فلسطينيون يعلقون على المبادرة الفرنسية: فتور ومخاوف

03 يونيو 2016
الشارع الفلسطيني: المبادرة الفرنسية مضيعة للوقت (الأناضول)
+ الخط -
لا تحظى المبادرة الفرنسية لتحريك عملية السلام، على ما يبدو، باهتمام الشارع الفلسطيني، فقطاع واسع لا يعرف الأفكار التي يطرحها الفرنسيون، فيما معرفة آخرين لا تتجاوز حدود السماع والمتابعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

أغلب من استطلع "العربي الجديد" آراءهم في الضفة الغربية المحتلة عبّروا عن فتور بشأنها، أو مخاوف من أن تعيد إنتاج مفاوضات عقيمة تطيل عمر الاحتلال، رغم أنها تأتي بعد سنوات من الجمود في مسلسل السلام، الذي "لم يجدِ نفعا، لذا فهي كغيرها من المبادرات مضيعة للوقت فقط"، يصرح بعض شباب الضفة.

خليل جفال، الذي يعمل محاميا، يعتقد أن المبادرة الفرنسية تواجه العديد من العقبات، أبرزها غياب إرادة جدية لدى القوى الكبرى لحل المشكل عبر إنهاء الاحتلال، وفي ظل التعنت الإسرائيلي وتمسكه بمبادرة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، التي تتيح للاحتلال مجالا للتملص من كل التزاماته، وفرصة للمناورة والتهرب من كل ضغط.


وأضاف جفال أن السلطة والقيادة الفلسطينية تعرف أن المبادرة الفرنسية تعاني العديد من النواقص التي قد تقود إلى الفشل، لكنها تقبل بالتجاوب معها لإحراج إسرائيل أمام الدول الكبرى، و"القيادة مش خسرانة إشي"، كما يقول.

في المقابل، يرى الشاب محمد شقيرات، الذي يعمل مرشدا اجتماعيا، أن "المبادرة مضيعة للوقت، والمجتمع الفلسطيني يجب أن ينهض بذاته ويطور إمكانياته، وليس استجداء تعاطف العالم"، مستشهدا بالمثل الشعبي الذي يقول: "ما حك جلدك مثل ظفرك".

الإعلامية رنا عمر بدورها تبدي فتورا تجاه مبادرة الفرنسيين، وتؤكد، أيضا، أنها "عبثية ومضيعة للوقت، وللفلسطينيين باع طويل في خوض المفاوضات دون الوصول إلى نتيجة".

من جهته، لا يرى الشاب علاء عويسات أن الشارع الفلسطيني مهتم اليوم بالمبادرة، كونه "يعيش في جو من اليأس، وفي حالة ضياع ما بين الوعود والخطابات السياسية الهشة التي لا تجد لها ترجمة على أرض الواقع"، قبل أن يشدد: "أنا غير مهتم بتلك المبادرة، وبصراحة غير مطلع على بنودها، ولا أتابع أخبارها".


أما الشاب داوود عفانه فيذكر أنه مع أي مبادرة حقيقية للسلام تخدم مصالح الشعب الفلسطيني على المدى البعيد، "مش مثل اتفاقية أوسلو"، قبل أن يعبّر عن أمله في أن تعطي المبادرة الفرنسية الحق للفلسطينيين في الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك وفي جميع الأوقات، وتلجم اعتداءات الاحتلال.

من جهتها، تلفت جنة سفيان، وهي خريجة جامعية، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض مبادرة الفرنسيين، في الوقت الذي قبلها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مشيرة إلى أن مؤتمر اليوم المنعقد بباريس، والذي ضم دولا عديدة وغابت عنه فلسطين ودولة الاحتلال، "ما هو إلا جسّ نبض حول النجاح، وإذا ما نجح سيعيدون الحديث عن مؤتمر للسلام في العام القادم، ليرفضه نتنياهو من جديد ويوافق عليه محمود عباس".

وتقول جنة سفيان إن "محمود عباس لا يملك شيئا سوى إجراء الاتصالات مع فرنسا، لأنه لا يرفض مثل نتنياهو، وهو في الوقت الحالي لا يمثل إلا نفسه، ولا يعبّر عن رأي الشارع الفلسطيني ولا مقاومته، والذي لا يريد إعادة إنتاج مفاوضات عقيمة مع الاحتلال بسبب الآثار التي تركتها اتفاقية أوسلو على الفلسطينيين".