لأن فرنسا بحاجة للنصر.. هولاند يراهن على كرة القدم

10 يوليو 2016
فرانسوا هولاند في الملعب(getty/ BERTRAND LANGLOIS)
+ الخط -
يعرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكثر من غيره، أن فوز فرنسا اليوم على البرتغال، ضروري لرفع معنويات الفرنسيين، بعد كل ما حدث في فرنسا، من سنة 2015 الحزينة، بفعل الإرهاب، ثم البطالة المزمنة، إضافة إلى نحو ثلاثة أشهر من صراع اجتماعي لم تنتَهِ فصولُهُ بعد، حول قانون العمل، ثم انهيار غير مسبوق في شعبيته، وشعبية رئيس وزرائه.



وليست هذه المرة الأولى، فقد تكرر المشهد نفسه سنة 1998، حين فازت فرنسا بكأس العالم لكرة القدم، لأول مرة في تاريخها، فحدث ما قيل "إنه استعادة للُّحْمة الوطنية".

ومن عايَش انتصار فرنسا الأخير على ألمانيا في نصف نهائي كأس أوروبا للأمم، وبعد نصف قرن من الهزائم المتلاحقة، لا بدّ أن يلاحظ الارتياح الذي عبّر عنه الفرنسيون كلهم، من اليمين واليسار، من رئيس الجمهورية إلى ميلونشون، ربما باستثناء مارين لوبين، الزعيمة اليمينية المتطرفة، التي لم يَرُقها تواجُدُ لاعبين أفارقة في الفريق الوطني، فقارنتهم بفريق كوت ديفوار.

كذلك سنة 1998، لم يرق الأمر للفيلسوف العنصري ألان فينكلكروت، فلم يرَ في الفريق الوطني الفرنسي سوى عصبة من السود، "بلاك، بلاك، بلاك"، بدل شعار فرنسا الرسمي والشعبي "سود، بيض، عرب".

كثيرون ممن شاهدوا انفعال الرئيس فرانسوا هولاند في الملعب، وهو يرى اللاعب الفذّ غريزمان، يهزم الشباك الألمانية مرتين، لاحظوا أنه يرى في خطف الفرنسيين للكأس الأوروبية، في بطولة تقام على أرض فرنسية، ضرورةً لا بد منها. وهذا ما عبر عنه، اليوم الأحد، في صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، حين أكَّد أن "فرنسا في حاجة إلى أن تتوحد".


ورأى هولاند في الفريق الفرنسي "فريقاً لكل الفرنسيين"، ولهذا "يجب علينا ألا نتحدث عن أصول اللاعبين، وعن لون بشرتهم. التقدم الذي حدث في فرنسا يتجلى في أننا لم نعُد بحاجة إلى الحديث عن سود وبيض وعرب، كما حدث سنة 1998، فرنسا أصبحت مختلطة، وهذا واقعٌ".


ونوّه هولاند بخطاب اللاعب الألماني ذي الأصول التركية، أوزيل، الذي هنّأ الفرنسيين بالفوز، والذي وجّه، رغم حزنه على هزيمة بلاده، الشكر لفرنسا. وطمأن فرانسوا هولاند الفرنسيين بأن فرنسا محل إعجاب وحبّ من العالم، ولهذا يتوجب عليهم أن يُحبّوا بلادهم. وكشف أنه "حتى في قمة الناتو (حلف شمال الأطلسي)، التي عدتُ منها، الجميع حدثني عن اليورو-2016، وعن لاعبي الفريق الوطني".


واستحضر الرئيس هولاند اعتداءات 13 نوفمبر/تشرين الثاني، وقال إن الفريق تأثر جداً بما حدث. ولكن الشعب "توحّد لحظة الاعتداءات"، وقال: "لقد توحدنا في المآسي، وكنا في حاجة ماسّة كي نلتقي في الفرح، وكي نلتقي جميعا". واستدرك الرئيس فرانسوا هولاند، وهو يعلم أن لا أحد سيصدقه، بأنه رغم دعمه للفريق الوطني، ورغم حضوره كل مبارياته، إلا أنه "لا يريد أن يستخدم الرياضة في السياسة"، لأن الأمر، كما شرحه: "ليس جيّدا لا للرياضة ولا للسياسة".


ورغم كل شيء، فالرئيس فرانسوا هولاند يراهن، بقوة، على فوز الفريق الوطني، لأن فرنسا التي فرّقتها كثير من المواقف والصراعات الاجتماعية، "في حاجة إلى أن تنتصر".