الأكراد يرفضون الانسحاب من مناطق سيطروا عليها شمال العراق

27 مارس 2017
الحكومة تتحاشى فتح الملف إلى ما بعد "داعش"(حميد حسين/الأناضول)
+ الخط -
رفضت قيادات عسكرية كردية، اليوم الاثنين، دعوات للانسحاب من مناطق وبلدات داخل محافظة نينوى وعاصمتها المحلية الموصل، كانت قد استولت عليها قوات البشمركة مع بدء الهجوم البري الذي أطلقته بغداد، بدعم من واشنطن، لتحريرها من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويأتي الإعلان الجديد الرافض للانسحاب بعد يومين من مطالبة زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، جميع القوات غير النظامية الانسحاب من المناطق المحررة وترك مهمة بسط السيطرة وفرض النظام للجيش العراقي الرسمي.

 

وقال كمال كركوكي، القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" الذي يقوده مسعود البارزاني، وأحد قادة قوات البشمركة، في كلمه له نقلتها وسائل إعلام كردية، ترجم "العربي الجديد" مقتطفات منها: "لا نريد قتال أحد، لكن بمقدورنا دحر من يهاجمنا".

 


من جانبه، قال القيادي بحزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" والمشرف على البشمركة في كركوك، جعفر شيخ مصطفى، إن "المناطق التي حررتها قوات البشمركة لم تعد مناطق متنازع عليها، ولن نرضى بتسليمها لأية جهة. ضحينا بدمائنا لأجلها، ومستعدون للتضحية في سبيلها إزاء أي جهة تأتي لقتالنا".

 

ويرفض المسؤولون الأكراد، بمن فيهم مسعود البارزاني، رئيس الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه مستقل عن بغداد، الانسحاب من الأراضي التي انتزعتها قواتهم من "داعش"، إذ سبق أن أعلن أكثر من مسؤول رفيع أنها باتت ضمن الحدود الإدارية للإقليم.

 

ولا يستبعد قادة إقليم كردستان أن تحدث مشاكل بينهم وبين مليشيات "الحشد الشعبي" بعد انتهاء الحرب ضد "داعش"، حيث تنشر فصائل من تلك المليشيات قواتها على مقربة من قوات البشمركة بعدد من المناطق، وسبق أن وقعت اشتباكات بين الطرفين في بلدة طوزخورماتو، شمال بغداد، وأسفرت عن قتلى وجرحى.

 

الحكومة العراقية من جانبها، ما زالت تلتزم الصمت حيل نحو 20 ألف كلم من الأراضي التي سيطر عليها الأكراد في كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين، إلا أن مسؤولا عراقيا في العاصمة بغداد أكد أن "موقف الحكومة ثابت، وهو العودة إلى حدود ما قبل العاشر من يونيو/ حزيران 2014، وهناك ضمانات أميركية لثني الأكراد عن موقفهم".

واعتبر المسؤول العراقي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "فتح الملف في وقت المعركة مع داعش غير صحيح"، وفقا لقوله.

 

ويتهم القادة الكرد مليشيات "الحشد الشعبي" بالعمل وفق أجندات إيرانية لخلق مشاكل لإقليم كردستان، كنوع من الضغط لثنيه عن إجراء استفتاء الانفصال عن العراق، هذا فيما يتمسك الإقليم بشدة بالمضي بموضوع الاستفتاء.

 

وبهذا الخصوص، صرح رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، نيجرفان البارزاني، لصحيفة أميركية أخيرا، أن "الاستفتاء سيُجرى خلال العام الحالي 2017، لكن ظهور النتائج إن كانت لصالح تأسيس دولة مستقلة لا يعني الإعلان المباشر للانفصال".

 

وكان زعيم "التيار الصدري" قد دعا، في كلمة ألقاها الجمعة الماضي، إلى "سحب كافة القوات الأجنبية والمحلية من المناطق التي يتم تحريرها من مسلحي داعش"، بما فيها قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق.