إيران ترفض أي تحالف بحري في الخليج: "شعارات ظاهرية" ومشاركة إسرائيل عبثية

14 اغسطس 2019
إيران مستعدة للحفاظ على أمن الخليج (Getty)
+ الخط -
جدّدت السلطات الإيرانية، اليوم الأربعاء، رفضها لأي تحالف بحري عسكري في الخليج وبحر عُمان، معتبرة أن المحاولات الأميركية في هذا الصدد "شعارات ظاهرية وغير عملية"، وأن السعي الإسرائيلي للمشاركة في هذا التحالف "عبثي وفارغ"، مع التأكيد على أن التفاوض مع الإدارة الأميركية "خدعة وليس حلاً" وأنّ السياسات الأميركية في المنطقة "زادت من نفوذ إيران".

ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال اجتماعٍ لحكومته اليوم، المساعي الأميركية لتشكيل تحالف بحري عسكري في المنطقة لمواجهة بلاده بأنها "مجرد شعارات ظاهرية وغير عملية"، قائلاً إنه "في حال تم تطبيق أي مقدار من هذه الشعارات فلن يقدم ذلك أدنى دعم للأمن الإقليمي".

وخاطب روحاني دول الشاطئ في الخليج، ليعلن عن استعداد بلاده لـ"الحفاظ على أمن المنطقة إلى جانب الدول المطلة على الخليج التاريخي"، مشدداً على أنّ "الأمن والاستقرار في هذه المنطقة ليسا بحاجة إلى قوات أجنبية".

وأضاف روحاني أن دول المنطقة "بإمكانها من خلال الوحدة والانسجام والحوار توفير الأمن في المنطقة"، مشيراً إلى أن "المزاعم والتصرفات الأميركية لن تعود بأي فائدة لهذه الدول".


وأعلن روحاني عن استعداد إيران لـ"إقامة علاقات صداقة وأخوة مع جميع الدول الإسلامية وخصوصاً الجيران"، معتبراً أن "القوى الكبرى وخاصة أميركا تهدف من خلال تصرفاتها في هذه المنطقة إلى بث الفرقة والخلاف وتفريغ خزائن الدول الإسلامية والمنطقة".

وأكّد الرئيس الإيراني أنّ واشنطن "مارست آخر ضغوطها وهي لم تكن مؤثرة"، معتبراً أن "أميركا فشلت في الحرب السياسية والنفسية والاقتصادية والحقوقية" على إيران.

ووصف الحديث الإسرائيلي حول المشاركة في أمن المنطقة بأنه "فارغ من المضمون"، لافتاً إلى أن "الرد على هذه المزاعم واضح وهو أن الإسرائيليين لو كانوا قادرين على ذلك لضمنوا الأمن لأنفسهم في المكان الذي يوجدون فيه".

وأضاف روحاني أن "الإسرائيليين أينما وجدوا بثوا الفوضى والقتل والدمار والاغتيال"، قائلاً إن "الصهاينة والكيان الإسرائيلي الغاصب هم مصدر الإرهاب والحرب والدمار في المنطقة".

وعلى صعيد تطورات الاتفاق النووي، هدّد روحاني بأن بلاده "ستنفذ حتماً المرحلة الثالثة لتقليص تعهداتها لنووية في حال لم تتوصل إلى نتيجة (مع بقية أطراف الاتفاق) مع نهاية مهلة الستين يوماً الثانية".

وكشف روحاني أنّ إيران "ستمنح بعد تنفيذ هذه المرحلة مهلة ستين يوماً أخرى"، من دون أن يكشف عن الخطوات التي يمكن أن تتخذها خلال هذه المرحلة، معلناً أن الهدف من ذلك هو "الوصول إلى حل منطقي وصحيح ومتوازن".

وشدد روحاني على "مبدأ التعهد مقابل التعهد"، في سياسة بلاده تجاه الاتفاق النووي، واصفاً التقليص المرحلي للتعهدات بأنه "خطوة ذكية وعاقلة جداً".

