بولتون يقلق المغرب بشأن وجود "المينورسو" في الصحراء



20 ديسمبر 2018
تصريحات بولتون تنسجم مع مواقف إدارة ترامب (Getty)
+ الخط -

أدّت التصريحات الأخيرة لجون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن نزاع الصحراء، وعدم ترحيبه باستمرار مهمة بعثة الأمم المتحدة "المينورسو"، بسبب عدم إحراز أي تقدم في الملف، إلى ردود فعل سلبية في المغرب.

وكان بولتون قد صرّح بأنه يشعر بخيبة كبيرة حيال جمود ملف الصحراء دون تقدم في هذا المسار رغم مرور عدة سنوات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستطلب إنهاء مهمات الأمم المتحدة في أفريقيا، ومن بينها بعثة "المينورسو" إلى الصحراء لكونها "لا تأتي بسلام دائم".

وسبق لبولتون أن أدى دوراً محورياً، في تقليص ولاية بعثة المينورسو إلى الصحراء من سنة كاملة إلى ستة أشهر، بهدف الضغط على أطراف النزاع للوصول إلى حل سياسي متفق عليه، كما أنه يسعى إلى خفض مساهمة الولايات المتحدة المخصصة لبعثة الأمم المتحدة بالصحراء.

وأضاف: "أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على حل النزاع الأساسي، وبالتالي تحقيق النجاح في مهمة حفظ السلام. النجاح ليس مجرد الاستمرار في المهمة. وأنا أختار نزاع الصحراء كمثال مفضل لدي؛ 27 سنة من نشر قوة حفظ السلام هذه، 27 سنة وما زالت هناك؟ كيف يمكنك أن تبرر ذلك؟ أليست هناك طريقة لحلّها؟".

وفي السياق، رأى الخبير في ملف الصحراء الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، أن موقف جون بولتون "نابع من طبيعة السياسة الخارجية الجديدة في عهد ترامب"، وأنه بمثابة "إعادة التأكيد على الكلفة المالية لهذه البعثات، فيما أوقفت الولايات المتحدة الأميركية الكثير من المنح التي كانت تقدمها للعديد من المنظمات الدولية".

كما أشار الفاتحي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "الولايات المتحدة لا تزال ماضية في تقليص نفقاتها الخاصة بالمنظمات الدولية، وتتجه أيضًا إلى التفكير في إنهاء بعثات حفظ الأمن الدولي كذلك، لأنها أميركيًا تتطلب كلفة مالية مرتفعة، لكنها لا تبعث في الأفق على إنهاء النزاعات الدولية".

واعتبر أن الموقف الجديد لبولتون يأتي في ذلك السياق، "إلا أن ذلك لا يعني أبدًا تغيرًا في الموقف الأميركي من نزاع الصحراء، الذي يبقى ثابتًا كعادته".

واستدرك المحلل أنه "يمكن التأكيد على أن من شأن ذلك الدفع في اتجاه التعجيل بإيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء، ومن ثم ممارسة الكثير من الضغط على الأطراف لإنضاج حل مستدام في المنطقة، إلا أن هذا الضغط يبقى عند حدود توافقات دول مجلس الأمن الدولي".

ولفت إلى أن المسعى الأميركي بتقليص كلفة بعثات السلام الدولية، ودعوة واشنطن للتعجيل بإيجاد تسوية سياسية لنزاع الصحراء، موقف سابق عن فترة وصول بولتون إلى منصب مستشار الأمن القومي، وهو ما تجسد في القرارين الأخيرين لمجلس الأمن الدولي رقم 2414 و2440 بشأن الصحراء، إذ تم تقليص تجديد مهمة بعثة المينورسو لمدة ستة أشهر بدلاً من سنة كما كان يعتمد سابقًا.