وودّع الإيرانيون عاما لم يكن سهلا، إذ يتفقون على أنه كان الأصعب على الأصعدة كافة، واجهوا خلاله أزمات وتحديات جمة، داخليا وخارجيا، آخرها أزمة انتشار فيروس كورونا المستمرة.
واعتبر خامنئي أن العام الماضي كان عام "الامتحانات الصعبة"، مخاطبا الشعب الإيراني بالقول إن "أي شعب لن يحقق المراد بمجرد طلب الراحة والرفاه". وتوقف عند الأحداث والوقائع المتتالية التي واجهتها بلاده خلال العام المنصرم، بدءا من السيول الجارفة والزلازل المتكررة، وتشديد العقوبات الأميركية، مرورا بسقوط ضحايا أثناء تشييع جثمان قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي اغتالته واشنطن في ضربة جوية في بغداد مطلع يناير/ كانون الثاني، وضحايا حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني "عن طريق خطأ" في الشهر نفسه، وصولا إلى تفشي كورونا في البلاد.
إلا أن خامنئي رأى أن اغتيال سليماني كان ذروة أحداث العام الماضي، وهو ما اتفق معه عليه روحاني أيضا، بوصفه الحادث بأنه "أحقر وأقذر اغتيال تاريخي نفذته أميركا".
ولم يتناول المرشد الإيراني، تطورات الصراع مع واشنطن، خلال العام 1398 الفارسي، والتي وصلت إلى نقطة الانفجار في بعض الأحيان، لاسيما بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية على مياه الخليج في الـ 20 من يونيو/حزيران الماضي وكذلك بعد حادث اغتيال سليماني، إلا أنه أشار إلى العقوبات الأميركية، معتبرا أنها "إلى جانب أضرارها كانت لها منافع أيضا"، وقال إن العقوبات دفعت إيران إلى الاعتماد على قدراتها الذاتية وتوفير حاجاتها من الداخل.
وعلى المنوال نفسه، قال الرئيس الإيراني إن بلاده تعرضت لـ"أشد العقوبات" خلال العام الماضي، مشيرا إلى الحظر الذي فرضته واشنطن على الصادرات النفطية الإيرانية، اعتبارا من يوم الثاني من مايو/ أيار 2019، مؤكدا أنها مارست ضغوطا قصوى من كل جهة وصوب على الاقتصاد الإيراني.
وأضاف روحاني أن إيران قاومت الصعاب رغم توقع الإدارة الأميركية بأنها "ستجبرها على الاستسلام"، مشيرا إلى أن طهران لم تستسلم و"حققت ملحمة اقتصادية بإدارة البلاد من دون النفط"، رغم الحظر الأميركي.
وفيما يعيش الإيرانيون حالة معيشية صعبة غير مسبوقة، دفعتهم إلى النزول للشوارع خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في أوسع احتجاجات بعد رفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، إلا أن روحاني، حاول بعث إشارات مطمئنة، بالقول إن مؤشر النمو الاقتصادي خلال التسعة أشهر الأولى للعام الماضي كان "إيجابيا والتضخم تم احتواؤه"، مؤكدا أن حكومته "تمكنت خلال هذا العام من تأمين جميع الاحتياجات الضرورية للبلاد".
وذهب روحاني إلى أبعد من ذلك بالقول "في اليوم الذي يصادف أول يوم للعام الجديد، احتياطاتنا الاستراتيجية أفضل من أي عام".
ومن هذه الناحية، حاول خامنئي أيضا إرسال رسائل طمأنة إلى الشعب الإيراني، مؤكدا أنه "تخطى حتى الآن المشاكل وسيتجاوزها لاحقا أيضا"، معتبرا أن "الانتصار على الصعاب وتجاوزها بهذه المعنويات، يجعلان الشعب قويا ومقتدرا ويكسبانه السمعة".
وأشار خامنئي إلى أن "المشكلات الاقتصادية ستنتهي"، لافتا إلى أن عجلة الإنتاج خلال العام الماضي "قد تحركت وعادت معامل معطلة إلى العمل"، داعيا إلى إحداث "طفرة في الإنتاج" خلال العام الجديد.
أما بالنسبة لأهم تحد تواجهه إيران هذه الأيام، وهو تطويق انتشار فيروس كورونا، الذي عكّر صفوة عيد "النوروز" للإيرانيين، وأجبرهم على البقاء في المنازل، وحرمهم من الرحلات الداخلية والزيارات العائلية، فقال روحاني إن بلاده واجهت خلال الأيام الأخيرة من العام الماضي، "ضيفا غير مرغوب فيه"، مشيرا إلى أنه عرّض صحة المواطنين واقتصادهم وعملهم للخطر، إلا أنه أكد أن إيران ستتخطى هذا الوضع.
يشار إلى أن إيران تعاني من شح في الإمكانات والمستلزمات الطبية في مواجهة تفشي كورونا، تعزوه إلى العقوبات الأميركية. وأطلق الرئيس الإيراني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، مناشدات ونداءات إلى العالم خلال الأسبوعين الأخيرين، لمساعدة طهران في مواجهة كورونا من خلال العمل على إيقاف العقوبات الأميركية.
وتشير آخر الأرقام الرسمية، التي أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، أمس الخميس، إلى أن عدد الوفيات نتيجة الإصابة بكورونا ارتفع إلى 1284 وعدد المصابين إلى 18407.