دان كوتس... "خصم روسيا" ورقة ترامب لكسب ثقة الاستخبارات

06 يناير 2017
باختياره كوتس يتقرّب ترامب من الاستخبارات (بيل كلارك/Getty)
+ الخط -



وسط الجدل الداخلي في الولايات المتحدة، حول تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، يحاول الرئيس المنتخب دونالد ترامب، كسب ثقة أوساط الاستخبارات، والتي أقرّت بالقرصنة الروسية على خلافه، عبر تعيينه السيناتور دان كوتس، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية.

كوتس، السيناتور الجمهوري السابق عن ولاية إنديانا (73 عاماً)، هو منتقد قاس لروسيا، وعمل على تشجيع إدارة الرئيس باراك أوباما على فرض عقوبات على موسكو في العام 2014، على أثر ضمّها شبه جزيرة القرم.

وهو واحد من ستة سيناتورات وثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض، فرضت عليهم موسكو حظراً على السفر إلى روسيا في العام ذاته، رداً على العقوبات الأميركية. ويومها رد السيناتور كوتس بالقول إنّه يشعر بـ"الفخر" لأنّ الكرملين فرض عقوبات عليه.

كوتس، السيناتور المخضرم، خدم ثماني سنوات في الكونغرس الأميركي، قبل أن ينتقل إلى مجلس الشيوخ في عام 1989، آخذاً مقعد دان كويل الذي أصبح حينهاً نائباً للرئيس. مكث في مجلس الشيوخ حتى عام 1998، وأصبح أحد وجوه اللوبي المؤثرين على صنع القرارات في الولايات المتحدة.

بعد فترة قضاها سفيراً لألمانيا في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، انضم كوتس لشركة "كينغ آند سبالدينغ" رفيعة المستوى في واشنطن، للخدمات القانونية. ساعد في قيادة قسم الشؤون الحكومية للشركة، وكان صوتاً للشركات العاملة في مجال الأدوية والدفاع والطاقة.

كوتس، الذي حصل على 600 ألف دولار مقابل 13 شهراً قضاها في "كينغ آند سبالدينغ"، قلّل بعدها عمله كأحد أصوات اللوبي، من أجل العودة إلى مجلس الشيوخ، وكان له ذلك عندما نجح بالعودة سيناتوراً عن إنديانا في العام 2010. إلا أنّ كوتس خدم لولاية واحدة، ولم يحاول السعي لإعادة انتخابه، العام الماضي.

يأتي اختيار ترامب للسيناتور السابق الممنوع من السفر إلى روسيا، لتولّي منصب مدير الاستخبارات الوطنية، في لحظة يكثر فيها الجدل، بين الرئيس المنتخب وأوساط الاستخبارات، حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية.

منذ فوزه في الانتخابات، تحدّى ترامب مراراً مسؤولي الاستخبارات حول تقديراتهم بأنّ روسيا تدخلت في الانتخابات لصالح الملياردير الجمهوري، ووضع نفسه في معركة "غير معتادة" مع وكالات التجسس.

وبينما يحظى ترامب بعلاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإنّ اختياره كوتس المناهض لموسكو، يبدو تقرّباً إلى أوساط الاستخبارات لكسب ثقتها، و"خطوة ترمي إلى تهدئة مخاوفهم"، وفق ما تذكر صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير لها، اليوم الجمعة.

ومدير الاستخبارات الوطنية منصب استحدث بعد اعتداءات سبتمبر/ أيلول 2001، ومهمته تنسيق أنشطة وكالات الاستخبارات الأميركية المختلفة وعددها 17 وكالة، أبرزها وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" ومكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي"، وجهاز الأمن القومي "إن إس إيه".

ومدير الاستخبارات الوطنية ليست لديه عملياً سلطة على أي من هذه الوكالات، ولكن مهمته هي الحرص على أن تتشارك هذه الوكالات في ما بينها معلوماتها الاستخبارية، وأن لا تكون هناك ازدواجية في العمل نفسه، من أجل تنسيق وتحسين أجهزة التجسس، وإنفاذ القانون في الولايات المتحدة.