غزة تتجهز لصد العدوان... وتستبعده

22 ابريل 2016
أجرت الأجهزة الأمنية في غزة تدريبات واسعة(محمود حمص/فرانس برس)
+ الخط -
تستبعد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على قطاع غزة، لجوء الاحتلال الإسرائيلي إلى شنّ عدوان في الوقت الراهن على القطاع على الرغم من رصد مؤشرات على أنّ الاحتلال يتجهز لحرب جديدة. ويبدو أن الحركة توصلت إلى تطمينات من جهات دولية حول الأمر، دون أن تعلن.
وبات لسان حال بعض المسؤولين الإسرائيليين ينطق بالتهديد لغزة وسكانها ومقاومتها، عقب كشف نفق المقاومة الأخير، والتهديد الذي بات سكان ما يسمى بـ"غلاف غزة" من المستوطنين يشعرون به ويعيشونه واقعاً. بدوره، جدد وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، يوم الأربعاء، تحريضه، مكرراً مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالعودة إلى سياسة التصفيات الجسدية وقتل قادة حركة "حماس".



وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر محاكاة الاحتلال الإسرائيلي لمناطق في غزة في أحد الكيبوتسات القريبة من القطاع، وتدل البنية التي يتدرب عليها الجنود على الرغبة في التدرب على الدخول لمناطق أكثر عمقاً في قطاع غزة، والعمل وفق مبدأ حرب الشوارع.
وفي غزة أيضاً، أجرت الأجهزة الأمنية على مدار الأسبوعين الماضيين تدريبات أمنية واسعة لم يشهدها القطاع من قبل، وتركزت على عمليات الإخلاء والتعامل مع حالة عدوان واسع بري وجوي وحتى بحري، وهو ما أثار بعض القلق لدى الغزيين.
يقول القيادي في حركة "حماس"، إسماعيل رضوان، لـ"العربي الجديد"، إنّ حركته تستبعد حرباً جديدة قريبة على غزة، مشيراً إلى أنّ التهديدات التي تصدر عن الاحتلال ما هي إلا محاولة لتهدئة الجبهة الداخلية الصهيونية بعد حالة الرعب الشديد التي يعيشها المستوطنون فيما يعرف بـ"غلاف غزة".
ويوضح رضوان أن كل التدريبات التي يقوم بها الاحتلال، والتلويح والتهديد والوعيد لغزة ما هي إلا للاستخدام المحلي الإسرائيلي، ولطمأنة قادة المستوطنين والمستوطنات في ظل ما يعيشونه من حالة خوف لم يسبق لها مثيل. ويؤكد رضوان: " لسنا طلاب حرب"، لكن إذا ما فرضت علينا المعركة فسنكون لها، مشيراً إلى أنّ "الاحتلال فشل في حروبه السابقة، وهو يعلم أنّ أي مساس بالقطاع وبشعبنا ومقدساتنا ستكون له تداعيات كبيرة عليه".
ويشدد القيادي في "حماس" على أنه "لن ينعم المستوطنون بالأمن والأمان ما لم ينعم به شعبنا الفلسطيني، وما دام الاحتلال لأرضنا مستمراً"، مبيناً أنّ الاحتلال يسعى حالياً إلى طمأنة جبهته الداخلية الهشة وليس إلى الحرب.
من جهته، يرى المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ تدريبات المحاكاة التي يجريها الأمن في غزة تأتي في سياق استخلاص العبر من الحروب السابقة التي تعرض لها القطاع، ولترتيب الجبهة الداخلية وتعزيزها وسد الثغرات فيها.
ويشير المدهون إلى أنّ الأمن في غزة يحاول بدوره أنّ يرسل رسائل معنوية داخلية للجمهور، بأنه على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه الحروب.
وعن تدريبات الاحتلال ومحاكاته لمناطق في غزة، يوضح المدهون أنّ الاحتلال لا يكف عن الاستعداد والتأهب لحرب، وخصوصاً أنه يعتبر نفسه أنه في وسط يحتاج إلى الاستعداد الدائم، ويحاول أنّ يدرس القطاع ويطرح كل الخيارات.
ويبينّ المحلل السياسي الفلسطيني أنّ جيش الاحتلال يفضل الآن التعامل مع المخاطر التي يواجهها انطلاقاً من القطاع تقنياً وتكنولوجياً مثل قضية الأنفاق والصواريخ واستخباراتياً، مستبعداً كذلك أنّ يشن الاحتلال حرباً في وقت قريب على القطاع، على الرغم من وضع قادته كل الاحتمالات على طاولة البحث. ويلفت المدهون إلى أنّ قدرة جيش الاحتلال على الحسم مع قوات غير نظامية أضعف وأصعب من قدرته على الحسم مع الدول وقوات نظامية، لذلك يحاول تجنب الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية في الوقت الحالي.



المساهمون