وأدى الآلاف من الفلسطينيين صلاة الفجر في ساحات المسجد الأقصى، وسط هتافات التكبير.
وقال مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني لـ"العربي الجديد": "إن فجراً جديداً أطل على الأقصى اليوم بعودة مصليه إليه، وسط أجواء عارمة من الفرح عمّت أوساط المصلين الذين ما إن فتحت الأبواب حتى تدفقوا بالآلاف إلى ساحاته ساجدين شاكرين"، واصفاً المشهد بأنه "مؤثر جداً. وهي لحظة تاريخية لا تُنسى تؤكد مدى ارتباط أهل بيت المقدس بمسجدهم".
Twitter Post
|
وشاركت الصيداوي عشرات النساء في صلاة شكر داخل ساحات الأقصى، ثم انضممن إلى مسيرة الآلاف داخل المسجد حتى وصل المشاركون فيها إلى المسجد القبلي ليشاركوا في أول صلاة فجر لهم بالمسجد منذ نحو شهرين ونصف.
وقدّر مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، أعداد المشاركين في صلاة فجر اليوم، بنحو أربعة آلاف مصلٍّ، علماً أن حواجز الاحتلال التي انتشرت على أبواب البلدة القديمة وعند أبواب الأقصى حالت دون تمكن المئات من الوصول إلى البلدة القديمة من القدس.
وخلال المسيرة التي جابت ساحات المسجد الأقصى، اعتقل أفراد من شرطة الاحتلال المقدسية رائدة سعيدة قرب باب المغاربة، أحد أبواب الأقصى، واعتُقل أيضاً الناشط المقدسي عنان نجيب، الذي كان قد صدر الأسبوع الماضي أمر بإبعاده عن القدس لمدة ستة أشهر.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب إيهاب أبو اسنينة، في وقت كان جنود الاحتلال يقتحمون فيه منزل المواطن المقدسي بسام أبو صبيح لاعتقال نجله طارق أبو صبيح، الحارس في المسجد الأقصى، وتركوا له ورقة استدعاء للتحقيق.
وفي وقت لاحق اعتقلت قوات الاحتلال من داخل ساحات الأقصى المصورة الصحافية سندس عويس خلال تصويرها اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد، التي بدأت منذ صباح اليوم الأحد، رغم إبراز عويس بطاقة تعريف بمهنتها. وأفرجت قوات الاحتلال بعد وقت قصير عن عويس بشرط الإبعاد عن الأقصى لمدة أسبوع والحضور للتحقيق مجدداً لإمكانية تمديد قرار الإبعاد، فيما اعتقلت قوات الاحتلال مدير نادي الأسير في القدس ناصر قوس، واقتادته إلى أحد مراكزها القريبة من المسجد الأقصى.
وفي وقت لاحق من صباح اليوم، اقتحم العشرات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال التي استبقت ذلك بإخلاء الساحة المقابلة للمسجد القبلي من عشرات النسوة.
وقال أحد حراس الأقصى (فضل عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، "إن نحو 80 مستوطناً شاركوا في دفعة الاقتحام الأولى للمسجد الأقصى بمرافقة شرطية خاصة، فيما تتجمع مجموعات أخرى في ساحة البراق في انتظار أن يسمح لها بالاقتحام".
واتخذت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بالتعاون مع فرق إسنادية من الهلال الأحمر الفلسطيني ومن سدنة الأقصى وحراسه، تدابير صحية مشددة للوقاية من فيروس كورونا، ومن ذلك الطلب من المصلين إحضار سجاجيد الصلاة معهم، وارتداء الكمامات، بالإضافة إلى ترك مسافة بين كل مصلٍّ تراوح ما بين متر إلى مترين، فيما تطوع شبان من البلدة القديمة في القدس بغسل الشوارع المحيطة بأبواب الأقصى بالمياه والمعقمات، وهو ما حدث من قبل، من تعقيم لساحات الأقصى ومصلياته.