اتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي، مساء الإثنين، على مراجعة اتفاق 18 مارس/ آذار 2016 بشأن الهجرة، عقب قمة جمعت بين الرئيس رجب طيب أردوغان ومسؤولين أوروبيين.
وعقد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في بروكسل عقب اجتماعهما مع أردوغان.
وقال ميشيل إنهم بحثوا مع أردوغان، اتفاق 18 مارس/ آذار، ومواضيع أخرى، وأكدوا أنهم يعتبرون هذا اللقاء خطوة أولى من أجل حوار سياسي قوي مع تركيا على المديَين القريب والبعيد.
ولفت ميشيل إلى أنّ الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، سيبدأ مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، العمل حول اتفاقية الهجرة الموقعة في 2016.
وأوضح أنّ الغاية من هذا العمل، تتمثل في الوصول إلى فهم مشترك من قبل الأطراف المعنية، لاتفاق 18 مارس/ آذار.
وذكر ميشيل أنّ الطرفين التركي والأوروبي سيباشران العمل بخصوص مراجعة اتفاق 18 مارس/ آذار، خلال الأيام المقبلة، من دون أن تتضح تفاصيل هذا التفاهم.
بدورها، شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، على ضرورة إعادة فتح قنوات الحوار مع تركيا، مضيفة أنّ اللقاءات هي من الشروط الأساسية لحل الأزمة على الحدود اليونانية.
وأشارت إلى أنّ طالبي اللجوء واليونان وتركيا جميعهم بحاجة للمساعدة، لافتة إلى أنهم أجروا مع أردوغان "لقاء صريحاً وبنّاء"، الإثنين.
وذكرت رئيسة المفوضية، أنّ المباحثات كانت متمحورة حول إنشاء خارطة طريق تحمي مصالح الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وأشارت إلى أنّ اتفاق الهجرة لا يزال ساري المفعول، وأنهم بحثوا كيفية استكمال النواقص المتعلقة بالاتفاق. ولفتت إلى وجود بعض الخلافات بين الطرفين، مؤكدة أنه ستتم إعادة النظر في الاتفاق بأكمله.
وبخصوص أعمال العنف التي شهدتها الحدود اليونانية، قالت فون دير لاين: "من غير المقبول استخدام القوة المفرطة"، داعية اليونان لأن تكون تدخلاتها متناسبة مع القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي.
وشددت رئيسة المفوضية على ضرورة حماية حدود الاتحاد الأوروبي، واحترام حقوق الإنسان الأساسية.
وكان الرئيس التركي قد أعرب، أمس الإثنين، عن رغبة بلاده في نقل علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي إلى نقطة أفضل، داعياً في الوقت نفسه من سمّاهم "حلفاءنا" لإظهار تضامنهم مع "بلدنا دون تمييز".
وبدأ أردوغان، الإثنين، زيارة إلى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي، حاملاً في جعبته ملف اللاجئين والتطورات في إدلب، فضلاً عن العلاقات الثنائية وملف الانضمام إلى الاتحاد.
وتأتي هذه الزيارة بعد أن فتحت تركيا الحدود أمام اللاجئين المتدفقين من سورية وإيران وباكستان وأفغانستان وأفريقيا، قبل نحو أسبوعين، للعبور إلى أوروبا بشكل غير شرعي، على خلفية المواقف الأوروبية الضعيفة الداعمة لتركيا، أمام تقدم قوات النظام وروسيا في إدلب.
وعلى خلفية فتح الحدود وتجمع أكثر من 140 ألف لاجئ على الحدود اليونانية، تلقى أردوغان مجموعة من الاتصالات من قادة الاتحاد الأوروبي من أجل تناول هذا الملف المقلق لأوروبا، وتجديد الاتفاق الموقع بين الطرفين في عام 2016.
(العربي الجديد, الأناضول)