اتساع رقعة التظاهرات العراقية: تصعيد ببغداد وذي قار والكوفة تنضم لمدن الحراك
وقال مسؤولون محليون وشهود عيان في بغداد، إن التظاهرات تتركز حالياً في ساحتي الطيران والتحرير ومحيط جامع الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقرب كراج النهضة، إضافة إلى الحسينية وسبع البور والتاجي والزعفرانية والشعب وبشكل متفاوت من حيث عدد المتظاهرين وطبيعة الشعارات والمواجهات مع قوات الأمن.
ووفقا لشهود عيان، فقد تم اعتقال العشرات، بينما سجل مقتل ما لا يقل عن 6 متظاهرين جدد وإصابة العشرات، بعضهم تعرضوا للدهس بسيارات قوات مكافحة الشغب وقوات مجهولة ترتدي الزي الأسود وملتحية قامت بضرب المتظاهرين وإطلاق النار عليهم بشكل مباشر.
وفي ذي قار، جنوبي العراق، أكدت مصادر عراقية في اتصالات هاتفية مع "العربي الجديد"، مقتل وإصابة ما لا يقل عن 60 متظاهراً وعنصر أمن وحرق مقرين حزبيين ومكتب لنائب بالبرلمان عن تحالف "الفتح"، وسط استمرار التظاهرات حتى التاسعة من مساء اليوم في مناطق عدة من المحافظة، أبرزها الناصرية الشطرة وقلعة سكر وساحة الحبوبي والصالحية والشامية.
وفي النجف تؤكد الأنباء الواردة من هناك مقتل متظاهرين اثنين وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين خلال تظاهرات تصدت لها بعنف قوات الأمن في ساحة ثورة العشرين، مع إغلاق كامل للطرق الرئيسة المؤدية للعتبات المقدسة والمدينة القديمة في النجف مع انضمام مدينة الكوفة إلى حراك المدن بتظاهرات شارك فيها بضع مئات من المواطنين وسط وانتشار أمني كثيف.
وفي محافظة ميسان، أكدت مصادر محلية فض تظاهرات في مناطق عدة من العمارة والكحلاء، دون تسجيل أي خسائر، بالتزامن مع اجتماع موسع لم ينته لأعيان وشيوخ العشائر في المحافظة وسط هدوء نسبي.
وفي البصرة، كثفت قوات الجيش وجودها في شوارع أم قصر والزبير وشط العرب والتنومة ومركز المحافظة وقرب مقرات حكومية مختلفة مع حملة اعتقالات طاولت عددا من الناشطين.
وفي كربلاء، ما زالت قوات الأمن تقطع عدداً من الطرق الرئيسة وسط ملاحقة مواطنين اعتبروا أنهم من دعاة التظاهرات، التي انطلقت عصر اليوم في شارع التربية، وسط كربلاء. بينما لم تشهد المثنى وعاصمتها السماوة أي أعمال عنف رغم تنظيم تظاهرة استمرت لأكثر من ساعة واحدة عصر اليوم.
وفي بابل، قال عضو في مجلس مدينة الحلة، العاصمة المحلية للمحافظة، لـ"العربي الجديد"، إن قوات "سوات" نفذت عمليات طاولت ناشطين وأعضاء في التيار المدني وأطلقت سراح بعضهم بعد أخذ تعهدات منهم بعدم التظاهر أو الدعوة للتظاهر.
إلى ذلك، قالت مصادر طبية في بغداد لـ"العربي الجديد"، إن عدد الضحايا الكلي قد يرتفع إلى 40 قتيلاً وأكثر من 1200 جريح، تتصدر عدد الضحايا بغداد وذي قار، وبحسب المصادر ذاتها فإن عمليات اعتقال تمت في مستشفيات عدة من بغداد من قبل قوات أمن عراقية استهدفت الجرحى.
توقعات بدخول الصدر على خط التظاهرات
ولم يستبعد عضو التيار المدني علي اللامي، دخول التيار الصدري على خط التظاهرات سواء بالمشاركة أو التأييد لها بشكل مباشر وعلني.
وأوضح اللامي لـ"العربي الجديد"، أن سقوط هذا العدد من الضحايا في أقل من ثلاثة أيام يتطلب موقفاً من القوى السياسية كافة.
وأكد أن الساعات المقبلة قد تشهد هدوءا بسبب وحشية تعامل أجهزة الأمن مع المتظاهرين منذ ظهر اليوم، لكن يبقى يوم الجمعة فيصلاً في مسار هذه التظاهرات، كاشفاً عن مخاوف من قطع السلطات شبكة الهاتف المحمول في بغداد أيضاً.