وحذروا أيضاً من أن البدء الفعلي للبناء إن حصل يعني بدء تنفيذ ما يعرف بمخطط "إي 1"، والقدس الكبرى، بما يعنيه السيطرة على قرابة 65 ألف دونم وفصل القدس عن امتدادها الطبيعي.
وكشف رئيس لجنة خدمات تجمع جبل البابا، عطا الله مزارعة، لـ"العربي الجديد" ما يملكه من معلومات حول قرار نتنياهو الأخير وآثاره؛ قائلاً: "إن الوحدات من المخطط لها أن تكون إلى الشمال من التجمع البدوي، وستؤثر على امتداد مدينة القدس الطبيعي، وعلى تواصل الضفة الغربية شمالها بجنوبها، وفي المقابل تواصل جغرافي بين المستوطنات المقامة ومدينة القدس".
وحذر مزارعة من الأثر المباشر على البدو من تنفيذ هذه المخططات؛ مشيراً إلى أنها ستقضي على التجمعات البدوية والنسيج الاجتماعي البدوي، وكذلك الثروة الحيوانية فضلاً عن السيطرة على الأرض، قائلا: "وجودنا هنا حماية للأرض، لن يكون امتداد لمدينة القدس دون هذه المنطقة، سيكون مصيرنا مجهولاً".
وطالب مزارعة خلال المؤتمر الصحافي بإجراءات جدية على الأرض لتعزيز صمود السكان، وكذلك طلب من الإعلام مزيداً من تسليط الضوء على التجمعات البدوية شرقي القدس، وقال: "نريد مواقف علنية أكثر من الحكومة الفلسطينية تجاه ما يجري، ونتمنى أن تتكاتف الجهود الدولية، سابقا كان الاتحاد الأوروبي يقدم لنا المساعدات ولكن اليوم الدور ضعيف جداً لأن السياسة الأميركية تهيمن على الجميع حتى على الاتحاد الأوروبي".
وأشار مزارعة إلى أن الاحتلال يضيق على التجمعات خصوصا خلال السنوات الخمس الماضية حيث تم تنفيذ أكثر من 60 عملية هدم، إضافة إلى الحصار بكل الوسائل ما قلص الثروة الحيوانية وهي عصب حياة المواطن البدوي، مؤكدا "نحن من القبائل الفلسطينية التي هجرت بعد عام 1948 والآن يريد الاحتلال تهجيرنا مرة ثانية، نرفض التهجير القسري ولا تعنينا خطة نتنياهو أو ترامب"، في إشارة لما يعرف باسم "صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
بدوره، قال رئيس بلدية العيزرية، عصام فرعون، خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم قبالة مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي الفلسطينيين إن "بدء بناء الوحدات الاستيطانية سيكون بمثابة بدء تطبيق مخطط إي 1 الاستيطاني، الذي ستتجاوز مساحته 65 ألف دونم سيؤدي إلى القضاء على إمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وسيفصل شمالها عن جنوبها، والأهم فصل قلب القدس عنها".
وأشار إلى أن "المخطط أكبر من مجرد بناء 3500 وحدة استيطانية هو مخطط إي 1 كان أقر بعد عام 2004، لكنه لم ينفذ بسبب معارضة دولية، ويحوي شارعا استيطانيا يمر من شرق بلدة العيزرية بمحاذاة الجدار العنصري وصولا لبلدة العيزرية يربط القدس بالمستوطنات، ويعزل هو والجدار البلدات الفلسطينية بما فيها العيزرية".
من جانبه، قال أمين سر حركة فتح في بادية القدس داود الجهالين لـ"العربي الجديد" إن "تنفيذ المخطط المذكور سيؤدي إلى تهجير 23 تجمعا بدويا"، محذرا كذلك من إعلان الاحتلال قرار بناء 2200 وحدة استيطانية جنوب شرق القدس.
وقال: "أتينا لإطلاق صرخة للكل الفلسطيني للوقوف معنا لإفشال هذه المخططات التي ستدمر سبل الحياة والعيش هنا، وستقسم الضفة الغربية".
ولخص الطفل هيثم مزارعة (13 عاماً)، الذي كان يلهو على دراجته الهوائية في الأراضي الواسعة قرب مسكنه في التجمع البدوي، الخطر الداهم على التجمع ومسكن أهله الذي هو عبارة عن كرفان.
وقال هيثم لـ"العربي الجديد": "جيش الاحتلال حرمني هذا الشتاء من طريق سلس إلى مدرستي"، إذ أقام أهالي التجمع رصيفا على جانب الطريق الترابي، ليتمكن هو وزملاؤه من السير عليه دون طين أو حفر، وأزالته قوات الاحتلال دون سابق إنذار، ويضيف الطفل بعفوية: "لو أخذوا أرضنا بشعر بالحزن والظلم، مظلوم لكن رح أظل صامد".