتال تنظيم داعش، وعليها التراجع عن الخطوات التي تكسب الشرعية لهذا التنظيم الإرهابي".
الوحدات الكردية لن تنسحب من منبج
وحول موضوع إدلب ولقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال أردوغان: "بوتين أشار إلى ضرورة التعاون الروسي في إدلب، وقلت له إن وزارتَي الدفاع والخارجية والاستخبارات مستعدة للعمل المشترك، ولكن يتوجب علينا أن لا نسبب الإزعاج لبعضنا البعض، ففي الفترة الماضية استهدفت نقطة المراقبة واستشهد جندي تركي، وتكررت الهجمات لاحقاً، وهذا أزعج تركيا شعبياً".
ونقل أردوغان عن بوتين قوله إن "روسيا لا تريد أن يحصل أي ضرر للقوات التركية الصديقة العاملة في أبراج المراقبة ومحيطها".
وشدد الرئيس التركي على "ضرورة مواصلة العمل المشترك كشرط أساسي. ونقاط المراقبة الـ12 لديها مهام ضرورية تقوم بها"، لافتاً إلى أنه "في القمة الثلاثية التي ستجري في أنقرة بتاريخ 16 سبتمبر/أيلول المقبل، سيتم الحديث عن هذه المواضيع بتفاصيل مع بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني".
من جهة ثانية، اتّهم أردوغان الوحدات الكردية "بالتلاعب بموضوع انسحابها"، مبيناً أنها "قالت إنها انسحبت من منبج ولم تفعل، فهي لم تنسحب لأي مكان"، وذلك في تعليق على بيانها قبل أيام بالانسحاب من بعض الأرياف والمناطق العسكرية شرق الفرات تنفيذاً للمنطقة الآمنة.
"الإدارة الكردية": لا دور لتركيا بإدارة "المنطقة الآمنة"
واليوم الخميس، أعلنت "الإدارة الذاتية" الكردية، أنّ "المنطقة الآمنة" المزمعة إقامتها شمال شرقي سورية، "سيتولى إدارتها أبناء القيادة الأمنية والإدارة المحلية دون تدخل من تركيا".
وقال رئيس "هيئة الدفاع" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" الكردية زيدان العاصي، في تصريح لوكالة "سمارت" المحلية، إنّ أعضاء المجالس المحلية والعسكرية التي تم تشكيلها، أخيراً، من أبناء منطقتي رأس العين شمالي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة "هم من سيتولون حصراً الإدارة المحلية والأمنية تحت إشراف الولايات المتحدة دون تدخل تركي".
وأضاف العاصي أنّ إنشاء المنطقة الآمنة سينفذ على ثلاث مراحل؛ تشمل الأولى انسحاب "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على عمق يتراوح بين 5-14 كيلومترا، من بلدات وقرى منطقتي رأس العين وتل أبيض"، دون أن يكشف طبيعة المرحلتين الأخريين.
وذكر أنّه لم يتم الاتفاق مع تركيا والجانب الأميركي، حتى الآن، على انتشار الجيش التركي في "المنطقة الآمنة"، مضيفاً أنّ دور الجيش التركي "سيقتصر على تسيير دوريات مشتركة مع الجيش الأميركي وسيعود إلى قواعده العسكرية داخل الأراضي التركية بعد الانتهاء من تلك الدوريات، بحسب قوله.
وكانت "الإدارة الذاتية" قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، بدء تسليم مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية إلى المجالس العسكرية التابعة لـ"قسد" على الحدود مع تركيا، في إطار إنشاء المنطقة الآمنة باتفاق تركي – أميركي.