ووسط مخاوف من تسييس التظاهرات ومحاولات إفشالها، يؤكد ناشطون أنه تم تأجيل التظاهرات حتى إشعار آخر، ويتم التنسيق لإطلاقها مجدداً.
من جهة أخرى، نظم تيار الحكمة المعارض الأسبوع الماضي تظاهرة في البصرة، أراد منها إظهار حجم الدعم الشعبي لتوجهه المعارض.
وبحسب الناشط المدني ماجد التميمي، فإنّ "الوضع في محافظة البصرة بعد تظاهرات تيار الحكمة المعارض غير مستقر، وهناك مخاوف من تجددها في وقت آخر"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنسيقية تظاهرات البصرة أرادت أن تنظم تظاهرات يوم السبت حتى لا تختلط بتظاهرات الحكمة التي خرجت يوم الجمعة، لكنها فضلت تأجيل التظاهرات إلى وقت آخر غير معلن.
وأشار إلى أن "هناك محاولات لتسييس التظاهرات، وخلطها بتظاهرات الحكمة، ومن ثم تسويفها، لذا أصبح من المهم جداً الحفاظ على شعبية التظاهرات وقطع الطريق أمام تلك المحاولات للتسييس"، مؤكداً: "تُجرى حالياً مداولات بين قادة التظاهرات لترتيب موعد جديد لعودتها، وخاصة أنّ الحكومة لم تحقق أياً من مطالب المتظاهرين المشروعة". وشدد على أنّ "التظاهرات ستستمر حتى تحقيق أهدافها".
ومع تأجيل التظاهرات الشعبية، بدأت الحكومة من جهتها حراكاً لمحاولة وقفها. وقال مسؤول محلّي في البصرة، إنّ "الحكومة بدأت بإجراء اتصالات ومع أطراف سياسية في المحافظة للتواصل مع ناشطي التظاهرات، ومحاولة إقناعهم بعدم التظاهر مجدداً".
وأكد المسؤول لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحكومة تحاول إقناع المتظاهرين بانتظار تحقيق الوعود، وأنّها بصدد وضع خطة زمنية لتحقيق المطالب"، مبيناً أنّ "الاتصالات لم تثمر عن أي نتائج بعد".
وتواصل وحدات أمنية انتشارها المكثف في المحافظة، وتحديداً في المناطق والساحات التي يقصدها المتظاهرون. ووفقاً لضابط في قيادة عمليات البصرة، فإنّ "الخطة الأمنية التي طبقت منذ الأسبوع الماضي، التي سبقت تظاهرات تيار الحكمة، ما زالت سارية المفعول في المحافظة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "الانتشار الأمني يهدف إلى حماية المتظاهرين وتأمين المحافظة من أي إرباك أو استهداف أمني، وأنها لا تهدف إلى منع التظاهرات".
وأكد أنّ الساحات التي يقصدها المتظاهرون تحظى بحماية أمنية مشددة، مبيناً أنّ القيادات الأمنية لا تتعامل مع ملف التظاهرات سياسياً، بقدر تحملها مسؤولياتها الأمنية.