وأوضح روحاني أن هذه السياسة جاءت بعد عام من "الصبر الاستراتيجي" وفي إطار "إيجاد الموازنة في التزام بالتعهدات" في الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن بلاده "بدأت بتخفيض تعهداتها لإيجاد حالة التوازن في الالتزام بالتعهدات".

وأوضح "إلى جانب هذه السياسة سنستمر بالمفاوضات (مع الأوروبيين)"، قائلاً "إننا نعتقد دائماً أنه لا ينبغي الهروب من التعامل والتفاوض أبداً"، قبل أن يوضح أنه "يجب أن تكون البيئة مواتية والطرف الآخر يؤمن بالتفاوض لحل القضايا".

ومضى قائلاً إنه "في حال كانت الظروف مناسبة فنحن دائماً نسعى إلى التعامل مع العالم والتفاوض مع الطرف الآخر للوصول إلى أهدافنا".

ولفت روحاني إلى أن طهرن "نشيطة في السياسة الخارجية وتخوض حوارات ومفاوضات مع الدول الجارة وبقية دول العالم لتعزيز العلاقات".

ودعا روحاني إلى "عدم الوقوع في فخ هذه المزاعم والأقاويل"، مؤكداً أن "نهايتها واضحة للجميع".

ومن جهته، قال رئيس مكتب روحاني، محمود واعظي، لوسائل الإعلام على هامش اجتماع الحكومة اليوم، إن الرئيس الإيراني سيشارك في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المزمع عقدها في سبتمبر/أيلول المقبل.

وكشف واعظي أن مباحثات بلاده مع الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق النووي، "أصبحت أكثر جدّية ويمكن التوصل إلى تفاهمات"، من دون أن يكشف عن فحواها، مشيراً إلى أن إيران ستنفذ المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها النووية في السابع من سبتمبر المقبل، في حال لم تتجاوب الأطراف الأوروبية مع المطالب الإيرانية في تسهيل بيع النفط والمعاملات المصرفية.


"الحرس الثوري": التفاوض خدعة وليس حلاً

وعلى صعيد متّصل بالتوتر بين طهران وواشنطن، اعتبر القائد العام لـ"الحرس الثوري الإيراني" حسين سلامي أن "التفاوض أصبح منطقاً منسياً ومنتهياً في أذهان الإيرانيين"، مؤكداً أنّ "أياً من الشعب الإيراني لا يرى في التفاوض سبيلاً للحياة".

وشدّد سلامي على أن "التفاوض هو خدعة وليس حلاً"، قائلاً إنّ الولايات المتحدة الأميركية "تزيد من الضغوط في التفاوض وترفع مطالبها وهي تطلب منا الاستسلام على حساب العزة". وأضاف أن "العدو مخادع ويحاول استعادة هيبته من خلال تخلي الشعب الإيراني عن صموده"، مشيرا إلى أن "هذا الشعب يعلم ذلك جيدا ولا يتجاوب معه والصمود سبيلنا الوحيد".

ولفت سلامي إلى أن بلاده "تحول أي تهديد أميركي لها إلى فرصة"، موضحاً أن "العدو مارس علينا الضغوط الاقتصادية، واهماً أن إيران تستسلم للحرب الاقتصادية"، غير أنه جزم أن إيران "حولت هذا التهديد إلى فرصة للرقي بإنتاجها والابتعاد عن الاقتصاد النفطي".

ومضى سلامي قائلاً إن واشنطن "أرادت إنهاء النفوذ الإيراني في المنطقة، لكن الجميع يعلم أن هذه السياسة أدت إلى زيادة هذا النفوذ".

وأشار القائد العام لـ"الحرس الثوري الإيراني" إلى أن بلاده تمكنت اليوم من "تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الكيان الصهيوني"، قائلاً إن وجود "قوى شعبية" في العراق واليمن "دليل على السياسات الخاطئة للأعداء في مواجهة إيران".