وزار نواب كتلة "الائتلاف الوطني" والقيادة المستقبلية لحزب الشاهد عدداً من جهات ومحافظات البلاد، إيذاناً بميلاد المشروع السياسي الجديد الذي يُفترض الاعلان عنه أواخر شهر يناير/كانون الثاني الحالي.
وسيكون الإعلان عن المشروع في ندوة وطنية حاسمة، بحسب ما أكد رئيس كتلة الائتلاف الوطني، مصطفى بن أحمد لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن الاستشارة انطلقت من القواعد ومن المحليات التي ناقشت الرؤى والتصورات، في انتظار الحسم في الندوة التي سيتم فيها تتويج الندوات الجهوية وإعلان اسم الحزب والإفصاح عن قيادته المركزية التأسيسية.
وعن خزان "نداء تونس" الانتخابي وتسميته، لفت مصطفى بن أحمد إلى أن النقاشات لا تزال دائرة حول الربط بالرصيد الهام لحزب "نداء تونس" وبين من يرى ربطه باسم الكتلة البرلمانية، مبيناً أن الحزب لا يقتصر على قواعد "نداء تونس" أو المستقيلين منه فقط، بل يضم شخصيات تقدمية من دستوريين وآفاق تونس وحزب المبادرة.
من جهته، أكد وليد جلاد، النائب في كتلة "الائتلاف الوطني" والقيادي البارز في الحزب السياسي الجديد لـ"العربي الجديد"، أن "المشروع" السياسي الجديد عقد عدداً من اللقاءات والندوات والمحادثات مع شخصيات سياسية، وسيتحول إلى مشروع سياسي جماهيري شامل وجامع للعائلة الديمقراطية والتقدمية والوسطية.
وأضاف أن المشروع يضم منتمين لـ"آفاق تونس" وحزب "المبادرة" ودستوريين ومستقيلين من "النداء" ومشروع تونس ومن قيادات محلية ومستشارين بلديين.
ونفى جلاد ما يقال حول السطو على "نداء تونس" وقواعده، مشيراً إلى أن "النداء" انهار بسبب حوكمته وقيادته، حافظ قايد السبسي، الذي استولى على الحزب مستغلاً رمزية والده كمؤسس للحزب ورئيس للبلاد.
وبيّن أن المشروع السياسي الجديد سيتفادى الأخطاء التي ارتكبها "نداء تونس"، ولن يكون حزباً مبنياً على شخص، بل سيستمد قوته من هياكله ومؤسساته، مذكّراً أنه عاش مع القيادات الحالية عدداً من التجارب الفاشلة كبديل لحزب "نداء تونس"، لذلك سيكون الحزب الجديد مستمداً لشرعيته من هياكله، وكتلة "الائتلاف الوطني" من أبرزها.
ولفت جلاد إلى أن الهدف ليس انتخابات الرئاسة المقبلة، حيث لم يتم التطرق إلى ترشيح يوسف الشاهد للرئاسيات في 2019، مؤكداً أن الانكباب اليوم على تكوين كتلة برلمانية قوية تفوز بأغلبية المقاعد في التشريعية المقبلة تكون منافساً أول لحزب "النهضة" ومن دون تحالف معها حتى تتمكن من الحكم بمفردها، مشيراً إلى أن انهيار حزب "نداء تونس" ضاعف مسؤولية المشروع الجديد المسؤول عن خلق التوازن في المشهد السياسي.
وعلى المقلب الآخر، حذر القيادي في حزب "نداء تونس" المنجي الحرباوي، في تدوينة على صفحته على موقع "فيسبوك" كل من يحضر في ما اعتبرها "اجتماعات موازية" باسم حركة "نداء تونس"، من منعهم من المشاركة في المؤتمر المقبل للحركة.
ولفت الحرباوي إلى أن "من اختار الالتحاق بأي وجهة سياسية جديدة، فله ذلك، ولكن لا يقبل نداء تونس بسياسة البقاء هنا وهناك"، مشيراً إلى أن "أبناء الحزب وأنصاره ومناضليه وقواعده الصادقة المؤمنة بمشروع نداء تونس الحضاري وبرنامجه المستقبلي، لن تغادره لأي سبب من الأسباب".
ورأى الحرباوي لـ"العربي الجديد" أن المشروع السياسي الجديد ليوسف الشاهد "يحاول السطو على اسم نداء تونس ورصيده الشعبي وخزانه الانتخابي، من خلال دعوة نوابه في كتلة الائتلاف إلى اجتماعات موازية تحت غطاء إصلاح حزب نداء تونس، ومن ثمة يتم استقطاب مناضليه في ممارسات مفضوحة"، مشدداً على أن "التجارب السابقة من أحزاب أرادت بناء مشاريعها على رصيد نداء تونس باءت جميعها بالفشل".