أكد المدعي العام الفرنسي، فرنسوا مولان، أن المشتبه به في هجوم مرسيليا قدم لشرطة ليون جواز سفر تونسيّاً، عندما أوقفته قبل يومين من الهجوم، دون اتهامه بصفة قطعية بتنفيذ العملية.
وأثار خبر الاشتباه في تونسي استياء لدى الرأي العام الوطني، خشية تداعيات هذا الخبر على صورة البلاد وسمعتها التي بدأت تتعافى بتحسن الوضع الأمني، كما يُخشى من تأثيراتها على السياحة التونسية.
وصنفت الشرطة الفرنسية الحادث أنه "هجوم إرهابي"، كما أكدت أنها أطلقت النار على الإرهابي وأردته قتيلاً، معلنة أن عملية الطعن التي حدثت، الأحد الفائت، أسفرت عن مقتل امرأتين في محطة القطارات الرئيسية في مدينة مرسيليا.
وقال مولان في مؤتمر صحافي، إن بيانات المشتبه به ظهرت على قاعدة معلومات جنائية، وإنه كان يستخدم سبع هويات مختلفة، فيما لم تكن أي منها على قائمة مكافحة الإرهاب الفرنسية.
وأضاف، أن إحدى الهويات تفيد أن اسم المشتبه به "أحمد هـ". مولود في تونس عام 1987، وأن السلطات الفرنسية تحاول التحقق من صحة جواز السفر التونسي ومن اسمه الحقيقي. وقال مولان، إن المشتبه به أبلغ الشرطة أنه يقيم في ليون وأنه مشرّد بلا مأوى ومطلّق ومدمن مخدِّرات.
وقال المحلل السياسي، نور الدين المباركي، إنه يجب التدقيق والتثبت قبل تداول خبر اتهام تونسي في عملية مرسيليا، مبيناً، أن المدعي العام الفرنسي لم يقل، إن المشتبه به في عملية مرسيليا تونسي، بل قال، إنه استظهر جواز سفر تونسياً. وأضاف أنه في خبر سابق قالت صحيفة "ليبيراسيون"، إن المشتبه به لديه 7 هويات يتنقل بها، ولم تجزم أن المنفذ تونسي الجنسية، محذراً من مغبة تداعيات هذا الأمر على السياحة التونسية التي عرفت انتعاشاً طفيفاً أخيراً بسبب تحسن الوضع الأمني.
وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد تبنى عملية الطعن في مرسيليا جنوبي فرنسا، حسب ما نقلت وكالات للأنباء استناداً إلى ما نشرته "وكالة أعماق الإخبارية التابعة للتنظيم، ولما تناقلته صفحات موالين للتنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي، وجاء في بيان التنظيم تبنيه لهجوم مرسيليا، مدعياً أن منفذ عملية الطعن أحد عناصره، ونفذ العملية "استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" الدولي على حد تعبيره.
ووقع الهجوم أمام محطة "سان شارل" للقطارات وسط مرسيليا، وأفاد مصدر قريب من التحقيق أن المهاجم هتف "الله أكبر" قبل أن يقدم على ذبح امرأة وطعن أخرى. والمتهم معروف لدى الأجهزة الأمنية على خلفية ارتكاب جرائم متفرقة.
وكان مدعي مرسيليا أكد أن المهاجم تمت تصفيته برصاص جنود ينتمون إلى قوة "سانتينيل" الخاصة، المكلفة حمايةَ المواقع الحساسة بعد اعتداءات يناير/ كانون الثاني 2015 في باريس، كما أعلن أن القتيلتين في الـ17 والـ20 من العمر.
وفي سياق متصل، علق الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على الاعتداء في تغريدة على تويتر، أعرب فيها عن "سخط عميق جراء هذا العمل الهمجي، مشيداً بعسكريي عملية سانتينيل والشرطيين الذين تحركوا برباطة جأش وفعالية".