ساعات حاسمة أمام مفاوضات بريكست... واتفاق في مرمى النظر

13 نوفمبر 2018
ماي قد تواجه الهزيمة بالتصويت على التعديل(إيمانويل داناند/فرانس برس)
+ الخط -
قال نائب رئيسة الوزراء البريطانية، ديفيد ليدنغتون، إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بريكست خلال 48 ساعة بما يسمح بالدعوة إلى قمة أوروبية طارئة نهاية الشهر الحالي، رغم تحذيره أن التقدم في المفاوضات ليس بالنهائي.

وأضاف ليدنغتون، في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن "فريقَي التفاوض قد عملا لساعات متأخرة، من مساء أمس، وأصبح الاتفاق النهائي في مرمى البصر، ولكن لا تزال هناك مسائل عدّة بحاجة للتوضيح، ومنها آلية تحدد طريقة خروج بريطانيا من خطة المساندة".

ويصر مؤيدو بريكست في الحكومة البريطانية على أن تشمل خطة المساندة على آلية تسمح لبريطانيا بالخروج بشكل أحادي من التسوية الجمركية المؤقتة (خطة المساندة) والتي يتم التفاوض عليها حالياً، لتجنب الحدود الصلبة في الجزيرة الإيرلندية.

وأكد ليدنغتون أن "المفاوضات حققت تقدماً ملحوظاً في القضايا العالقة، وأنها تقترب من نهايتها"، ولكنه شدد في المقابل على "ضرورة أن تكون خطة المساندة مؤقتة وليست دائمة".

وقال "لسنا هناك بعد. كانت هذه المفاوضات دائماً صعبة جداً، وشديدة التعقيد، ولكننا نقترب جداً من إدراك نهايتها الآن". وأضاف "ولكن كما قالت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، لن تكون صفقة بأي ثمن. يجب أن تكون صفقة تناسبنا ويمكنها أن تحقق نتيجة الاستفتاء، ولهذا نقول بضرورة عدم التسرع".

ولم ينفِ ليدنغتون أن يكون يوم غد الأربعاء المهلة الأقصى للدعوة إلى قمة أوروبية طارئة، وأكد على أهمية هذا الموعد. وقال "في حال لم يتم الاتفاق خلال اليومين المقبلين، ستضطر الحكومة البريطانية إلى تفعيل خططها الاحتياطية لسيناريو الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وهو ما سيكلف بريطانيا مئات الملايين من الجنيهات".

وكانت ماي قد قالت في كلمة لها في حفل في مدينة لندن، مساء أمس، إن "هناك قضايا رئيسية لا تزال عالقة بين الجانبين، وأن حكومتها لن تناقش بريكست في اجتماعها الأسبوعي يوم الثلاثاء".

وأضافت "نعمل بجهد كبير وطيلة الليل لتحقيق تقدم في القضايا الرئيسية العالقة في اتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. كلا الجانبين يريد التوصل إلى اتفاق ولكن المفاوضات شديدة الصعوبة".

إلا أنّ وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون وصف التأخير في حسم المفاوضات بأنه "مدبر".

وقال في تغريدة له على "تويتر"، "لا يمكن خداع أحد بهذا التأجيل المدبر. سيتم التوصل إلى اتفاق وسيكون استسلاماً من قبل بريطانيا. وسيفرض علينا البقاء في اتحاد جمركي تحت سيطرة بروكسل التنظيمية. لم يصوت الشعب لأن نكون كمستعمرة".

من جهته، تقدم حزب "العمال" بتعديل قانوني في البرلمان يطالب حكومة ماي بنشر النص الكامل للاستشارة القانونية التي تعتمد عليها الحكومة حيال خطة المساندة، وليكون ذلك قبل التصويت على صفقة بريكست.

وقال وزير بريكست العمالي، كير ستارمر، "لا يمكن للحكومة عملياً أن تتقدم بصفقة بريكست للبرلمان من دون أن تكشف عن الاستشارة القانونية حول ما تم الاتفاق عليه. في مثل هذه المرحلة الحرجة لا يمكن أن يظل النواب في الظلام، كما لا يمكن دفع البرلمان لاتخاذ قرار من دون توضيح كافة الحقائق".

وهو ما أيده أيضاً حزب الاتحاد الديمقراطي الإيرلندي، حليف ماي في البرلمان، إضافة إلى عدد من نواب المحافظين المؤيدين للاتحاد الأوروبي، مما يعني أن ماي قد تواجه الهزيمة في التصويت على التعديل، وبالتالي تُجبر على نشر الاستشارة القانونية.

ولكن مجموعة الأبحاث الأوروبية المؤيدة بشدة لبريكست، تقدمت بتعديل على الطرح العمالي، يطالب حكومة ماي بنشر ملخص الاستشارة القانونية بدلاً من النص الكامل. وسيكون من الصعب على الحكومة رفض هذا المقترح نظراً للمعارضة التي تواجهها في البرلمان.


خلافات داخل الأحزاب

ولا يبدو أن الساعات الأخيرة من مفاوضات بريكست قد ألقت بوطئها على الحزب الحاكم فقط، فقد ظهرت خلافات في قيادات حزب "العمال" عندما خالف ستارمر تصريحات كان قد خرج بها زعيم الحزب جيرمي كوربن باستحالة وقف بريكست.

وكان كوربن قد قال لصحيفة ألمانية، الأسبوع الماضي، إنه لا يمكن وقف بريكست "لقد حصل الاستفتاء. وتم تفعيل المادة 50. ما يمكننا فعله هو إدراك الأسباب التي دفعت الناس للتصويت لصالح بريكست".

إلا أن ستارمر، وهو وزير بريكست في حكومة الظل التي يرأسها كوربن، قال يوم أمس إن "حزب العمال يمتلك موقفاً واضحاً، أنه في حال فشل تمرير الصفقة في البرلمان وعدم الدعوة إلى انتخابات عامة بعد ذلك، فإن كافة الخيارات ستكون على الطاولة، بما فيها خيار الاستفتاء الشعبي. لقد وافق كوربن وكامل حزب العمال على هذه السياسة".

وعاد ليقول لهيئة الإذاعة البريطانية اليوم "لم يقم كوربن أو أي أحد آخر بتغيير هذا الموقف، وهذا هو موقف حزب العمال. لن أدعي عدم وجود وجهات نظر مختلفة داخل حزب العمال. ولكن عملنا بجهد للتوصل إلى أرضية مشتركة".

وينتظر من الحكومة البريطانية أن تتقدم بصفقة بريكست للبرلمان ومنح الوقت الكافي لمناقشتها والتصويت عليها. وفي حال رفض الصفقة تحذر ماي من الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، بينما تضغط المعارضة البرلمانية للتوجه لانتخابات عامة أو التوجه لاستفتاء شعبي ثان على نتيجة المفاوضات.

المساهمون