ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الأردن يتعرض لضغوط أميركية سعودية مكثفة، للموافقة على توطين اللاجئين الفلسطينيين، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لصالح الرياض.
وفي تقرير نشره موقعها مساء أمس، نوهت الصحيفة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمارس، منذ أشهر، ضغوطا على الأردن، للموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني في أراضيه، والتنازل عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس لصالح نظام الحكم السعودي، أو على الأقل تقاسمها معه.
ولفتت إلى أن هذه الضغوط، التي تمارسها أيضا السعودية، مقترنة بتهديدات بفرض عقوبات اقتصادية في حال واصلت عمان الرفض، وإغراءات بمساعدات كبيرة في حال استجابت للطلب الأميركي السعودي.
ولفتت الصحيفة إلى أن كلا من الولايات المتحدة والسعودية تستغلان التحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الأردن، والمتمثلة في دين يبلغ 40 مليار دولار.
وقال نداف شرغاي، معدّ التقرير، إن السعودية أبلغت الأردن بأن شرطها لمواصلة الوفاء بالتزاماتها المالية، التي تقررت في مؤتمر الدول المانحة الذي نظم في لندن مؤخرا، يتوقف على موافقته على تقاسم صلاحية إدارة الأماكن المقدسة في القدس.
وحسب شرغاي، فإن الولايات المتحدة التي تقدم سنويا للأردن مليارا ونصف المليار دولار، تحاول توظيف اعتماد المملكة على هذا الدعم وتطالبها بالموافقة على توطين مليون لاجئ فلسطيني، منوها إلى أن هذه الضغوط تأتي في إطار سعي إدارة ترامب إلى تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأشار إلى أن إدارة ترامب أقدمت على عدة خطوات بهدف تصفية قضية اللاجئين، ضمنها وقف تمويل منظمة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"(أونروا)، بزعم أن هذه المنظمة تعمل على إبقاء قضية اللاجئين حية.
ولفت إلى أن إدارة ترامب عرضت على الأردن 45 مليار دولار، بشرط الموافقة على توطين اللاجئين، وتقاسم صلاحيات الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس مع السعودية.
وأوضحت أن إدارة ترامب عمدت إلى إغراء نظام الحكم السعودي بالاستنفار لمساعدته في دفع الخطة التي بلورتها الإدارة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المعروفة بـ"صفقة القرن"، من خلال الوعد بمنحه الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس بعد نزعها من الأردن.
ولفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل غير متحمسة لموقف إدارة ترامب والسعودية من الإشراف الأردني على الأماكن المقدسة، على اعتبار أنها تخشى أن يفضي تنازل عمان عن هذه الأماكن إلى المساس باستقرار نظام الحكم في السعودية.
وأوضحت الصحيفة أن الضغوط التي تمارسها كل من السعودية والولايات المتحدة دفعت نظام الحكم في عمان إلى تعزيز علاقته بتركيا والمغرب والسلطة الفلسطينية.
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي حصل فيه الأردن على دعم علني واضح من ملك المغرب محمد السادس لتواصل الإشراف الأردني على الأماكن المقدسة، فإن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض منح عمان مثل هذا الدعم.
وحسب الصحيفة، فإن قرار حل الكنيست الإسرائيلي وإجراء انتخابات جديدة مثل أخبارا جيدة للأردن، على اعتبار أن هذا التطور يمنح نظام الحكم الملكي المزيد من الوقت لمحاولة التملص من الضغوط الأميركية، على اعتبار أن إدارة ترامب لا يمكن أن تطرح "صفقة القرن" قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.